تمكنت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد ظهر اليوم، من القضاء على محاولة تسلل نفذتها القوات الحكومية الموالية لحزب الإصلاح وحاولت فيها دخول مدينة جعار، ثاني أكبر مدن محافظة أبين، السيطرة عليها.
ونشرت وسائل إعلامية تابعة لحزب الإصلاح خبر سيطرة قواتها على مدينة جعار، مركز مديرية خنفر، أكبر مديريات محافظة أبين، واحتفل ناشطو هذا الحزب بذلك، في وسائل التواصل الاجتماعي. لكن سرعان ما تبددت فرحتهم بعد أن نشر ناشطوا المجلس الانتقالي صوراً وفيديوهات لمقاتليهم وهم داخل المدينة، بعد أن قضوا على محاولة التسلل.
*أسرى من قوات الاصلاح
وقالت المعلومات إن وحدات من القوات الحكومية الموالية لحزب الإصلاح، والفريق علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية، نفذت عملية تسلل تمكنت فيها من السيطرة على جبل خنفر، المطل على مدينة جعار. ويقع في هذا الجبل مقر قوات الحزام الأمني التابعة لـ”الانتقالي”.
وذكرت المعلومات أن “القوات الحكومية” الموالية لحزب الإصلاح سيطرت، أيضاً، على منطقة المخزن، القريبة من مدينة جعار، كما سيطرت على قرية “الدِّرْجَاج” القريبة من جعار وزنجبار.
وفي الواحدة من ظهر اليوم، قال ناشطو حزب الإصلاح، ووسائل الإعلام التابعة لهم، إن قواتهم سيطرة على مدينة جعار بالكامل.
ودارت مواجهات بين هذه القوات والقوات التابعة لـ”الانتقالي” في جبل خنفر، ومحيط مدينة جعار، وفي منطقتي “المخزن” و”الدِّرْجَاج”، انتهت بطرد “القوات الحكومية”.
*مدفع قالت قوات الانتقالي إنها سيطرت عليه في المعركة
وقال ناشط في “الانتقالي”: “بعد اشتباكات عنيفة، وبمساعدة الشرفاء من أبناء مناطق جعار ومحيطها، تمكنت قواتنا من السيطرة التامة والشاملة على مدينة جعار والدِّرجَاج والمخزن وجبل خنفر.. وخلال معركة اليوم الأحد تمكنت قواتنا من إعطاب ١٣ طقماً، و٥ مدرعات تابعة للميليشيات الانقلابية [القوات الموالية لحزب الإصلاح]، بعد ما عملوا فلم أكشن بأنهم احتلوا جعار”.
ونشر ناشطو “الانتقالي” صوراً ومقاطع فيديو تظهر فيها آليات عسكرية قالوا إن قواتهم سيطرت عليها. وظهر في إحدى الصور مجموعة أطفال على متن طقم عسكري، قيل إنهم “تابعين للإخوان المسلمين في جعار”. وظهر في مقطع فيديو مقاتلون تابعون لـ”الانتقالي” وهم يحتفلون بالنصر داخل مدينة جعار. ويُظْهِر مقطع فيديو ثاني قوات تابعة لـ”الانتقالي” وهي تمشط جبل خنفر، بعد أن طردت القوات الموالية لحزب الإصلاح منه.
*طقم قال ناشطون إن قوات الانتقالي سيطرت عليه في جعار
وقال ناشط آخر إن قوات “الانتقالي” في “جبهة الشيخ سالم والطرية”، الواقعتين على بعد نحو 8 كم من مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، “تقدمت وقطعت الطريق على الإرهابيين المتسللين إلى جعار، وقوات أمنيه تعاملت مع الخلايا وتم السحق”.
وقال ناشط ثالث: “القوات الجنوبية تنتصر وتدخل في هذي اللحظات [الساعة 3 والنصف من عصر اليوم] فرقه من قوات الحزام الأمني لتمشيط جعار من العناصر الإرهابية”.
وأضاف هذا الناشط: “تم اغتنام سبعة أطقم، وثلاث مصفحات، ومدفع حديث، وعدد من الصناديق الذخائر، وتم أسر وجرح عدد من مليشيات الشرعية الإرهابية”.
وأدت المواجهات إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، أبرزهم العقيد الخضر صالح كردة، قائد الكتيبة الثانية باللواء الأول حماية رئاسية الموالي للرئيس هادي. وقُتِلَ “الخضر”، وهو من أهالي منطقة القاع، في مديرية لودر، أبين، خلال محاولة اقتحام مدينة جعار، في العاشرة من صباح اليوم.
وفي المواجهات أصيب قيادي عسكري رفيع من قوات “الانتقالي” هو عبدالرحمن الشنيني، النائب الأول لقائد قوات الحزام الأمني والتدخل السريع في محافظة أبين. وأصيب “الشنيني” في المواجهات التي دارت في قرية “الدِّرْجَاج”.
*آلية عسكرية قالت قوات الانتقالي إنها سيطرت عليها في جعار
كما أدى المواجهات إلى مقتل الطفل عبدالرحمن فيصل محمد عبدالله زياد، وهو من أهالي منطقة “المخزن”، ويدرس في ثاني ثانوي، وقُتِلَ في الاشتباكات التي دارت لحظة دخول “القوات الحكومية” إلى هذه المنطقة.
وفي الثانية من بعد ظهر اليوم، قال محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم المنطقة العسكرية الرابعة، وجبهة محور أبين التابعة لـ”الانتقالي”، على حسابه في “تويتر”: “تم طرد العناصر الإرهابية الإخوانية المتسللة من الدِّرجَاج والمخزن والجبال المحيطة، ويجري ملاحقتها في أطراف وادي سلا.. هروب جماعي وغنائم كبيرة.. الوضع تحت السيطرة وكما كان في حالته السابقة”.
من جانبه، قال نزار هيثم، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، في الرابعة من عصر اليوم، في “تغريدة” نشرها على حسابه في “تويتر”: “لأبين حماة يضحون بأرواحهم ليظل هذا الوطن عزيزاً حُراً منيعاً على كل متسلل غادر أو خائن جبان. أبطالنا افترشوا الأرض وغالبوا النوم في سبيل هذا الوطن، ويروون بدمائهم الزكية ثراه الطاهر، حتى لا تدنسه مليشيات مشبوهة، ولا تعبث بأمنه شراذم إخوانية مأجورة”.
وكان قوات “الانتقالي” سيطرة على مدينتي زنجبار وجعار قبل نحو تسعة أشهر، بعد سيطرتها على مدينة عدن، وتمكنها من الانتصار في المواجهات التي دارت، في أغسطس الماضي، بينها وبين القوات الموالية للرئيس هادي في عدن.