سياسيون وناشطون عرب يتحدثون لـ”يمن الغد” عن: الاخوان بين ركلات المخلافي وانهيار مخطط الجنرال في الجنوب
تقرير خاص
لا تدع أحد يبيع لك الدين ليشترى مصالحه، أو يقهرك باسم الدين، ثقافة الناس تتغير بانتفاضة المجموع أو بتيار عام، وبأدنى تأثير تتغير المجتمعات ويميز الناس بين هذه الأفعال القبيحة وبين السلوك الطبيعي..
الباحث سامح عسكر يشبه محاولات القيادي الاخواني حمود المخلافي للدفع بالمشروع القطري والتركي باليمن، بركلات ترجيح اخطأ المدرب في اختيار منفذها لتطيش خارج المرمى مخلفة بعدها عويل هزيمة مدوية.
* استغلال الحريات
يضيف الباحث والمفكر المصري سامح عسكر في حديثه لـ”يمن الغد” ان السلوكيات الرعناء ظهرت بانتشار جماعات الاسلام السياسي وعلى رأسها الاخوان المسلمين منتصف الستينات، مشيرا الى ان مسائل الحريات كانت قبل ذلك مصانة..
لم يظهر تنظيم الإخوان في اليمن إلى العلن إلّا بعد العام 1990، بعد إقرار التعددية السياسية دستورياً حيث تستغل الجماعات الدينية وحركات الاسلام السياسية الدين سلما للوصول الى السلطة.
يقول عسكر: استفاد الإخوان من الحقبة الليبرالية في الثلاثينات والأربعينات، وانتشروا لدرجة تكوين جماعة عناصرها في ذلك الزمن 500 ألف عنصر كما هو مدون في بعض كتبهم، علما بأن عدد سكان مصر وقتها 20 مليون، أي أن الإخوان بأسرهم والمتعاطفين معهم وقتها كانوا يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع المصري..
* شوكة في الخاصرة..
ويحذر مراقبون من استمرار تقويض حزب التجمع اليمني للاصلاح لهداف التحالف العربي باليمن بخلط الاوراق السياسية وانشاء تحالفات جديدة، والعمل على نشر الفساد والترهيب في المدن اليمنية ولا سيما مدينة تعز. غربي البلاد وغيرها من المناطق الذي يتواجد فيها..
ويعد الحزب المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية وفرع من تنظيمها الدولي شوكة في ظهر المقاومة اليمنية حيث يقوم أعضاءه والمنتمين له بأوسع عمليات الاغتيال والتفجير في عدن ومناطق الشرعية..
لا شك ان هناك عشرات الادلة والاثباتات على خطورة الاصلاح في اليمن وارتباطه بالتنظيم العالمي للإخوان وقطر وتركيا.
ويقول الباحث السوداني سامر ابو كساوي في حديث خاص لـ”يمن الغد” ان اليمن دفع ولازال يدفع ثمن الحرب الدائرة بين الحوثيين والإخوان على حساب وطن يتعرض لازمات وضربات طاحنة من ابنائه قبل اعدائه في ظل عجز الدولة على فرض سيادتها مع وجود العديد من المليشيات القبلية المسلحة وتنظيم القاعدة المتشدد.
* رسائل البنا ومؤلفات قطب..
وتنامي الفكر الإخواني في اليمن بشقية الشمالي والجنوبي بعد لقاء جمع الاخواني عبد المجيد الزنداني وعبدالمخلافي وعبداللطيف الشيباني في منزل احمد اللويس مطلع العم 1962م.
وظهرت نواة جديدة وصلبة لجماعة الإخوان في اليمن عند عودة الطلاب اليمنيين من الجماعات المصرية وفي مقدمتهم عبدالمجيد الزنداني.. حيث نشطت جماعات الاخوان في استقطابهم الى صفوفها حسب الباحث اليمني نصر عبده سهيل متحدثا ليمن الغد.
خلال الخمسينيات والستنيات.. مع إلتحاق المئات من طلاب اليمن بالجامعات المصرية وخاصة جامعة الازهر، استقطب الإخوان العديد من هؤلاء الطلاب، وقد تأثر الطلاب اليمن بشكل عام بالقومية العربية والاشتراكية والايدلوجيات السياسية الأخرى، ومنهم انضم إلى جماعة الإخوان۔
وكان من ضمن هؤلاء الطلاب عبد المجيد الزنداني فقد برز منذ منتصف الخمسينات بالنشاط الكشفي والحضور في معظم الفعاليات الطلابية، وكان له دور في سلخ أعداد من زملائه الطلاب من جسد حركة القوميين العرب، لانضمام إلى الإخوان وتكوين ” مجموعة الحياد بين الأحزاب” واصدرو مجلة حائطية اسمها “البناء” وضمت هذه المجموعة والتي كانت بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية حيث كان يدرس بالجامعات المصرية، بعض من مؤسسي الحركة الإسلامية اليمنية فيما بعد.
