تعرف على خطة غريفيث للسلام التي أجهضها الحوثيون

 


تعبيرًا عن وجهم المليشياوي، واصل الحوثيون العمل على إفشال أي مساعٍ نحو تحقيق السلام والاستقرار، ومنح الحرب استراحةً طال انتظارها.


وفيما قُدّمت العديد من المبادرات بغية تحقيق السلام، إلا أنّ أفشلت كل هذه المساعي ووجّهت سهام بنادقها صوب هذا المسار، بغية إطالة الحرب، على اعتبار أنّ هذا الأمر يمثّل مصلحة قصوى لها.


وفي هذا الإطار، تحدّثت صحيفة “البيان” الإماراتية عن أنّ المبعوث الأممي الخاص باليمن مارتن جريفيث وصل إلى طريق مسدود في جهوده لإيقاف القتال بسبب رفض مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، الخطة التي اقترحها منذ شهرين وقبلها التحالف العربي.


مصادر مطلعة كشفت أنّ جريفيث تجنّب إبلاغ مجلس الأمن الدولي بذلك، ويسعى لإدخال تعديلات على تلك الخطة وإعادة النقاش مع المليشيات حتى لا تغلق كافة الأبواب أمام جهود السلام.


المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي تنص على وقف القتال، وتشكيل لجان عسكرية بمشاركة ضباط من الأمم المتحدة للفصل بين القوات، وإعادة تشغيل مطار صنعاء، وصرف رواتب الموظفين، والتزام واضح بالذهاب إلى محادثات سلام شاملة.


وبحسب الصحيفة، فإنّ المليشيات الإرهابية وضعت شروطًا لا يمكن القبول بها أو مناقشتها، منها حصولها على تعويضات ورواتب الموظفين لمدة عشر سنوات، بما يعني الإقرار بتحكمها بمصير اليمن على غرار ما هو حاصل مع مليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية، وهي اشتراطات غير منطقية.


إقدام الحوثيين على إفشال أي مساعٍ نحو تحقيق السلام والاستقرار أمرٌ لا يثير أي استغراب، فالمليشيات الموالية لإيران دأبت طوال السنوات الماضية على تفخيخ مسارات حل الأزمة بالأطر السياسية ومنح الحرب استراحة دائمة، لطالما انتظرها الجميع.


ولعل موقف المليشيات وتعاملها الخبيث مع اتفاق السويد خير دليل على رغبتها في إطالة أمد الحرب، فعلى الرغم من أنّ الاتفاق الذي وُقِّع في ديسمبر 2018 كان خطوة أولى علقت عليها الآمال من أجل حل الأزمة سياسيًّا، إلا أنّ الحوثيين أفشلوا هذا المسار بسلسلة طويلة من الخروقات تخطّت الـ14 ألف خرق.


يُضاف إلى ذلك أيضًا تعامل الحوثي مع عديد المبادرات التي أطلقها التحالف العربي من أجل وقف إطلاق النار، وآخرها الهدنة الإنسانية التي أعلنها في أبريل الماضي، لكنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 4000 خرق لها.


يكشف كل ذلك عن مساعي الحوثي الخبيثة من إجل إطالة أمد الحرب، وسعي المليشيات نحو استمرار الأزمة على وضعها الراهن، كونها تحقق الكثير من المصالح سواء عسكريًّا أو ماليًّا من حيث تكوين الثروات على حساب ملايين الناس.


ويكون المجتمع الدولي مخطئًا إذا انتظر جنوحًا نحو السلام من قِبل الحوثيين، فالمليشيات ستواصل نهجها الخبيث نحو التصعيد بغية إطالة أمد الحرب، وبالتالي تحقيق المكاسب وكسب النفوذ، لذا فقد أصبح لزامًا اتخاذ خطوات أخرى على الأرض تكون ملزمة للمليشيات الحوثية من أجل إجبارها على السير في طريق السلام.


 

Exit mobile version