وزير النقل اليمني المستقيل ينفذ خطة تركية بتمويل قطري لتجنيد ميليشيات مناهضة للتحالف العربي.
موقع غربي أشار إلى ذلك في سياق تأكيده على وجود سيناريو للتدخل التركي في اليمن لدعم “الإخوان”
موقع “ميدل إيست”: السعوديون قد يأخذون مشاركة تركيا في الحرب في اليمن على محمل الجد؛ بعد خمس سنوات من الحرب المكلفة
قد يجد السعوديون أنفسهم غير قادرين على الاستمرار في تمويل حلفائها في اليمن الذين فشلوا حتى الآن في تقويض سيطرة الحوثيين
هناك دعم سياسي وتعاون عسكري نادر بين تركيا وإيران، وفي ديسمبر تم إسقاط طائرة بدون طيار تركية الصنع فوق محافظة الحديدة
قال موقع “ميدل إيست منيتور”، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غيَّر موقفه تجاه الأزمة في اليمن، بعدما كانت أنقرة تدعم الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
وأضاف “ميدل إيست”، في تقرير حديث له: “تركيا قد تقدم مساعدة محدودة لحزب الإصلاح.. بعض مؤيدي الإصلاح قد لجأوا مؤخراً إلى استخدام حملات عبر الإنترنت تطلب من تركيا التدخل في اليمن”.
وذكر “ميدل إيست” أن مجلة “ذي آراب ويكلي” كانت قد “كشفت، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أن تركيا قامت ببناء حضورها في اليمن، وتحديداً لدعم حزب الإصلاح” الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين. وأشار إلى أن “موقع TRT World التركي ناقش في السابق تأثير تركيا في اليمن، واعترف بمصالح أنقرة الجيواستراتيجية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، فضلاً عن إمكانات تركيا لتكون لاعباً رئيساً في مستقبل اليمن”.
ورجح “ميدل إيست” أن السعوديين يأخذون مشاركة تركيا على محمل الجد. ورأى أنه، وبعد خمس سنوات من الحرب المكلفة، قد يجد السعوديون أنفسهم غير قادرين على الاستمرار في تمويل المرتزقة في اليمن الذين فشلوا حتى الآن في تقويض سيطرة الحوثيين على الشمال والعاصمة صنعاء”.
وأضاف: “وتشمل التقارير ضد أنقرة مخاوف مصر المتزايدة [تحت يافطات عدة]، مثل “التدخل” التركي تحت ستار المساعدة الإنسانية التي تعمل في ثلاث مناطق ساحلية جنوبية، و”مؤامرة قطرية تركية” مشتركة لإنشاء معسكر تجنيد للميليشيات في محافظة شبوة”.
وفي سياق متصل كشفت مصادر خاصة لـ”العرب” عن شروع وزير النقل اليمني المستقيل صالح الجبواني في فتح معسكر للتجنيد في مدينة “عتق” مركز محافظة شبوة، وفق خطة تركية وتمويل قطري.
وقالت المصادر إن الجبواني، بتواطؤ من محافظ شبوة الإخواني محمد بن عديو، حوّل مدرسة “الأوائل” التي تقع بالقرب من محور عتق التابع للجيش الوطني ومقر القوات الخاصة إلى معسكر لاستقبال المجندين، بعد عودته من زيارة سرية للدوحة وحصوله على أموال طائلة لهذا الغرض.
وأكدت المصادر قيام الجبواني بتجنيد أكثر من ست مئة شخص حتى الآن، من خلال صرف مبالغ مالية شهرية ويومية للملتحقين بالمعسكر وتوزيع أسلحة يقوم بشرائها من السوق السوداء في شبوة ومأرب.
ووفقا للمصادر قام وزير النقل المستقيل بشراء عشرات السيارات رباعية الدفع من المهرة وحضرموت ودفع مبالغ تفوق القيمة الفعلية لهذا النوع من السيارات التي منع التحالف العربي تصديرها إلى اليمن في الآونة الأخيرة خشية وصولها إلى الحوثيين.
وقالت المصادر لـ”العرب” إن وزير النقل المستقيل، الذي تعرض لانتقادات كبيرة جراء تصريحاته المعادية للتحالف العربي وقيامه بتوقيع اتفاق ثنائي بين وزارته والحكومة التركية تبرأت منه لاحقا “الحكومة اليمنية”، يعمل في سياق مخطط تركي لإنشاء ميليشيات عسكرية ممولة من قطر على قاعدة مناهضة التحالف العربي، بالتوازي مع نشاط مماثل يقوم به القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي الذي أنشأ معسكرات مماثلة في محافظة تعز لتجنيد المقاتلين وتشجيع اليمنيين المنخرطين في قتال الحوثي بجبهات صعدة على الالتحاق بمعسكراته.
وأشارت المصادر إلى وجود تنسيق وتكامل بين الجبواني والمخلافي من جهة ووزير الداخلية أحمد الميسري من جهة أخرى والذي يقوم بترسيم مخرجات المعسكرات التابعة للمخلافي والجبواني ومنْحِ أرقامٍ عسكرية في وزارة الداخلية لهذه العناصر في وقت لاحق أو استحداث وحدات وألوية عسكرية جديدة يكون قوامها هذه الميليشيات.
