رئاسة الأركان أمرت قائد المحور: “يتم التوجيه ببقاء الحال على ما هو عليه في الحجرية، قطاع اللواء 35 مدرع، حتى لا يحصل أي تداعيات
صدر الأمر تحت عنوان “تعليمات رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة”، ونصت فقرته الثانية على: “مرسل للتنفيذ.. اعتراف سريع”
قائد المحور، رفضت تنفيذ الأمر، ونفَّذ أوامر وأجندات “الإخوان”: شارك في حشد القوات والمقاتلين إلى “الحُجَرِيِّة”
قيادة المحور تنقل دبابة من خطوط التماس مع الحوثيين في مدينة تعز إلى “نجد قُسِيْم” استعداداً للهجوم على “الحُجريِّة”
الدبابة هي التي دفع بها قائد اللواء 35 مدرع، عام 2015، إلى “جبل جرة” لتعزيز “المقاومة” في مواجهة مليشيا الحوثي
“الإصلاح” مستمر في حشد قواته ومقاتليه وإنشاء المعسكرات للسيطرة بالقوة على ريف تعز الجنوبي والمسرح العملياتي للواء الحمادي
“مليشيا الإصلاح” تحشد عشرات المسلحين إلى المعهد المهني الواقع جنوب غرب مدينة التربة، وتفتح باب “التجنيد” لاستقبال مقاتلين فيه
أكدت وثيقة أن قيادة محور تعز العسكري تمردت على القيادة العامة للجيش، ممثلة برئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، التي أمرت قيادة المحور بعدم حشد القوات العسكرية إلى “الحُجَرِيِّة”، لتجنب أي تداعيات.
وشاركت قيادة محور تعز العسكري في حشد القوات والمقاتلين إلى “الحجرية”، لتنفيذ أجندات حزب الإصلاح، متمردة بذلك على رئاسة الأركان العامة للجيش، والأمر الصادرة عنها.
الأمر الصادر في الرسالة/ الوثيقة صادر من “مركز القيادة والسيطرة الرئيسي” التابع عمليات رئيس هيئة الأركان العامة للجيش إلى قائد محور تعز العسكري، تحت عنوان “تعليمات رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة”. والوثيقة تكشف هذا التمرد وتؤكده.
ونص الأمر، الصادر في الرابع من الشهر الجاري، على التالي: “يتم التوجيه ببقاء الحال على ما هو عليه في الحجرية، قطاع اللواء 35 مدرع، ما قبل صدور تعليمات رئيس هيئة الأركان العامة السابق، حتى لا يحصل أي تداعيات، وحتى يتم التشاور مع القيادة العليا لإصلاح الوضع هناك”.
ونصت الفقرة الثانية من الأمر العملياتي على: “مرسل للتنفيذ.. اعتراف سريع”.
لكن قائد محور تعز العسكري، العميد خالد فاضل، الموالي لحزب الإصلاح، لم ينفذ هذا الأمر، وشارك في تحشيد القوات العسكرية إلى مدينة التربة، ومناطق “الحجرية”، تنفيذاً لأجندة “الإصلاح”، ما أدى إلى تصاعد التوتر الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في “الحجرية”.
جاء الأمر الصادر من رئاسة هيئة الأركان العامة بعد أن خرجت قوات الشرطة العسكرية، التابعة لمحور تعز، إلى مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، ومناطق ومديريات “الحجرية” بشكل عام. وكان يفترض بقيادة المحور تنفيذ الأمر الصادر من رئاسة الأركان، عبر سحب قوات الشرطة من “الحجرية”، إلا أنها لم تفعل ذلك، وواصلت الدفع بتعزيزات عسكرية أخرى إلى “التربة”، ومناطق أخرى في “الحجرية”.
وأمس الأول، دفعت قيادة محور تعز العسكري، المسيطر عليه من قبل حزب الإصلاح، بدبابة عسكرية إلى منطقة “نجد قُسِيْم”، على المدخل الشمالي لمنطقة “الحُجريِّة”، بعد أن سحبتها من جبهات المواجهة مع مليشيا الحوثي الانقلابية في مدينة تعز.
وقالت مصادر عسكرية مطلعة لـ “الشارع”، إن قيادة المحور، ومليشيا حزب الإصلاح، دفعت بالدبابة ضمن الحشود والتعزيزات العسكرية التي استقدمتها إلى “الحُجريِّة”، لفرض السيطرة عليها، والاستعداد لخوض مواجهات محتملة مع اللواء 35 مدرع، الذي تحاول “مليشيا الإصلاح” السيطرة على مناطق مسرح عملياته (الحُجريِّة).
وأفادت المصادر، أن الدبابة تتمركز بالقرب من الأحياء السكنية في منطقة “نجد قسيم”، التابعة لمديرية المسراخ، والمحادة لمديرية المعافر، استعداداً للدخول في أي موجهات محتملة قد تشهدها المنطقة جراء تحشيد حزب الإصلاح، وقيادة المحور، إليها بالأفراد والمليشيا.
وأشارت المصادر، إلى أن أوامر عليا وجهت بنقل الدبابة من موقعها السابق في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، التي يتمركز فيها اللواء 22 ميكا، الموالي لحزب الإصلاح، إلى “نجد قُسِيم”.
