تمرد قبلي مسلح على الإصلاح داخل مديريتين في شبوة وحملة أمنية تُفَجِّر الوضع في نِصَاب والقبائل تمنع مرور التعزيزات وأنباء عن موافقة لانسحاب الاخوان “صور”

 


خَيَّم التوتر أمس الجمعة على مديرية جردان، التابعة لمحافظة شبوة، بعد يوم من اشتباكات عنيفة حدثت في المديرية بين مسلحين قبليين موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات الأمن الخاصة في المحافظة، التي يسيطر حزب الإصلاح على السلطة فيها.


واندلعت الاشتباكات صباح الخميس، وأدت إلى سقوط خمسة قتلى وأربعة جرحى من قوات الأمن، ومقتل شخص وإصابة آخر من مسلحي القبائل، وإصابة طفلة لا علاقة لها بالخلاف الدائر بين الجانبين.


وبدأت الاشتباكات في “جردان”، التي تبعد نحو 70 كم من مدينة عتق، عاصمة المحافظة، من جهة الشرق، ثم امتدت تداعياتها إلى مديرية نصاب، الواقعة غرب مدينة عتق على بعد نحو 40 كم.


مصادر محلية موالية لـ”الانتقالي”، قالت” إن الاشتباكات بين الجانبين اندلعت عند اقتحام قوات الأمن الخاصة، في التاسعة من صباح أمس، مركزي مديرية جردان، لمنع اجتماع قبلي موسع دعت لعقده مكونات مجتمعية وقيادة المجلس الانتقالي في “جردان”.


وأوضحت المصادر أنه تم دعوة أبناء مديرية جردان، وأبناء المديريات الشرقية في شبوة، لحضور الاجتماع، الذي كان من المقرر عقده “للوقوف أمام الانتهاكات التي تمارسها قوات الأمن الخاصة بحق أبناء محافظة شبوة، والزج بالأطفال منهم في الحروب العبثية في محافظة أبين”. إلا أن قوات الأمن الخاصة اقتحمت مركز المديرية لمنع انعقاد الاجتماع.


 



*مسلحون قبليون يحاصرون المجمع الحكومي في مديرية نصاب – شبوة


 


وأفادت المصادر، أن قوات الأمن الخاصة، الموالية لحزب الإصلاح، خرجت في حملة من مدينة عتق، وفور وصولها مديرية جردان تمركزت في مركز المديرية (سوق جردان)، وفي “القرون” المطلة على السوق، ومداخل “وادي جردان”، واشتبكت مع مسلحين قبليين، ثم انسحبت إلى المجمع الحكومي.


وذكرت المصادر أن القوات الأمنية اشتبكت مع عدد من المسلحين من أبناء المديرية أثناء اقتحامها لسوق المديرية، وأدت الاشتباكات إلى مقتل وإصابة أربعة أشخاص، بينهم طفلة.


وبعد الاشتباكات، توافد عددٌ من مسلحي “قبيلة آل ضباب”، وآخرين من أبناء مديرية جردان، إلى منطقة “شق بن ضباب”، وقطعوا الطريق العام الذي يربط مديرية جردان بمدينة عتق، لمنع قوات الأمن الخاصة من العودة إلى مدينة عتق، ومنع وصول أي تعزيزات أمنية وعسكرية لها.


واحتشد مسلحون قبليون لمواجهة محتملة مع قوات الأمن الخاصة، ثم تدخلت وساطة قبلية محلية تمكنت من نزع فتيل التوتر.


وقالت مصادر محلية مستقلة إن عشرات المسلحين القبلين وصلوا إلى مركز مديرية جردان، وحاصروا قوات الأمن الخاصة في المجمع الحكومي.


وتجددت الاشتباكات بين الجانبين، في الخامسة من عصر الخميس، ووصلت تعزيزات عسكرية وأمنية من مدينة عتق، فتعرضت للهجوم من قبل المسلحين القبليين المواليين لـ”الانتقالي”.


 



*الطقم الأمني الذي استولى عليه المسلحين القبليين في حردان – شبوة


 


وطبقاً للمصادر المحلية المستقلة، فاشتباكات العنيفة التي دارت بين الجانبين أدت إلى مقتل وإصابة عدد من جنود وضباط الحملة الأمنية، تم نقلهم إلى مستشفى جردان لتلقي العلاج.


