أخترنا لكمتقاريرملفات خاصة

“الخُمس”.. القاسم المشترك بين الحوثية والإخوان

تقرير خاص

قد لا يجد منظري ثقافة الاخوان بدا في انتقاد قانون الخمس الذي تسعى الحوثية -كجماعة دينية مقاربة فكريا للاخوانية – على فرضه لصالح بني هاشم باليمن..

* موجة غضب..

وأثار قانون ميليشيا الحوثية والذي يقضي بمنح الهاشميين نصيب الخمس من الزكاة ردة فعل غاضبة وساخرة في نفس الوقت من قبل اليمنيين.

وعبر اليمنيون عن غضبهم وسخريتهم من خلال منشواراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد اجرت المليشيا الحوثية تعديل على اللائحة التنفيذية لقانون الزكاة الصادر عام 1999م والذي يمنحهم 20% ” الخمس ” لصالح السلاليين وفقا لتعديلات عام 2020م .

وبحسب التعديل الذي أجري على اللائحة التنفيذية لقانون الزكاة الصادر عام 1999م فقد أجريت عليها عدة تعديلات عام 2020م والتي جائت وفقا لمطالب زعيم المليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي والتي حددها ب20 نقطة منها تعديل قانون الزكاة.

* الكيل بمكيالين..

الجماعات الدينية كل منها تؤمن بمبادئ وتشريعات مشتركة الا  انها تكفر بها حين تطبقها جماعة ما تعد منافسة سياسيا للجماعات الاخرى.

استغراب المحلل السياسي محمد الحسني من ذلك تسائله.. الم تؤمن جماعة الاخوان بحد الردة كجزء من ثقافتها لكنها تنتقد تطبيقه من قبل جماعات منافسة سيطرة على السلطة.

ويضيف الحسني خلال حديثه ليمن الغد:

اليس مواجهة حرية الفكر والعقيدة قاسما مشتركا بين الحوثية والاخوان.. ؟.

ويعلق الناشط جمال عبده قائلا: حرية الفكر والعقيدة مكفولة لمن يريد الدخول بالاسلام السياسي على الطريقة الاخوانية والايرانية.. لكنها محظورة في كل مجالات الحياة الانسانية.

* الموروث قاتل..

يستغرب ياسين مقبل من ادعاء احقية فئة معينة بالخمس من ثروات الشعب ويوجه النقد الى الموروث الثقافي الديني الذي ظلت تلوكه جماعة الاخوان طيلة عقود في ادبياتها وعملت على غرس مفاهيمه في عقول الناشئين واليوم تحاول التدليس ومسك العصا من المنتصف بتوجيه الانتقاد الى الحوثي بدلا من انتقاد الفكر وهو الاساس.

ووصف الموروث الديني لجماعات الاسلام السياسي بالموروث القاتل.

ويقول الحسني ان جماعة الاخوان تؤمن بنظرية الخمس كمبدأ ديني يجب ان تطبقه هي او الجماعات المنبثقة عنها والمؤدلجة ثقافيا معها, لكنها تكفر بهذه النظرية حين تطبقها جماعة موازية لها وان كانت بين الجماعتين قواسم دينية مشتركة شتى طالما تصنفها سياسيا خصما تاريخيا لها.

* مكمن الخلل..

ومن خلال تصريحات الحوثيين تعرف مكمن الخلل بانه بالتراث لا في منهج جماعته.

القيادي الحوثي محمد علي الحوثي في تغريدة على حسابه في تويتر رد على الناشطين الذين انتقدو قانون جماعته الذي يقضي بمنح الهاشميين الخمس في فريضة الزكاة.

وقال الحوثي أن “تفسير ابن كثير وكتب التفسير تدعو للعصبية” وأضاف “كما هو الحل أيضا في صحيح مسلم وجميع الكتب الإسلامية”.

* يخادعون الله..

يقول المفكر المصري سامر منصور خلال حديثه ليمن الغد الى ان الخمس المذكور في القرآن خاص بغنائم الحرب فقط لا باموال الكادحين وثروات الشعب، حيث قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيل}، ولا علاقة له ببني هاشم .

ومن يقولون غير ذلك فقد افتروا على الله كذبا.

واضاف: يخادعون الله وهو خادعهم.

أما الخمس الذي في قانون الحوثيين الجديد، فهو شيء آخر غير الزكاة كليًا.. ولم يُذكر في القانون اليمني أصلاً، وهو يتحدث عن ما يؤخذ من الغنائم وسائر ثروات البلاد ابتداءً من صيد البحر وانتهاءً بالبترول والمعادن، ولا علاقة له بمصارف الزكاة، وإنما يصرف -كما ذكروا- لبني هاشم خاصة.

* مفسدة الخمس..

يقول السياسي اليمني ياسين سعيد نعمان ان التأصيل النظري الذي يجادل به البعض لتأكيد أحقية الحوثي في الخمس من عدمه هو عمل ليس له ما يبرره، لأن الخطوة التي أقدم عليها الحوثي هي تعدٍ على حقوق الناس في إطار تعدٍ أكبر على وطن بأكمله، أي مفسدة صغرى في إطار مفسدة كبرى.

ويضيف نعمان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: لذلك فإن فضح هذه المفسدة الصغرى يجب أن يتم في إطار متصل بمفسدته الكبرى دون أي اجتهاد بمناقشات فكرية قد تحدث التباساً يقود إلى نتائج سلبية في قراءة المشهد بأكمله.

 *  ابناء الله..

ويستغرب المفكر اليمني محمد عزان قائلا: آية الخمس تدل على أخذه من غنائم قتال الكفار المحاربين فقط.. فكيف يتم تحويله إلى أخذ أموال المسلمين الكادحين

ويضيف في مقال له: منذ أن أطلق إبليس نظريته العنصرية الخبيثة، وتبناها فريق من البشر وقع الناس في متاهة التنافس الطّبقي والجدل الاجتماعي والديني والنزاع السياسي، ونتج عن ذلك صراعات وخراب وقهر وتخلُّف؛ دمرت شعوب العالم وأرهقت المجتمعات في كل زمان ومكان.. للأسف {لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ؛ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}!

فاحذر -يا صديقي- أن تكون من دعاة النظرية الإبليسية القائمة على أساس {أنا خير منه}، وثق بأن الإنسان إنما يتميز بعمله، وأن {مَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} كائنًا من كان.

فالعنصرية القائمة على التمييز اللوني أمر قبيح، وأقبح منها وأسوأ أثرًا تلك العنصرية القائمة على أساس ديني، مثل دعوى اليهود أنهم أبناء الله، ودعوى بعض المهووسين من قريش أن الله اصطفاهم على أساس عِرقي؛ حتى إن بعضهم زعم أن الله خلقهم من نور أو من طينة عِلِّيين.

*التقرير خاص بـ”يمن الغد”

زر الذهاب إلى الأعلى