تركزت محاولات الطلاب الإسلاميين المعروفين بمجموعة “الحياد بين الأحزاب” في اتجاه تكريس التميز والاستقلالية عن بقية التيارات والأحزاب السائدة التي نشطت نشاطاً كبيراً مطلع الستينيات وأصبحت مصدر استقطاب للطلاب القادمين إلى مدارس ومعاهد وجامعات مصر. ولم يكن وارداً لدى مجموعة الحياد الكشف عن مشاعرهم المتعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين أو التبني العلني لأفكارالإخوان
واجتهادات قيادات الجماعة، لكنهم في المقابل انهمكوا على مؤلفات سيد قطب وشقيقه محمد قطب، ورسائل حسن البنا، وكتابات الدكتور مصطفى السباعي، واعتبروها مصادر أيديولوجية لتحركهم الفكري والسياسي في الوسط الطلابي دون التصريح بها.
وقد تنامت قوة هذه المجموعة مع بداية 1960 واصبح حضورها قويا وسط الطلاب اليمنيين بالجامعات المصرية، واتسع نشاط مجموعة الحياة بقيادة الزنداني وتغير موقفه عقب لقاءه مع عبده محمد المخلافي 1961 الطالب في جامعة الازهر وتحول بعدها إلى “كتلة العمل الطلابي”.
* انهيار مخطط الجنرال في الجنوب..
ويشير سهيل الى ان تنظيم القاعدة الارهابي الجناح العسكري للاخوان أحد الأدوات التي يستخدمها اخوان اليمن في سياسية الاغتيالات التي تستهدف ضباط الجيش والسياسيين المناوئين لاجندات التنظم بالبلاد..
يتحدث الكاتب محمد الحسني في حديث خاص لـ”يمن الغد” عن انتكاسة مشروع الجنرال الاحمر في الجنوب بعد ان تعثر الاستقطاب السياسي فيه بعد عام 2011 عازفا على اسطوانة تنفيذ مخرجات الحوار عبر إطلاق مشروع “الإقليم الشرقي ” الذي يرعاه اللواء على محسن الأحمر ويشرف على تنفيذه من خلاله عناصر الإخوانية التي زرعوها في حضرموت ..
يشير الحسني الى ان فشل الاخوان في الامساك بتلابيبت ( مشروع الإقليم الشرقي ) .. انهيار لمخطط عريض افشل محاولات تهيئة اليمن الاتحادية لاستقبال الالاف من عناصر الحركة الإخوانية المنهزمة في العالم العربي والإسلامي على البوابة الجنوبية للمملكة العربية السعودية.
* المخلافي وحجر الاساس..
ولعل قواعد الإخوان المسلمين انشات باليمن عن طريق عـبـده محـمد الـمخـلافـي عـند لقائه المتكرر مع سيد قطب، وبذلك وضع المخلافي حجر الأساس لبناء الإخوان المسلمين اليمنيين .
وشارك المخلافي عام 1962 مع الطلاب اليمنيين ايام الثورة اليمنية في أواخر أيام العهد الامامي في احتلال السفارة اليمن المتوكلية في القاهرة وظلوا فيها أحد عشر يوماً ..
ثم عاد إلى اليمن بعد قيام الثورة، وألتحق بالمركز الإسلامي في مدينة تعز، ثم مدرسا في إحدى مدارس مدينة تعز؛ ثم مديرا عامًّا للتربية والتعليم في مدينة تعز عام 1966م؛
ثم اعتقل في نفس العام، ثم خرج من السجن وعمل مدرسًا في مدرسة ثانوية في مدينة تعز، ثم أعيد مديرا عامًّا للتربية في مدينة تعز، بناء على مطالب شعبية واسعة، فعرف بالنظام والصرامة، وفي 1968م تعين عضوا في المجلس الوطني، واختير في لجنة صياغة الدستور، واستقر في مدينة صنعاء حتى توفي متأثرا بحادث مروري غامض في منطقة (معبر)، في محافظة ذمار عام 1389هـ الموافق: 1969م، أثناء سفره من مدينة صنعاء إلى مدينة تعز.
التقرير خاص لـ”يمن الغد”