وقال مصدر محلي مطلع: “أدت الاشتباكات إلى مقتل الشاب محمد عبدلله قاسم، من قبيلة آل ضباب الهلالي، وإصابة طفلة كانت مارة في الطريق، كما أدت الاشتباكات إلى مقتل عبد الرحمن لكعب الشريف، شقيق قائد قوات الأمن الخاصة في شبوة، عبدربه لعكب، وإصابة محمد حسين مذب، النائب الأول لعبدربه لعكب في قيادة هذه القوات، وتم إسعافه إلى إحدى مستشفيات مدينة عتق لتلقي العلاج، ويقال إن إصابته خطرة”.


وأفاد المصدر أن مسلحي القبائل تمكنوا، في الاشتباكات، من السيطرة على طقم تابع لقوات الأمن الخاصة، وإعطاب آخر، وأسر عدد من الجنود. فيما سيطرت قوات الأمن الخاصة على طقمين عسكريين ووايت ماء تابع لمسلحي القبائل.


وقال مصدر محلي ثاني للصحيفة: “تكاتفت كل قبائل جردان وهاجمت وحاصرت قوات الأمن.. وقبل المغرب وصل أعضاء الوساطة القبلية، مع وكيل المحافظة لمروق، إلى مشائخ آل ضباب، وتم إيقاف إطلاق النار، وتواصلت الجهود من وقتها لحل المشكلة”.


 



*مسلحون قبليون يسيطرون على مركز مديرية نصاب – شبوة


 


رواية الطرف الآخر


وقال مصدر محلي للصحيفة، مقدماً رواية الطرف الآخر: “قام سامي ضباب، قائد النخبة الشبوانية في المناطق الشرقية من شبوة، بإطلاق دعوة لعقد اجتماع مسلح، صباح الخميس، في مركز مديرية جردان، من أجل حشد مقاتلين لمناصرة قوات الانتقالي في أبين ضد قوات الشرعية.. وبسبب ذلك، أقرت اللجنة الأمنية في محافظة شبوة منع إقامة أي فعالية مسلحة للمليشيات الخارجة عن القانون، وإحضار المطلوبين، وعلى رأسهم سامي ضباب”.


وأضاف المصدر: “صباح ذات اليوم، تحركت الحملة الأمنية من مدينة عتق إلى مركز مديرية جردان، وعند وصولها إلى المديرية، في طريقها إلى المركز، اعترضها مسلحون يقودهم سامي ضباب، اشتبكوا مع أفراد الحملة الأمنية، ثم هربوا إلى مطارح آل ضباب.. قامت الحملة بملاحقتهم حتى وصلت إلى المطارح، وخرج عقال آل ضباب، والتزموا للحملة الأمنية بتسليم سامي ضباب، عصر الخميس، إلى محافظ شبوة، وقامت قوات الحملة الأمنية بأخذ طقمين عسكريين يتبعان سامي ضباب، و”بوزة” ماء (وايت) تتبعه أيضاً، ثم غادرت الحملة الأمنية إلى مركز مديرية جردان، وبعد خروجها تعرضت لهجوم شنه مسلحون قبليون، وحدث اشتباك أصيب فيه أحد الجنود”.


وتابع: “بعدها اشتبكت قوات الحملة الأمنية مع المسلحين القبليين، وأدت الاشتباكات إلى مقتل مسلح قبلي وإصابة آخر.. ثم تدخلت وساطة قبلية بقيادة الشيخ مبارك القرموشي، والشيخ أحمد عبدالله القرموشي، اللذين وصلا إلى محافظ شبوة، وطلبا منه إيقاف الحملة مقابل تسليم المطلوبين، وافق المحافظة على ذلك.. بعدها تحرك أعضاء لجنة الوساطة، واللجنة التي شكلها المحافظ برئاسة وكيل المحافظة، لمروق، إلى جردان، وقبل وصول أعضاء اللجنتين إلى المديرية تعرضتا لهجوم من قبل مسلحي القبائل التابعين للانتقالي، وأدى ذلك إلى مقتل جنديين من أفراد قوات الأمن”.


‏واستطرد: “بعدها، تجددت الاشتباكات بشكل أوسع بين الجانبين، وأصبحت لجنة الوساطة في موقف حرج لأنها التزمت للمحافظ بتسليم المطلوبين الأمنيين، وعلى رأسهم سامي ضباب.. أرسلت السلطات في مدينة عتق تعزيزات عسكرية وأمنية إلى جردان، لإسناد قوات الحملة هناك، ومساعدتها في فرض سيطرتها على المديرية، والقبض على المطلوبين، إلا أنها لم تتمكن من ذلك”.


 


قيادة السلطة توافق على سحب قواتها


 


وقالت المعلومات، إن قيادة محافظة شبوة وافقت، الجمعة، على سحب قوات الأمن الخاصة من مديرية جردان بالكامل، ضمن اتفاق تهدئة تم التوصل إليه بجهود وساطة قبلية محلية.


وأوضحت المعلومات أن الوساطة القبلية تدخلت للتهدئة وإيقاف تجدد المواجهات بين الجانبين، وتوصلت، بتوافق الجانبين، إلى اتفاق تهدئة يتضمن خمسة بنود هي: “انسحاب قوات الأمن الخاصة من مديريه جردان بالكامل، إفراج رجال القبائل عن أسرى قوات الأمن الخاصة، تسليم رجال القبائل للطقم التابع لقوات الأمن الخاصة، تسليم قوات الأمن الخاصة للطقم العسكري ووايت الماء التابع لرجال القبائل، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق”.


في السياق، قالت المصادر ذاتها، إن قوات الأمن الخاصة اعتقلت، الخميس، التربوي عبدالله صالح علي لعاض الخليفي، عضو المجلس المحلي في مديرية عتق، من مستشفى عتق المركزي، واقتادته إلى سجن غير معروف.


وبيَّنت المصادر أن القوات الأمنية الموالية لـ “الإصلاح”، الذي يحكم محافظة شبوة، اعتقلت “الخليفي” على خلفية تعاونه مع الجرحى من أبناء مديرية جردان، الذين أصيبوا في الاشتباكات معها، وتوفيره أدوية لهم.


 


التداعيات تمتد إلى مديرية نصاب


ما حدث في مديرية جردان، كان له تداعيات في مديرية نصاب، حيث هاجم، اليوم، مسلحون قبليون موالون لـ “الانتقالي” مواقع قوات الأمن في مركز مديرية نصاب، واستولوا على مبانٍ حكومية، وحاصروا قوات الأمن المتمركزة في المجمع الحكومي.


وقال ناشطون جنوبيون موالون لـ “الانتقالي”، إن مسلحي القبائل هاجموا قوات الأمن في المدينة وعلى مداخلها ومخارجها، وسيطروا على مدينة نصاب، والطرق المؤدية منها إلى “مرخة”، و”بيحان”، و”عتق”، وواصلوا حصار قوات الأمن في المجمع الحكومي.


وأكدت مصادر محلية أن مسلحي القبائل سيطروا على سوقي مركز مديرية نصاب (السوق القديم والسوق الجديد)، كما سيطروا على بعض مباني المؤسسات الحكومية في “الكورة”.


وذكرت المصادر أن “تعزيزات قبلية توافدت إلى منطقة قرن حفرة”، فيما وصلت، اليوم الجمعة، تعزيزات عسكرية وأمنية، على متن سبعة أطقم، إلا أن مسلحي القبائل منعوها من الدخول إلى المجمع الحكومي، فتمركزت في منطقة “الجيف الأعلى”.


ودارت، مساء اليوم، اشتباكات بشكل متقطع بين رجال القبائل وقوات الأمن الخاصة في مناطق “الصليب” و”الجيف”، و”بن غداوي”، وقصفت قوات الأمن مواقع مسلحي القبائل بالمدفعية.


واستمرت التعزيزات تصل إلى الجانبين اللذين يبدو أنهما يرتبان لخوض مواجهات حاسمة بينهما في “نصاب”.


 


 


 

Exit mobile version