وكانت “العرب” قد كشفت في سلسلة تقارير عن تورط قطر وتيار الإخوان الموالي لها بالحكومة الشرعية في العمل على تفكيك جبهات صعدة وإنشاء ميليشيات مسلحة معادية للتحالف.
وتعمل أجندة “الدوحة” في اليمن على إرباك التحالف العربي، وتهيئة الأجواء السياسية والأمنية لخلق بيئة مناسبة لدور تركي مفترض في اليمن باتت منابر الإخوان الإعلامية تجاهر بالمطالبة به.
وتشير معلومات متواترة إلى تحرك قيادات سياسية وعسكرية وقبلية يمنية محسوبة على قطر للعب دور بارز في تأجيج الخلافات بين المكونات المناهضة للحوثي، وإفشال تنفيذ اتفاق الرياض، وتمويل المواجهات الدائرة في أبين التي يتولى الإشراف عليها وزير الداخلية أحمد الميسري الذي أنشأ غرفة عمليات في محافظة المهرة لهذا الغرض.
إغراء المجندين برواتب عالية
وكشفت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” عن قيام الميسري بالتواصل مع قيادات عسكرية في الانتقالي ومحاولة استقطابها بالمال القطري، وهو الدور ذاته الذي يقوم به حمود المخلافي الذي يجري اتصالات مع قادة عسكريين في جبهات صعدة لترك مواقعهم أو تسليمها للحوثي مقابل الحصول على أموال ومنح عسكرية ممولة من قطر.
وتراهن الدوحة على لعب صالح الجبواني دورا مماثلا في محافظة شبوة التي شهدت في الأيام الماضية انتفاضة قبلية ضد ممارسات جماعة الإخوان، الأمر الذي تطور إلى مواجهات مسلحة بين القبائل وقوات تابعة لحزب الإصلاح على خلفية مقتل وجرح واختطاف عدد من أبناء القبائل على يد عناصر أمنية تتبع جماعة الإخوان التي تهيمن على المحافظة.
وأكدت مصادر “العرب” تورط وزير النقل المستقيل صالح الجبواني في تصعيد التوتر في محافظة شبوة، وقيامه بتوزيع الأموال التي حصل عليها من الدوحة، لشراء الولاءات، وتأجيج المواجهات السياسية والعسكرية.
واعتبر الصحافي اليمني ياسر اليافعي أن تصعيد جماعة الإخوان في شبوة وبعض مناطق أبين يؤكد تعرضها لهزيمة كبيرة، بعد فشلها وعجزها عن تحقيق أي تقدم صوب مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. وأضاف اليافعي في تصريح لـ”العرب” “هذه الهزيمة تمثلت في اغتيال قائد الحزام الأمني في مودية، بالإضافة إلى قيام الميليشيا باختطاف المسافرين بحسب هويتهم، ومهاجمة القرى في شبوة”.
ولفت إلى أن جماعة الإخوان تعاني من انكسار كبير، لاسيما في شبوة، حيث كانت عينها على عدن، واليوم تعاني من انتفاضة مسلحة في عمق سيطرتها محافظة شبوة.
وإذ أشار “ميدل إيست” إلى أن “تقارير ذكرت، الأسبوع الماضي، أن التحالف منع طائرة شحن تركية تحمل مساعدات من الهبوط في مدينة عدن الساحلية الجنوبية”، أضاف: “لدى تركيا أكبر قاعدة عسكرية خارجية لها تقع في العاصمة الصومالية مقديشو، بالإضافة إلى أكبر سفارتها. لذلك، من الناحية اللوجستية، من المعقول أنها يمكن أن تستعد لعملية “تشبه ليبيا” في اليمن، ضد القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة”.
وقال، إن تركيا اتخذت من حرب الطائرات بدون طيار أداة رئيسية في عملياتها، ونقلت ذلك “إلى مستوى آخر مثل الحوثيين في اليمن، وربما كان ذلك بمثابة مقدمة لعمليات مستقبلية” في اليمن، مشيراً إلى “إسقاط طائرة بدون طيار تركية الصنع، من طراز كاراييل، فوق محافظة الحديدة في ديسمبر”.
وقال “ميدل إيست”: “في الوقت نفسه، يجب أيضاً النظر في علاقة تركيا المعقدة مع إيران المتحالفة مع الحوثيين. أعربت إيران مؤخراً عن دعمها للحكومة الليبية المدعومة من تركيا، في حين أعربت أنقرة عن معارضتها للعقوبات الأمريكية على طهران. كما كان هناك تعاون عسكري نادر بين الاثنين ضد حزب العمال الكردستاني الكردي في العراق، والذي أدانته الإمارات”.
وأضاف: “الحرب في ليبيا لم تنته بأي حال من الأحوال، وبالنظر إلى القضية الخلافية للتدخل العسكري في الخارج والخطر الخطير المتمثل في التمدد العسكري، فقد يتعين على أنقرة تأجيل مواجهة حتمية بالوكالة مع الإمارات في اليمن”.










