لم ينشر أو يتسرب شيء حول ما دار في جلسة افتراضية مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي عصر يوم الأربعاء بتوقيت نيويورك بشأن اليمن، وعلى ما يبدو فإن مارتن غريفيث غاب عن تقديم إحاطته الدورية دون تقديم أي تفسير أو إعلان مسبق، وكل الذي نشرته الأمم المتحدة في مركزها الإخباري هو عرض لإحاطة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك.
وكان خبراء في مقر الأمم المتحدة توقعوا عشية الانعقاد أن يناقش أعضاء مجلس الأمن فشل مارتن غريفيث في تحقيق أي تقدم في الملف اليمني وتصاعد القتال والعنف وجمود العملية السياسية.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن حول اليمن، وضع المسؤول الأممي مارك لوكوك العالم أمام خيارين: إما دعم الاستجابة الإنسانية في اليمن، والمساعدة على خلق مساحة لحل سياسي مستدام، أو مشاهدة اليمن يسقط في الهاوية.
ورسم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، صورة قاتمة عن الوضع في اليمن إذا لم يقدم المانحون المساعدات المالية اللازمة لدرء كارثة في الدولة التي تعاني ويلات الحرب والفقر والأمراض مع انتشار جائحة كوفيد-19 بسرعة في البلاد، ووفاة 25% من المصابين بالمرض، وهو ما يمثل خمسة أضعاف المعدل العالمي، فضلا عن انهيار النظام الصحي.
وقال لوكوك: “تضيف جائحة كوفيد-19 طبقة أخرى من البؤس على العديد من الطبقات الأخرى. وقد قال رئيس وزراء اليمن في وقت مبكر من هذا الشهر إن مأساة إنسانية مروعة على وشك أن تحدث”.
وفي 2 حزيران/يونيو، استضافت الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية مؤتمر المانحين الافتراضي لمساعدة اليمن. وتعهدت 31 جهة مانحة بتقديم 1.35 مليار دولار للمساعدات الإنسانية، من بينها 700 مليون دولار كتمويل جديد.
وقال المسؤول الأممي: “هذا فقط حوالي نصف ما تم التعهد به العام الماضي. وهو أيضا أقل بكثير مما نحتاجه لمواصلة عمل البرامج الإنسانية. تعهدات منطقة الخليج المخفضة تشكل بصورة أساسية جميع التخفيضات”.
وأوضح لوكوك أنه بسبب ذلك، توقفت مدفوعات الحوافز لعشرة آلاف من العاملين الصحيين الذين لم يتلقوا رواتبهم أصلا. وستتوقف خدمات الماء والصرف الصحي لأربعة ملايين شخص في غضون أسابيع. ولن يحصل نحو خمسة ملايين طفل على التطعيم، ومع حلول آب/أغسطس، ستتوقف برامج معالجة سوء التغذية، وسيتوقف أيضا برنامج الصحة الموسع، والذي يخدم 19 مليون شخص.
وأضاف لوكوك: “لم يتم دفع الكثير من التعهدات التي تقدم بها المانحون. ولا نرى أي سبب منطقي للتأخير”، مشيرا إلى أن الوعود لا تنقذ الأرواح: “فقط عندما تنفذون ما وعدتم به، فإنكم تنقذون طفل”.