أخترنا لكمالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

المهمشون في اليمن: لسنا احفاد بلال بل نحن اصحاب الفيل بعقيدة الحوثي “يمن الغد يلتقي عدد منهم ويروي فصول من المعانأة”

احد المهمشين لـ”يمن الغد”: كيف لجماعة استبعدت المهمشين من مقاعد مجانية كانت قد خصصتها جامعة صنعاء لتستبدلهم بعناصر من مليشياتها، ان تأتي بخير لهذه الفئة التي تعاني من العنصرية منذ عقود.

رئيس اتحاد المهمشين لـ”يمن الغد”: الحوثيون يتعاملون مع المهمشين بعنصرية حتى في تفسيراتهم لسورة الفيل في القران.

العنصرية القائمة في اليمن هي على أساس العرق وعلى أساس اللون وان كل أسود في اليمن يطلق عليه خادم، اي انه خلق خادما للفئات التي ترى لنفسها الافضلية كالقبائل والسادة.

تقرير خاص

يتذكر سعيد – احد المهمشين باليمن- كيف تحول شقيقه انور من جامع لقوارير الماء الفارغة الى حامل بندقية كلاشنكوف بعد ان استقطبه احد المشرفين الحوثيين للمشاركة في الحرب ضد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي واطلقوا عليه لقب ” ابو العز”..

لم يستمر “ابو العز” 19 عاما- في الجبهة طويلا فقد عاد جثة هامدة ملفوفا بخرقة حمراء بعد شهرين من ذهابه الى الجبهة..

يقول سعيد متحدثا لـ”يمن الغد”: لست سعيدا بان نتحول وقودا للحرب.. فلسنا احفاد بلال كما يوهمنا الحوثي بل نحن اصحاب الفيل في المنهج العقائدي للحوثية..

* وقود للحرب..

يستبعد احد المهمشين ان تنطلي عليهم دعوة زعيم مليشيا الحوثي بادماجهم في المجتمع..

زهران- أثناء حديثه لـ”يمن الغد” يعود بالذاكرة قليلا الى الوراء متسائلا:  كيف لجماعة استبعدت المهمشين من مقاعد مجانية كانت قد خصصتها جامعة صنعاء لتستبدلهم مليشياتها بعناصرها، ان تأتي بخير لهذه الفئة التي تعاني من العنصرية منذ عقود..

وكانت جامعة صنعاء قد خصصت 16 مقعدا سنويا للمهمشين للدراسة في الجامعة لتشجعيهم على التعليم الجامعي قبل ان يأتي الحوثي ويسطوا عليها.

ويقول احد المهمشين ويدعى احمد نصر: يريدون دمجنا في الجبهات اما في المجتمع فالحوثيين يتعاملون بعنصرية حتى مع ابناء القبائل اليمنية ولهذا لا يزوجونهم من عائلاتهم الهاشمية فكيف سيعملون من اجل دمج فئة المهمشين في المجتمع وفاقد الشي لا يعطيه حسب تعبيره اثناء حديثه ليمن الغد..

 * اصحاب الفيل..

وفي لقاء سابق لـ”يمن الغد” مع رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين نعمان الحذيفي تحدث عن عنصرية سائدة في ظل تركيبة قبلية معقدة..

وقال ان الحوثيين يتعاملون مع المهمشين بعنصرية حتى في تفسيراتهم لسورة الفيل في القران الكريم..  وقال ان العنصرية القائمة في اليمن هي على أساس العرق وعلى أساس اللون وان كل أسود في اليمن يطلق عليه خادم، اي انه خلق خادما للفئات التي ترى لنفسها الافضلية كالقبائل والسادة..

وشارك الحذيفي في مؤتمر الحوار الوطني اليمني كممثل وحيد عن “المهمشين”.

* خارج الخدمات والقبيلة..

ولعل الطابع القبلي السائد على المجتمع اليمني، أدّى وجود المهمشين خارج تصنيف القبائل إلى جعلهم أكثر عرضة للتمييز القائم على النسب.

وبحسب المجموعة الدولية لحقوق الأقليات ومقرها لندن، “يوجد جدل حول الأصول العرقية. يعتقد البعض أنهم ينحدرون من عبيد أفارقة أو جنود إثيوبين من القرن السادس، بينما يعتقد آخرون أنهم من أصول يمنية”.

وترتفع نسبة بطالة عالية في صفوف اليمنيين “السود”..

وتقول المنظمة إنهم يعانون “من نسب عالية من البطالة ويعيشون في العادة في الفقر، ولا يملكون الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه أو الصرف الصحي أو التعليم أو حتى الفرص الاقتصادية”.

ويُقدّر بأنهم يشكّلون بين 2 إلى 5 في المائة من السكان البالغ عددهم نحو 27 مليونا، بينما تشير تقديرات أخرى الى أنهم يشكلون 10 في المائة من السكان.

ويعمل “المهمشون” في وظائف مثل كنس الشوارع وجمع القمامة وغيرها.

ويعيشون في مناطق مختلفة في اليمن من صنعاء وصولا إلى عدن بالجنوب، وخصوصا في منطقة تهامة التي تمتد من مضيق باب المندب حتى مدينة الحديدة في غرب البلاد.

* استغلال ممقوت..

 مبالغ مالية زهيدة وبعض من المساعدات الإغاثية الأممية.. فتات تقدمها جماعة الحوثي للحصول على مجندين جدد من فئة المهمشين، مستغلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي تعاني منه هذه الفئة من السكان..

وتمكنت جماعة الحوثي عبر مشرفيها من استقطاب المئات من المجندين من شريحة الشباب والأطفال من فئة المهمشين وفقا لمصادر حقوقية.

وتقول المصادر الحقوقية إن عملية الاستقطاب الحوثية لأبناء هذه الفئة اليمنية مستمرة ليس في صنعاء وحسب، ولكن في محافظات حجة وذمار والمحويت والحديدة وتعز وإب.

وأكدت المصادر أن السر يكمن في المساعدات الإغاثية والنقدية التي تستولي عليها الجماعة، والتي مثلت السبب الرئيسي لرضوخ كثير من الأسر المهمشة لشدة فقرها، وموافقتها على الزج بأبنائها في صفوف الجماعة الحوثية.

وذكرت صحيفة الشرق الاوسط عن مصادرها أن المشرفين الحوثيين نفذوا نزولاً ميدانياً لعدد من تجمعات «الفئة المهمشة» في العاصمة صنعاء، بهدف الضغط على الأسر، وإجبارها على إخضاع أبنائها من الأطفال والمراهقين لدورات ثقافية طائفية، تمهيداً للزج بهم في جبهات القتال.

وكشفت المصادر عن أنه «على مدى أعوام ماضية، تولى مشرفون حوثيون كثر عملية توزيع المساعدات الإغاثية ومادة الغاز المنزلي، وغيرها من المواد التي عادة ما تستخدمها الميليشيات كوسائل لابتزاز الأسر في تجمعات المهمشين بالعاصمة صنعاء».

وبينت المصادر أن المشرفين الحوثيين حرموا كثيراً من الأسر في تجمعات المهمشين من مادة الغاز المنزلي والمساعدات الإنسانية نتيجة رفض أبنائها حضور دورات ومحاضرات وبرامج الميليشيات الطائفية والانخراط في صفوفها.

ومن خلال المحاضرات يتعمد الحوثيين شحن عقول الشباب والأطفال المهمشين وتغذيتها طائفياً من جهة، وعلى الدعم النفسي ورفع معنوياتهم من خلال خطابات المساواة والحرية، وأنه لا فرق بينهم وبين غيرهم من اليمنيين من جهة ثانية، وضرورة مشاركتهم في جبهات القتال تحت تسميات عدة.

* انتكاسة كبيرة..

وأشار الحقوقيون إلى أن الجماعة الحوثية شكلت باستهدافها المتكرر انتكاسة كبيرة لهذه الفئة، وغيرها من الفئات اليمنية، كون الجماعة بالأساس قائمة على المناطقية والطبقية والعنصرية وإنكار الآخر.

وفي سياق متصل، كشفت إحصائية محلية صادرة عن جمعية «أحفاد بلال» أن الميليشيات استقطبت خلال السنوات الأربع الماضية أكثر من 800 مجند من تجمعات المهمشين في منطقة سعوان، والخرائب في منطقة مذبح، وتجمعي الربوعي والرماح في الحصبة، معظمهم من المراهقين والأطفال، في حين أكدت أرقام محلية أخرى أن الميليشيات جندت من «محوى المحروقات» في منطقة عصر أكثر من 80 طفلاً ومراهقاً خلال العامين الماضيين فقط.

وأكدت الجمعية، وهي متخصصة بتنمية وحماية الفئات المهمشة والأشد فقراً، في بيان لها، أنها تعمل في الوقت الحالي على إعداد إحصاء دقيق بعدد القتلى في صفوف الميليشيات من أبناء هذه التجمعات.

وأشارت إلى أن المئات من المجندين في صفوف الميليشيات من الفئة المهمشة فروا من الجبهات، وبعضهم عاد إلى صنعاء، وآخرين فروا إلى الأراضي الخاضعة لسلطة الشرعية، خوفاً من اعتقالهم أو إجبارهم على العودة إلى الجبهات. وحسب إحصائيات يمنية سابقة، عن هذه الفئة الاجتماعية التي يطلق عليها محلياً «الأخدام»، فإن تعدادها يزيد على المليون نسمة، ويعيشون في تجمعات سكنية منعزلة داخل وعلى أطراف المدن، ولا تكاد تخلو مدينة يمنية منهم.

* الجحيم على الارض..

وتقول الباحثة في “هيومن رايتس ووتش” أفراح ناصر إنه حتى قبل اندلاع الحرب “وضع النظام الطبقي اليمني المهمشين في أسفل الهرم الاجتماعي”، مشيرة الى أن وضعهم ازداد سوءا بعد النزاع خصوصا في المناطق التابعة لسيطرة الحوثيين.

وتشبه افراح ناصر، حياة المهمشين “الجحيم على الأرض”، مشيرة إلى تعرضهم لتمييز ممنهج وحرمانهم من حقوق أساسية وتمييز حتى في الحصول على مساعدات إنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى