أدت المواجهات التي دارت، صباح وظهر أمس، بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي و”القوات الحكومية” الموالية لحزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر، في مدين جعار وما حولها، التابعة لمحافظة أبين، إلى تدمير وإحراق آليات عسكرية، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وقُتِلَ في المواجهات العقيد الخضر صالح كردة، قائد الكتيبة الثالثة باللواء الأول حماية رئاسية التابع للرئيس هادي، فيما أصيب قيادي عسكري رفيع من قوات “الانتقالي” هو عبدالرحمن الشنيني، النائب الأول لقائد قوات الحزام الأمني والتدخل السريع في أبين.
وسقط ضحايا مدنيون على هامش المواجهات، إذ قُتِلَ شقيقين (شاب ومراهق) دهساً بعربة عسكرية، بالقرب من محطة بافقير، وهما من قرية “الجول”، فيما قُتِلَ طفل ثالث بالرصاص، في منطقة المخزن. والطفل الأخير هو عبدالرحمن فيصل محمد عبدالله زياد، من أهالي منطقة “المخزن”، ويدرس في الصف الثاني ثانوي، وقُتِلَ في الاشتباكات التي دارت لحظة دخول “القوات الحكومية” إلى هذه المنطقة.
وقالت مصادر محلية متطابقة إن طقم عسكري تابع لـ”القوات الحكومية”، الموالية لحزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر، دَهَسَ الشاب محمد علي محمد قرطاس (١٩ عاماً)، وشقيقه عبد الوهاب علي محمد قرطاس (١٥عاماً)، أثناء ما كانا على متن دراجة نارية عائدين من مزرعة أسرتهما، على الطريق الرابط بين جعار وزنجبار بالقرب من محطة بافقير.
وأوضحت المصادر أن الشقيقين محمد وعبدالوهاب تعرضا للدَهس بسبب السرعة الجنونية التي كان يسير الطقم العسكري بها، أثناء هروبه مسرعاً من منطقة “المخزن”، بعد أن بدأت القوات الموالية لحزب الإصلاح وعلي محسن من المناطق التي سيطرة عليها عملية الهروب من مدين جعار والمناطق التي سيطرت عليها.
وأدت عملية الدهس إلى وفاة محمد وعبدالوهاب، وتضرر الدراجة النارية التي كانا عليها بشكل كبير.
وقال ناشطون موالون للقوات الموالية لحزب الإصلاح وعلي محسن إن محمد وعبدالوهاب تعرضا للدهس من قبل مدرعة تابعة لقوات المجلس الانتقالي. لكن المصادر المحلية نفت ذلك.
وقالت مصادر محلية أخرى للصحيفة إنه “تم دهس الطفلين ودراجتهما النارية أثناء نزول طقمين عسكريين تابعين لقوات الشرعية من جبل خنفر، عند انسحاب قوات الشرعية منه”.
على صعيد متصل، أفادت مصادر محلية أخرى أن سيارة عسكرية نوع “حَبَّة”، كان عليها مقاتلون تابعون لحزب الإصلاح، صدمت سيارة أخرى عليها مدنيون، على طريق منطقة “الحصن”، القريبة من جعار.