حملة “أوقفوا الإعدامات” توحد الإيرانيين ضد الملالي

شارك الملايين من الإيرانيين، من المعلمين والأطباء والمصممين والطباخين والممثلين والمخرجين والفنانين وربات البيوت والمدونين والعلماء ونجوم الرياضة، رسالة إلى الحكومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مفادها “أوقفوا عمليات الإعدام” وتداولوا شعار “أنا التالي، أنت التالي، نحن التالون”.

والحملة رد على إعلان القضاء الإيراني الثلاثاء تأييد أحكام الإعدام الصادرة في حق ثلاثة شبان انضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في نوفمبر الماضي.

والشبان الثلاثة المدانون أمير حسين مرادي (25 سنة) وسعيد تمجيدي (27 سنة) ومحمد رجبي (27 سنة) كانوا جزءا من انتفاضة في جميع أنحاء البلاد في نوفمبر، حيث نزل الناس إلى الشوارع للاحتجاج على ارتفاع أسعار البنزين.

وتقول المنظمات الحقوقية إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 500 متظاهر، وتم اعتقال 7000 شخص، فيما يقول الإيرانيون إن عدد القتلى يفوق 900 شخص.

وأدين الشبان الثلاثة بـ”المشاركة في التخريب والحرق العمد بنية الدخول في حرب مع جمهورية إيران الإسلامية”.

وفي رسالة مفتوحة، قال محامو الرجال إن موكليهم أُجبروا على الاعتراف في “ظروف غامضة”. وأعلن القضاء أن المحكمة العليا رفضت استئنافا وأيدت أحكام الإعدام الثلاثاء.

وبحلول منتصف ليل الثلاثاء / الأربعاء، كان هاشتاغا #DontExecute باللغة الإنجليزية و#إعدام_نکنید اللذان يعنيان (لا لتنفيذ حكم الإعدام) يتصدران الترند على تويتر. وانضم الإيرانيون في جميع أنحاء العالم إلى الحملة، وضم هاشتاغ #إعدام_نکنید أكثر من 6 ملايين تغريدة. وقال مغرد:

khodaless@

الحكم على 3 شبان في إيران بالإعدام! لمجرد أنهم يطلبون حقوقهم وقد سئموا من النظام الإرهابي الإسلامي غير المسؤول تجاههم وإنفاق أموالهم لنشر الإرهاب في سوريا، قد لا تصدق ولكن هذا يحدث.

وانضم إلى التغريد ضد الإعدام، المخرج الإيراني الحائز على جائزتي أوسكار، أصغر فرهادي. وكتب عبر حسابه في إنستغرام، قائلا:

asgharfarhadiofficial

“لا تجعلوا الناس أكثر مرارة في هذا الوقت الحزين”.

#إعدام_نکنید

#StopExecutionsInIran

#DoNotExecute

كما شاركت في الهاشتاغ شخصيات معروفة، يتابعها الملايين كمغني البوي محسن تشافوشي والممثلة تارانه الأيدوستي ولاعب منتخب إيران لكرة القدم حسين ماهيني.

وكتب المدون موجان رضائي على حسابه على إنستغرام الذي يتابعه أكثر من 200 ألف شخص “لقد غمرنا الحزن، الوقت ينفد”.

وشارك مستخدمو الإنترنت العاديون الذين نادرا ما يولون أهمية للقضايا السياسية صور الرجال الثلاثة.

ونشرت سارة، وهي أم لطفلتين، صورة لثلاث ورود حمراء تنزف وكتبت “كفى. لا تعدموا الحياة”. وقال معلق:

Solo_Commando@

يجب أن ينتهي نظام الملالي الإرهابي. ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء إعدام وإرهاب الوطنيين الشباب الشجعان. توقف عن إعدام الناس… حان وقت تفكيك العصابة.

وقال معلق:

notatallllll@

نحن، الإيرانيين، دفنّا أحياء منذ صعود الملالي في إيران من قبل نظام الإرهاب! في الظلام الدامس، يختنق البعض، ويعاني الباقون ولا يزال النظام يأخذ البعض لتعليقهم على حبل المشنقة! نريد أن نعيش! نحن بحاجة إلى دعمكم!

ومثلت الحملة “لحظة نادرة” من التضامن بين الإيرانيين ذوي الآراء السياسية المختلفة حول قضية واحدة.

وقال نشطاء حقوق الإنسان إن الحملة تشير إلى أن الإيرانيين يبحثون عن طرق جديدة للاستماع إليهم، حيث قامت الحكومة بقمع الاحتجاجات في الشوارع وغيرها من أشكال المعارضة بوحشية.

ولاحظ سياسيون ذلك. وحذر المعمم ونائب الرئيس السابق محمد علي أبطحي، في تغريدة، من أن الحكومة لا يجب أن تكون عنيدة في مواجهة مثل هذا الرأي العام القوي.

كما قامت عضو سابق في البرلمان تدعى بارفاني صلاحشوري بنشر أبيات شعر عن القمع ضمن الهاشتاغ.

وكتب مصطفى تاج زاده، وهو سياسي إصلاحي بارز، على تويتر “لا شيء يهز ويضعف أسس الحكومة ويثير الانتقام العام مثل إراقة دماء

 الأبرياء”.

وقال إيرانيون إن الحكومة تقدم الشبان الثلاثة قربانا لتخويف الإيرانيين واستباق أي انتفاضات مستقبلية، وسط استياء اجتماع واسع النطاق.

وقالت رويا بوروماند، المديرة التنفيذية لمركز عبدالرحمن بروماند ومقره واشنطن “المجتمع يغلي، لذا فهم يزيدون من عدد عمليات الإعدام”. وقالت إن رسالة الحكومة مفادها “نذكركم أننا نستطيع القتل”.

ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فقد أعدمت إيران 251 شخصا العام الماضي، وحلت ثانية بعد الصين على لائحة أكثر الدول إعداما للأفراد.

وفي الأسابيع الأخيرة، عبر إيرانيون عن سخطهم من عمليات الإعدام التي تمت بناء على اتهامات غامضة كشرب الكحول إلى النشاط السياسي إلى التجسس المزعوم لصالح وكالة المخابرات المركزية.

وقال أمير الرشيدي، الباحث الرقمي “لم أر قط هاشتاغا ارتفع إلى هذا المستوى من المشاركة من الإيرانيين في كل مكان”. وقال إن بعض القضايا السابقة، بما في ذلك التغريد حول السجناء السياسيين والاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، ولّدت انخراطا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ليس مثل ما شوهد الثلاثاء.

وقالت شبكة “نت بلوكس” المعنية بمراقبة أنشطة الإنترنت، إن تشويشا وتعطيلا كبيرا عرقلا الوصول إلى شبكة الإنترنت في إيران، في وقت يشهد الفضاء الافتراضي عاصفة تغريد مناهضة لأحكام الإعدام في البلاد.

وأوضحت “نت بلوكس”، عبر حسابها في تويتر، أنها تمكنت من التأكد من حديث تعطل كبير لشبكات مُتعددة في إيران بعد الساعة الـ5 مساء بتوقيت غرينتش (في التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي).

وأشارت إلى أن بياناتها أظهرت تأثيرا كبيرا على خطوط الإنترنت على نحو يحد من قدرة المواطنين على التواصل، وأن الانقطاعات مازالت مُستمرة.

وتتألف شبكة نت بلوكس من مجموعة مُستقلة من منظمات المجتمع المدني الدولية المعنية بالحقوق الرقمية.

وتقوم السلطات الإيرانية بشكل روتيني بتعطيل أو إيقاف تشغيل الإنترنت وخدمات الهاتف المحمول عندما تواجه مظاهرات أو معارضة داخلية كبيرة.

Exit mobile version