ساد هدوء حذر، خلال الساعات الماضية، في جبهات القتال شرق مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، بعد يوم من مواجهات دامية جرت بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات “الحكومة الشرعية”، الموالية لحزب الإصلاح، وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وقال محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم محور أبين العسكري، التابع لـ “الانتقالي”، إن الهدوء ساد مناطق المواجهات، مع حدوث تبادل قصف مدفعي متقطع مع “القوات الحكومية” الموالية لحزب الإصلاح.
وأكد “النقيب”، أن “القوات الجنوبية سيطرت على مساحات كبيرة وواسعة في خطوط التماس”.
وأضاف: “قواتنا نفذت، الخميس، هجوماً تمكنت فيه من السيطرة على مناطق واسعة في خطوط التماس، وتمكنت حتى من اقتحام الأنساق الدفاعية المتقدمة لمليشيا جماعة الإخوان المسلمين، رغم أن الهجوم لم تنفذه كل قواتنا المنتشرة في الجبهة، بل نفذته ثلاث وحدات عسكرية فقط من قواتنا”.
وكانت قوات “الانتقالي” شَنَّت، فجر أمس الأول، هجوماً واسعاً ومباغتاً، من ثلاثة محاور، على “القوات الحكومية” الموالية لحزب الإصلاح، المنتشرة في أجزاء من منطقتي “الشيخ سالم” و”الطرية”، الواقعتين على بعد نحو 8 كم شرق مدينة زنجبار، في الطريق المؤدي إلى مدينة شقرة الساحلية، حيث تتمركز “القوات الحكومية”، التي بدأت، قبل أكثر من شهر، الهجوم على قوات “الانتقالي” في المنطقتين، بهدف السيطرة على المنطقتين، والتقدم للسيطرة على عاصمة محافظة أبين، كمقدمة لاستعادة السيطرة على مدينة عدن، التي تسيطر عليها قوات “الانتقالي” منذ أغسطس الماضي.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، إن المواجهات التي دارت، الخميس الفائت، بين الجانبين كانت هي الأعنف منذ بدء القتال بينهما في منطقتي “الشيخ سالم” و”الطرية”، مشيرة إلى أن المواجهات، التي استمرت لأكثر من 12 ساعة، أدت إلى سقوط نحو 85 قتيلاً، وعشرات الجرحى، من الطرفين، إضافة إلى تدمير وإحراق آليات عسكرية.
وأوضحت المصادر أن قوات “الانتقالي” تمكنت، في المواجهات، من استعادة السيطرة على “جبل سيود”، المحاذي لقرية “الدِّرْجَاج”، والتقدم إلى ما بعد منطقتي “الشيخ سالم” و”الطرية”، والسيطرة على “وادي سلا” بالكامل، والتقدم نحو منطقة “قرن الكلاسي”، القريبة من مدينة شُقرة، حيث تتمركز “القوات الحكومية”.
وأكدت المصادر أن أعنف قتال دار بين الجانبين في منطقة “الرملة”، فيما قال ناشطون تابعون لـ “الانتقالي”، إن قواتهم سيطرت على مناطق عدة وتقدمت نحو منطقة “قرن الكلاسي” القريبة من مدينة شُقرة.
وبعد ظهر الخميس، قال محمد النقيب، في “تغريدة” نشرها على حسابه الرسمي في “تويتر”: “نفذت قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة (الخميس) عميلة عسكرية نوعية من محاور عدة..”.
وأضاف: “تكللت العملية بإحراز تقدم ميداني كبير، سيطرت من خلاله قواتنا على مساحات واسعة استراتيجية، أبرزها جبل سيود، كما دمرت قواتنا العديد من آليات العدو منها دبابتين وعربات وأطقم مصفحة”.