مقالات

الحُجرية.. عصية على الترويض!

الدعوات المحمومة، والمتكررة لاجتياح الحُجرية والتي تطلقها الجماعات المسلحة للتظاهر السلمي، تخفي في باطنها عنفاً مفخخاً..

ذهبت بحملة أمنية باتجاه عاصمة الحُجرية مدينة التُربة بحُجة ضبط مطلوب أمني اعتدى على نقطة تحصيل ضريبة للقات.. جيش محور تعز عشرات المبندقين والمسلحين من معسكر “يفرس” نيابة عن إدارة الأمن المعنية بالأمر، وهذه الأخيرة تناست أن لها سلطة، وإدارة أمن في مديرية الشمايتين باستطاعتها ضبط المذكور وإيداعه الجهة المختصة.

لم يكن ذلك الهدف وليس غير بسط نفوذ في غير ما نطاق اختصاص، إذ محور تعز العسكري، والموازي ذهب لتأسيس اللواء الرابع جبلي وجبولي نسبة لقائده الشرس، والعقيد الموازي الزريقي صاحب مجاميع دينية تتبع المقر الحاكم بتعز، والذي يسعى بكل شراهة لضم الحُجرية وعاصمتها التُربة التي يعتبرها محور تعز وإدارة أمن المحافظة خارج السيطرة وربما خارجة عن القانون بتوصيف أدق وأقرب للممارسات التي ظهر بها أداء مدير الأمن حين أقدم على اقتلاع مدير أمن المديرية العقيد عبدالكريم السامعي قبل عام تقريباً.. حيث والمذكور ضبط الأمن، وجفف التهريب، وسيطر على تشظيات كان المقر يريد لها أن تنشطر في عقر المدينة، حيث يسعى بلا هوادة للسيطرة على مرتفعات ونطاق عسكري للواء 35 مدرع الخصم اللدود لجيش حزب الإخوان المحسوب “محور تعز الإخواني” تتالت المحاولات للسيطرة وتم اقتلاع السامعي، واعتبر وأفراد إدارته خارجين عن القانون، شكلت لجنة ورفضت قرارات محافظ المحافظة الأستاذ نبيل شمسان، كما رفضت العام الماضي فقد رفضت هذا العام أيضاً حين داهم عدد من الحشود المجوقلة بالنار والوعيد للقبض على مرتفعات ونطاق اللواء 35 مدرع صاحب الطلقة الأولى بجسد المليشيا، اللواء الذي اتصل بالعاصمة عدن وفتح الطرق إلى تعز المحاصرة من ثلاث جهات لتعود المدينة تقاوم، لتكسر حصارها المميت، كان اللواء يعيد تعز لسابق عهدها تقاوم لا تخضع، ولا تركع..

عاود محور الشر ومقر الشيطنة الانكشاري عملياته العسكرية معززة بالحشود الشعبية وفيالق مجاهدي التنظيم الدولي لفتح الحُجرية “كفار التأويل” بمقررات الجلبة الكهنوتية، يعاود الإخوان ومحور حشدوا بقوائمه أرتال المجاهدين للسيطرة على تبة الراهش بمديرية المعافر المطلة على البيرين سوق البقر الأشهر في الجمهورية.. ومن ثم السيطرة على جبل صبران المطل على التُربة عاصمة الحُجرية هذه الهدف الحامض والغامض بكتاب التنظيم الدولي، إذ لم تذعن مذ عهدها بالحياة عصية على الأسلمة والترويض الإخواني حتى إن عدد مرملات جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في المديريات السبع التي تشكل الحُجرية هذه الجغرافيا العتية، والندية، والبهية لا يشكل رقماً صعباً يصعب معه تطويع وترويض طوابير الإعانات الحزبية الشهرية التي يجلبها مشايخ المنبر الديني الفاشست..

جماعة عسكرية، وعصابة مليشاوية تدعو لمسيرة شعبية للمطالبة بتفجير صراع مسلح في قرانا المثخنة بالحصار.

كان الأجدر بالممولين لهذه الدعوات الفوضوية الذهاب للجبهات لرفع الحصار عن المدينة.

على قيادة الحشد الشعبي التابع لجماعة محور تعز احترام موقعها العسكري، والتعامل بحزم مع الطموحات الجامحة لديها لنقل الصراع إلى داخل المجتمع.

قيادة محور تعز تعيش ارتداداً، وربما انكساراً سيذهب ليضاعف انحسار رقعتها الجغرافية الضيقة لتنكمش على ذاتها لتصحو، وشارع جمال مسرح عملياتها قد تلاشى.!!!

الذهاب لريف تعز الغربي، والجنوبي للبحث عن إنجاز عسكري تضيفه لمدوناتها الإعلانية، والإعلامية لتتصدر النشرات باسم الحملة الأمنية، وضبط الخارجين على القانون لم يعد بخافٍ على أحد الهدف منه.

الفشل الذريع الذي أنجزته في محاور القتال مع المليشيا فاقم حالة الانهيار الداخلي للسلطة فنتج عنه الانفلات الأمني المريع.

على قيادة محور تعز العسكري أن تعلن موقفها الواضح، والصريح من تمادي حزب الإصلاح في التمدد داخل المؤسسة العسكرية لتذهب المحافظة لتسقط خارطة المحاصصة مع المليشيا.

التناغم الناعم مع المليشيا عبر مهادنة الحصار لن يقوي الداخل بل يضعفه، ويضاعف استنزافه في خلق واختلاق خصوم داخل مربع المقاومة ظناً من المكتب التنفيذي للحزب الطامح لخلافة مطلقة داخل مقر المحافظة الذي لا يبعد كثيراً عن مقر الحزب.

الحروب التي يديرها الحزب من سنوات داخل المدينة أفضت لتقويض سلطة الدولة وفتح باب انهيار شامل ومريع تعيشه المحافظة برمتها.

غياب المحافظ الغائب منذ صدور قرار توليه قيادة المحافظة يعيد السؤال لماذا ذهب حزب الإصلاح عبر نائب الرئيس لاقتلاع أمين محمود كمحافظ لم يغب يوماً عن مكتبه؟

ليقرر حاجته لمحافظ بمواصفات المحافظ الأسبق علي المعمري، الذي حافظ على غيابه ثلاث سنوات كمحافظ لم يدون بضعة أسابيع في مكتبه ليفتح باب الغياب ويذهب خارج البلد.

الحزب يريد محافظاً من خارج شورى الحزب أهم مواصفاته مدمن غياب، وهكذا يقرر ليستصدر قرارات جمهورية تلبي طموحه.

جاء أمين محمود من خارج دائرة النفوذ التي يعشعش فيها نفوذ الإصلاح داخل مؤسسة الرئاسة في لحظة فارهة لسلطة الرئيس على قراره بعد أن شعر بخطورة الوضع في ثاني أكبر مدن البلاد وأهم جبهة تواجه المليشيا الانقلابية.

بعد عام واحد على توليه قيادة المحافظة ذهب حزب الإصلاح للعمل بكل الوسائل من أجل الإطاحة به.

الدكتور أمين محمود الرجل الذي شغل منصبه بجدارة، فقد لزم مكتبه طوال فترة عمله إلا من بعض الزيارات للعاصمة المؤقتة لمتابعة أعمال تخص المحافظة، كان قد أدرك ما الذي تريده المحافظة، إذ جاء ببرنامج عمل تضمن إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وجهاز الشرطة.

وهنا ثار الحزب ولم يهدأ، كون هذا البند رقم واحد في روشتة العلاج الذي يلزم المحافظة لتتعافى من معضلاتها.

كان الرجل خلال عام واحد على الٱقل قد أنجز الكثير من الوعود التي تضمنها برنامجه برغم كل العراقيل التي واجهت تحركاته إلا أنه استطاع أن يلجم حماقات العسكر في تفجير صراع داخلي بين فصائل المقاومة منتصف أبريل العام قبل الماضي لتتشكل لجنة رئاسية مهمتها إعادة توازن القوى العسكرية وتسليم مرافق الدولة المدنية ليدشن عملية ترميم واسعة.

واجهت جماعة الحزب داخل قيادة محور تعز رجلاً لا يعرف كيف يهرب من استحقاقات الناس وما هو المطلوب منه.

انتظمت اجتماعات اللجنة الأمنية وقيادة المجلس المحلي فتحت مكتبها للمتابعين والمراجعين لقضاياهم بشكل يومي.

شعر الناس بوجود رجل دولة داخل مقر المحافظة يصحو باكراً ليبدد سحب الغبار المتلاطمة فوق رفوف المحافظة كمكتب مهجور عبث به ذلك الحزب المغمور، والمفتون بعضلاته حد الهلاك.

يذهب طموح حزب الإصلاح لاجتثاث كل مغاير داخل مربع المقاومة فما زال يوزع صكوك البراءة، والتوبة، والمغفرة، يمنح صفة الوطنية بمعايير الجماعة..

“الخارج عن الجماعة اقتلوه”

كان وما زال طموح حزب الإصلاح التفرد فلم يستطع التنازل عن شبقه السلطوي في الاستحواذ، والتفرد فذهبوا لاغتيال الرجل عبر كيان موازٍ في عملية احترافية صُنفت بالخطيرة، والمتقدمة في سلوك الجماعة المتجذر، والمنحدر من كهوف الجهاد الإسلامي المغاير للحالة الوطنية…

زر الذهاب إلى الأعلى