ووفقاً للمصادر، فإن دفع قيادة المحور، وحزب الإصلاح، بهذا الكم الكبير من أفراد المليشيا المعززين بالسلاح المتوسط والثقيل إلى مناطق “الحجرية”، يعد مؤشراً يحمل تهديدات خطيرة على “الحجرية”، واللواء 35 مدرع، ويؤكد استمرار محاولة اجتياح المنطقة، وتصفية اللواء منها، خصوصاً بعد رفض الغالبية من قياداته وضباطه قرار تعيين الشمساني قائداً لهم.
وأوضحت المصادر، أن الدبابة التي دفعت بها قيادة المحور إلى “نجد قُسِيم”، هي نفسها التي عزز بها العميد عدنان الحمادي، عام 2015، موقع “جبل جرة”، في مدينة تعز، لحمايته ومنع مليشيا الحوثي من السيطرة عليه، إلى جانب دبابات أخرى أخرجهما “الحمادي”، حينها، من معسكر المطار القديم، مقر اللواء 35 مدرع، يومها، ودفع بها ونشرها في مدينة تعز، لتعزيز مواقع اللواء، وجبهات المقاومة في المدينة.
في سياق التحشيد الذي تشهده منطقة الحُجريِّة، واصلت مليشيا حزب الإصلاح في اللواء الرابع مشاة جبلي، أمس، استكمال التجهيزات لإنشاء معسكر جديد لها، في حوش المعهد المهني الواقع في منطقة “الصَّنْعَة”، في “الغيل”، جنوب غرب مدينة التربة.
وقالت مصادر محلية لـ “الشارع”، إن القيادي في مليشيا حزب الإصلاح، إبراهيم المقرمي، استقدم، خلال اليومين الماضيين، أكثر من خمسين مسلحاً من مختلف مناطق مديرية الشمايتين، إلى حوش المعهد، وشرع في التخييم وإنشاء المعسكر، قائلاً إنه يتبع اللواء الرابع مشاة جبلي، أحد أهم الروافد المليشاوية لحزب الإصلاح في المديرية.
وأوضحت المصادر المحلية، إن أهالي المنطقة واجهوا هذه الخطوة بالاعتراض والرفض، والتقوا بـ “المقرمي”، الذي وعدهم بعدم تحويل المكان إلى معسكر، وسحب عناصره، لكنهم تفاجؤوا، مساء اليوم ذاته، أنه أدخل مواداً تموينية وأسلحة ومعدات تخييم إلى حوش المعهد.
وأفادت المصادر، أن قيادة مليشيا الإصلاح أعلنت فتح باب التسجيل لاستقبال أبناء القرى المجاور بالمعهد، بغرض تجنيدهم في صفوف مليشياتها، في خطوة يراد بها امتصاص غضب المواطنين والزج بأبنائهم في معاركه التي يرتب حزب الإصلاح لها في المنطقة.
في غضون ذلك، استهدف مسلحون مجهولون، أمس، نقطة تفتيش تابعة للواء 35 مدرع، تقع في مدخل عزلة ذبحان، في مديرية الشمايتين، بقذيفة صاروخية، دون أن تخلف أي خسائر أو أضرار.
وقال مصدر عسكري لـ “الشارع”، إن المسلحين استهدفوا نقطة التفتيش الواقعة بالقرب من البوابة الشمالية لمستشفى خليفة العام، وعلى المدخل المؤدي إلى مناطق وقرى عزلة ذبحان. ويعتقد أن هؤلاء المسلحين يتبعون “مليشيا الإصلاح”.
ورجح المصدر أن منفذي العملية يتبعون مليشيا حزب الإصلاح في اللواء الرابع جبلي، مشيراً إلى أن هذه المرة الثانية التي يتم فيها استهداف النقطة بقذائف صاروخية خلال أسبوعين، والتي تأتي في سياق الاستفزازات المتكررة التي يتعرض لها اللواء، في محاولة جره للمواجهة.
وتشهد مناطق ومديريات الحُجريِّة، منذ مطلع الشهر الجاري، توتراً غير مسبوق، بعد قيام قوات من الشرطة العسكرية، المسيطر عليها حزب الإصلاح، مسنودة بالمئات من عناصره المسلحة من مليشيا الحشد الشعبي بالزي المدني، باقتحام منطقة الحجرية ومدينة التربة، والسيطرة على مواقع يتمركز فيها اللواء 35 مدرع، تحت ذريعة جباية ضرائب القات.
وحشد حزب الإصلاح مقاتليه، ولا زال، من مدينة تعز، ومن عدد من مديريات الحُجريِّة، بهدف السيطرة عليها بالقوة، والسيطرة على اللواء 35 مدرع، الذي تعد الحُجريِّة مسرح عملياته العسكرية منذ أن حرر أغلبها وحماها من مليشيا الحوثي. وتزامن مع ذلك استصدار حزب الإصلاح قراراً جمهورياً، قضى بتعيين العميد عبدالرحمن الشمساني، الموالي له، قائداً للواء 35 مدرع، خلفاً للعميد عدنان الحمادي، الذي تم اغتياله داخل منزله في منطقة “العين”، مطلع ديسمبر 2019.