مقالات

تعز.. مسيرة سلمية تصحح إحداثيات الحرب

 بمسيرة سلمية غير مسبوقة خرجت تعز لتصحح إحداثيات الحرب ومعركة الخلاص الوطني.

خرجت (أمس) جماهير تعز إلى إحدى مديريات الريف الواقعة جنوب المحافظة في مسيرة سلمية حضارية كبرى، رفضا لهمجية الإخوان الذين سلطوا مليشياتهم على تعز، وانقلبوا على المحافظ والشرعية والسلطة المحلية ومؤسسات الدولة، وكفروا بأحرار تعز ونضالهم وحقوق وحريات أبناء تعز.

خرج الأحرار من مديريات تعز الريفية، وساندهم أحرار تعز من كل المديريات، ليكتبوا سطرا نضاليا سلميا مدنيا يليق بتعز وأبنائها.

وسجلت الحشود الجماهيرية الغفيرة وهي تتقاطر إلى العين من كل اتجاه موقفا وطنيا مبدئيا قويا يرفض المليشيات والعنف والاقتتال، ويحذر مشعلي الفتن الذين يحفرون أخدود الدموية ويحاولون احتطاب أبناء تعز إليه تماما كما تفعل مليشيات الحوثي الايرانية في المحافظات التي تسيطر عليها.

فهم أبناء تعز لعبة الإخوان وأجندة الحشد الإخواني، وفكوا شفرة حزب الإصلاح، الذي ترك المعركة وراء ظهره في كل مكان ويفتعل بدلا عنها معارك أخرى في المناطق المحررة لا يستفيد منها سوى الحوثي عدو الييمنيين جميعا.

المسيرة الكبرى التي خرجت (أمس) تؤكد أن أبناء تعز يدركون جيدا أساليب الانتهازية والتسلق التي انتهجها تجمع الإصلاح (إخوان اليمن) ومن خلالها استحوذ على كل مكسب، ونسب للجماعة كل جهد نضالي، وتنكر لكل شركائه الذين أقصاهم وتنكر لهم جماعات واحزابا ومكونات اجتماعية، وفي الصدارة من هؤلاء احزاب ومكونات تعز، التي كان لها الحضور الأكبر في كل مراحل النضال الوطني.

خرج أبناء تعز يرفضون الهمجية والعنصرية والفوضى والاستحواذ والتسلط والإقصاء، وهم يعرفون -أكثر من غيرهم- حجم التضحيات التي تنكر لها تجمع الإصلاح (إخوان اليمن) في كل معارك التحرر الوطني، وعلى وجه الخصوص معارك تحرير ما تم تحريره من محافظة تعز، وهي معارك وطنية كبيرة تصدرها أبطال وفدائيون من شباب تعز تحت مسميات متعددة لم يكن للإخوان فيها حضور، ولا لهم في تكوينها جهد ولا فضل، ولا لمسلحيهم في تلك المعارك أي أثر، ولكنهم كانوا في الخلف وباسم الشرعية يتسلمون شوارع ومناطق وجبهات محررة ليؤمنوها بعد الأبطال الذين يقاتلون ويضحون ويحررون.

كان الأبطال مشغوفين بالتحرير وتطهير تعز من مليشيات الحوثي الإيرانية، وتسليم أية منطقة محررة لمن خلفهم دون تردد أو اكتراث أو تفكير فيما تخطط له مليشيات الإخوان وتمارسه خلفهم، وما ان ينتهوا من تحرير شارع أو مؤسسة أو منطقة ويسلمونها حتى يلتفتوا إلى خلفهم ليجدوا مجاميع الإصلاح تسيطر وتنهب وتتسلط وتستحوذ على كل شيء، وتنسب لنفسها كل انتصار.

خرج أحرار تعز اليوم إلى العين؟ وبين صفوفهم أبطال كانوا رؤوس حربة في تحرير ما تحرر من تعز، ولكنهم قوبلوا بالتنكر والإقصاء والتآمر القذر والسلوكيات الانتهازية التي لا تجيد جماعة الإخوان سواها في كل زمان ومكان.

خرج أبناء تعز وهم يدركون مخطط جماعة الإخوان ومليشياتها التي تتاجر بتعز وأبناء تعز ونضالات تعز ودماء أبناء تعز، ولديها استعداد أن تحول أرياف تعز المحررة الآمنة إلى مزاد دموي تتاجر فيه بالأرواح والدماء والممتلكات والمواقف.

خرجت تعز اليوم تنتصر لأمنها واستقرارها ونضال أبنائها وقيم الانتماء الوطني التي يحملها أحرار تعز، وقد انتصرت بمسيرة سلمية كبرى، قالت فيها تعز إنها لن تكون لقمة سهلة تبتلعها عصابة، ولن تكون مسرحا مباحا لاستعراضات المجرمين، ولن تسمح للمجرمين بمزيد من المقامرات الدموية القذرة على حساب أمن واستقرار أبناء تعز.

خرجت تعز اليوم لتصحح إحداثية المعركة الوطنية وتقول للمنحرفين إن معركة الخلاص الوطني المشروعة والواجبة هي معركة تحرير اليمن من عصابات فارس، وإن جبهات هذه المعركة هي في مناطق التماس مع المليشيات الحوثية الإيرانية، وأن أية معركة غيرها في أي مكان آخر هي انحراف بواح ومؤامرة صريحة وجريمة لن يسكت عنها أحد.

زر الذهاب إلى الأعلى