يتزامن التنسيق (التركي-القطري) في ليبيا، الذي ينذر بمواجهات عسكرية كبرى، مع تنسيق تركي-قطري في اليمن حاليا، إذ لا تخفي تركيا رغبتها في إقامة قواعد عسكرية هناك أيضا، ويتضح ذلك مؤخرا حين كشفت مصادر يمنية في عدن لصحيفة (العرب) الصادرة في لندن عن تزايد النشاط العسكري المدعوم من قطر في محافظتي (شبوة) جنوب اليمن و(تعز) في الوسط، في مؤشر على رغبة أطراف يمنية وإقليمية في إفشال اتفاق الرياض مع (المجلس الانتقالي) في الجنوب، ويعمل حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) منذ إحكام سيطرته على (شبوة) في أغسطس الماضي على فرض واقع جديد في المحافظة الساحلية الغنية بالنفط والغاز، وتحويلها إلى معقل للجماعة (الإخوان) وقبلة للتدخل التركي والقطري في الملف اليمني.. ويراهن تيار قطر-تركيا في الحكومة اليمنية على تهيئة محافظة (شبوة) التي تمتد أكثر من مائتي كيلومتر على بحر العرب لتكون بوابة للتدخل التركي الذي توجد قواعده العسكرية على السواحل الصومالية.
ولسنا بحاجة إلى قدر كبير من الذكاء لنعرف أن تركيا وكذلك قطر تركزان على السيطرة على (شبوة) في اليمن لوجود النفط والغاز فيها من أجل السيطرة على الثروة النفطية هناك، وكذلك الموقع الاستراتيجي للمحافظة (مائتي كيلومتر على بحر العرب)، ما يثير شهية (أنقرة) لإقامة قواعد عسكرية بحرية مماثلة لقواعدها العسكرية في الصومال، ما يجعلها تتحكم في الملاحة البحرية في بحر العرب، وكذلك مضيق هرمز عبر (الحديدة) التي يسيطر عليها الحوثيون.
إذن الأطماع التركية-القطرية غالبا ما تتحرك نحو الأماكن التي فيها رائحة النفط والغاز، سواء في ليبيا أو اليمن، وتتطلع تركيا إلى السيطرة على آبار النفط في شمال سوريا التي هي حاليا في عهدة القوات الأمريكية هناك.
طبعا لا نتوقع أن تشارك (قطر) في تنفيذ المشروع التوسعي التركي، سواء في ليبيا أو اليمن بواسطة (قوات عسكرية قطرية).. كلا طبعا، فهي بحاجة إلى جنودها لحماية النظام داخل قطر.. ولكن كالعادة تأتي مساهمة (الدوحة) من خلال التمويل المالي للحملات العسكرية التركية.. فهي تقوم بدور (البنك) الممول لحروب تركيا ضد الأمن القومي العربي.. وأنقرة لا تريد لقطر سوى أن تلعب هذا الدور في مشروعها التوسعي.. لكن لكل خزينة قاع، وسوف يأتي يوم يكون فيه بقطر (سبع بقرات عجاف.. وسبع سنبلات يابسات).
نقلا عن صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية