الرئيسيةتعزتقاريرمحليات

كيف تمت عملية بيع اللواء 35مدرع وماذا كان الثمن؟ وماذا جاء في البرقية السرية الموجهة من قيادة المحور إلى المحافظ؟ “اللواء بقبضة الإخوان التفاصيل كاملة”

–  محافظ تعز ينفذ عملية تسليم هزلية لقيادة اللواء 35 مدرع

–  عملية الاستلام والتسليم، جرت وسط غياب قيادات وأركانات اللواء وخارج مقر اللواء في سابقة هي الأولى من نوعها

–  ضباط وأفراد اللواء، اتهموا المحافظ باحتجاز العميد الأهدل، ومحاصرته في منزل العقيد أمين الأكحلي الموالي لحزب الإصلاح

–  برقية سرية تكشف عن عدم التزام قيادة محور تعز العسكري الخاضع لحزب الإصلاح بقرار المحافظ بشأن الترتيبات الأمنية والعسكرية بالحُجرية

– قرار محافظ تعز بشأن الترتيبات الأمنية والعسكرية تضمن:

–  تبقى الحجرية ضمن مسرح عمليات اللواء 35 مدرع، وانسحاب كافة الألوية العسكرية والتشكيلات الميليشياوية الأخرى منها

–  نقل قوات اللواء الرابع مشاة جبلي وغيرها من قوات الألوية الأخرى المتواجدة في قطاع الحجرية إلى مواقع المواجهات مع المليشيات الانقلابية

–  تتولي قوات الأمن الخاص من خلال المنطقتين الأمنيتين التابعتين لها وقوات الأمن العام في المديريات حفظ الأمن في مدينة التربة وغيرها من المناطق في الحجرية

أجرى محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، أمس السبت، عملية استلام وتسليم قيادة اللواء 35 مدرع، في مقر قوات الأمن الخاصة بمديرية المعافر، جنوبي محافظة تعز.

وقال محافظ تعز، خلال عملية إجراءات الاستلام والتسليم بين قائد اللواء 35 مدرع العميد الركن عبدالرحمن الشمساني، وأركان حرب اللواء العقيد عبدالملك الأهدل، إن “العدو ما يزال يتربص بمحافظة تعز من جميع الجهات”.

ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، فإن شمسان شدد على “أهمية توحيد الجبهة الداخلية لقوات الجيش الوطني، ومواصلة الجهود لاستكمال تحرير ما تبقى من المحافظة من المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانياً”.

وخلال ذلك، أكد وكيل محافظة تعز لشئون الحجرية، محمد عبد العزيز الصنوي، في كلمة له، على توحيد الجهود ورص الصفوف، ونبذ الخلافات.

وكان الرئيس هادي أصدر في يوم العاشر من الشهر الجاري، قراراً قضى بتعيين العميد الشمساني قائداً للواء 35 مدرع، خلفاً للعميد عدنان الحمادي، الذي اغتيل في الثاني من ديسمبر من العام المنصرم.

وجرت عملية الاستلام والتسليم، التي نفذت خارج مقر اللواء، أمس، في سابقة هي الأولى من نوعها، ووسط رفض شعبي واسع في كافة مناطق الحجرية، ورفض غالبية قيادات ومنتسبي اللواء، الذين يتهمون الشمساني بأنه كان من ضمن الأدوات التي ساهمت ومهدت لعملية اغتيال قائدهم العميد الحمادي، بعد حملة تحريض واسعة شنتها قيادات محور تعز العسكري وناشطو حزب الإصلاح.

وقالت مصادر مطلعة لـ “الشارع”، إن عملية التسليم جرت وسط غياب قيادات وأركانات اللواء، الذين رفضوا قرار التعيين، على خلفية المواقف السابقة للشمساني المعادية للواء.

وأوضحت المصادر، أن محافظ تعز مارس ضغوطاً مكثفة على ضباط وقيادات اللواء 35 مدرع، بشأن إجراء دور الاستلام والتسليم داخل مقر اللواء، في منطقة العين، إلا أن ضباط اللواء رفضوا ذلك، الأمر الذي أدى إلى إجراء العملية في مقر قوات الأمن الخاصة.

وكان قد سبق لقيادة محور تعز العسكري أن أكدت على إتمام عملية التسليم في الحادي عشر من الشهر الجاري، بحضور المحافظ، ونشر خبراً بذلك على صفحة المحور الرسمية على “فيسبوك”.

واتهم بيان نشر على الصحفة الرسمية للواء 35 مدرع، وصادر عن ضباط وأفراد اللواء، اتهم المحافظ باحتجاز أركان حرب اللواء 35 مدرع العميد عبدالملك الأهدل، ومحاصرته في منزل العقيد أمين الأكحلي، الموالي لحزب الإصلاح، في التربة.

وأوضح البيان، إن الأهدل وضع تحت الإقامة الجبرية في منزل الأكحلي، منذ أمس الأول، ليتم نقله، أمس، بالقوة، وبأوامر المحافظ إلى منطقة الخيامي، حيث مقر قوات الأمن الخاصة، وإجباره على إجراء عملية تسليم اللواء للشمساني.

وإذ أدان البيان “هذا التصرف، ناشد المحافظ بتنفيذ قراراته، وقرارات وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان العامة، وتوجيهات رئيس الجمهورية، برفع جميع القوات والمليشيات والمواقع المستحدثة من مسرح عمليات اللواء 35مدرع، في الحجرية”.

وتزامنت عملية التسليم مع مسيرة شارك فيها العشرات من مناصري حزب الإصلاح، تجمعوا من مديريات الحجرية والمسراخ صبر، قبل أن تعترضهم قوات اللواء، التي أعلنت، أمس الأول، في بيان لها، حالة الطوارئ في مديرية المواسط، لمدة أسبوع، على خلفية ما وصفته بـ “دعوات مشبوهة لكيانات غير معروفة”، أعلنت قيادة مسيرة إلى مقر اللواء.

وأضافت المصادر، أن عدداً من المشاركين في المسيرة التي دعا لها حزب الإصلاح، كانوا متمنطقين أسلحتهم الشخصية. وتطالب المسيرة بتنفيذ قرار تعيين الشمساني قائداً للواء 35 مدرع.

وبالرغم من ذلك، لاتزال مليشيا حزب الإصلاح والقوات الخاضعة لسيطرته، والتابعة لقيادة محور تعز، تنتشر في مدينة التربة ومناطق الحجرية، في مقدمتهم نجل القيادي الإخواني ومستشار محور تعز العسكري عبده فرحان “سالم”، الذي استقدمه حزب الإصلاح إلى المنطقة، ضمن المئات من المسلحين الموالين له للسيطرة على الحجرية ومسرح عمليات اللواء 35 مدرع بالقوة.

وفي الوقت الذي تشهد فيه مدينة التربة، وأغلب مناطق الحجرية، توتراً غير مسبوق، واندلاع مواجهات بين قوات اللواء 35 مدرع ومسلحي مليشيا حزب الإصلاح، أكثر من مرة، منذ مطلع الشهر الجاري، والتي كان آخرها، أمس الأول؛ أصدر محافظ المحافظة، الخميس الماضي، قراراً قضى ترتيب الأوضاع العسكرية والأمنية في مديريات الحجرية.

وحصلت “الشارع” على نسخة من قرار محافظ تعز، والذي قال إنه جاء “تنفيذاً لتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتعليمات رئيس هيئة الأركان قائد العمليات المشتركة، وخطاب رئيس محكمة الشمايتين، واستجابة للمطالب المجتمعية بإنهاء المظاهر المسلحة، وإخراج المعسكرات من مركز ومحيط مدينة التربة، ومن مديريات الحجرية”.

وتضمن القرار في الترتيبات المتعلقة بالأوضاع العسكرية “اعتبار قطاع الحجرية مسرح عمليات اللواء 35 مدرع، وتهيئة كافة الظروف أمامه للاستمرار في مواجهة المليشيات الانقلابية، وعلى اللواء عدم استحداث أي مواقع لا تتطلبها ضرورات مواجهة المليشيات الانقلابية، أو التصدي لمخاطر محتملة”.

وقضت المادة الثانية منه على “سرعة نقل قوات اللواء الرابع مشاة جبلي، وغيرها من قوات الألوية الأخرى المتواجدة في قطاع الحجرية، مسرح عمليات اللواء 35 مدرع، إلى مسرح عملياتها خارج قطاع الحجرية، وتحديدياً إلى مواقع المواجهات مع المليشيات الانقلابية”.

ونصت المادة الثالثة على “إعادة تموضع قوات اللواء 35 مدرع بعيداً عن مركز مديرية الشمايتين(التربة)، والقرى السكنية، ويشمل ذلك الخروج من موقعي بيحان وجبل صبران إلى مواقع المواجهات مع المليشيات الانقلابية”.

كما نص القرار على “سرعة انسحاب كافة القوات والعناصر والمجاميع الخارجة عن النظام والقانون، أو تلك التي لا تنتمي لتكوينات أو مسميات غير قانونية، ولم يصدر بها قرار من وزارة الدفاع، من قطاع الحجرية بالكامل، وعودة قوات الشرطة العسكرية إلى نطاق تواجدها في مركز المحافظة لتنفيذ مهامها في إطار الاختصاص العسكري المنوط بقوات الشرطة العسكرية، وذلك خلال موعد أقصاه السادسة من مساء يوم الجمعة الموافق 24/7/2020م”.

وقال مصدر عسكري وثيق الاطلاع لـ “الشارع”، إن القوات الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، والمليشيا التابعة له، المنتشرة في مدينة التربة ومناطق الحجرية، رفضت كافة الترتيبات العسكرية والأمنية حتى يتم تنفيذ عملية الاستلام والتسليم لقيادة اللواء 35 مدرع.

وأوضح المصدر، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن ذلك الرفض لقرار محافظ المحافظة دفعه، أمس، لتنفيذ عملية الاستلام بتلك الطريقة التي نفذها في الخيامي، وخارج مقر اللواء 35 مدرع الكائن في منطقة العين، بمديرية المواسط.

وفيما يتعلق بترتيبات الأوضاع الأمنية، نص القرار على تولي “قوات الأمن الخاصة من خلال المنطقتين الأمنيتين التابعة لها، وقوات الأمن العام في المديريات، حفظ الأمن في مدينة التربة وغيرها من المناطق في الحجرية، وسحب جميع النقاط العسكرية التي لا تنتمي إلى قوات الأمن الخاص من الطريق الرابط بين محافظتي تعز ولحج، حسب اتفاق عدن، وذلك خلال موعد أقصاه السادسة من مساء يوم الأحد الموافق 26/7/2020م، كما تتولى قوات الأمن الخاص حفظ الأمن في الطرق المؤدية لمديريات الشمايتين والمواسط والمعافر والطريق الرابط بين محافظتي تعز ولحج”.

كما تضمن القرار “وضع اللجان الأمنية في المديريات خطط أمنية لها وفقاً للنظم والقوانين النافذة، ورفعها إلى رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة للمصادقة عليها، وبما لا يتعارض مع الأحكام الواردة في هذا القرار، وعند احتياج المديريات إلى خروج لجنة أمنية من مركز المحافظة تقوم اللجنة الأمنية في المديرية بتحديد قوام الحملة بالعلاقة مع طبيعة المهمة، ورفع طلب إلى رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة للموافقة على خروج الحملة الأمنية”.

وأورد القرار إجراءات تنفيذية وأحكاماً عامة تضمنت “رفع جميع الأطراف الاستحداثات وعملية الانتشار التي تمت بالعلاقة مع الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، وذلك خلال موعد أقصاه السادسة من مساء السبت الموافق  25/7/2020م، على أن تباشر اللجان المكلفة تنفيذ مهامها ابتداء من صباح يوم الجمعة الموافق 24/7/2020م”.

كما تضمن القرار تسليم مواقع (بيحان، العفاء، وجبل صبران) بعد إخلائها إلى الجهات المحددة في قرار اللجنة الأمنية (قوات الأمن الخاص، والأمن العام).

وشكل المحافظ، في قراره، لجنة برئاسة محمد عبدالعزيز الصنوي، وكيل المحافظة لشؤون مديريات الحجرية، وعضوية كلّ من العميد الركن عبدالعزيز المجيدي، رئيس أركان حرب المحور نائب رئيس اللجنة، والعميد الركن عبدالرحمن الشمساني قائد اللواء 35 مدرع، والعقيد أبو بكر الجبولي قائد اللواء الرابع، والعميد جميل عقلان قائد قوات الأمن الخاص، وخالد عبدالجليل مستشار المحافظ، وعبدالعزيز الشيباني مدير عام مديرية الشمايتين، وعادل المشمر مدير عام مديرية المعافر.

وتتولى اللجنة، وفقاً لقرار المحافظ، تنفيذ المهام التي تضمنها خلال موعد أقصاه أسبوع، من تاريخ صدور القرار والمحدد بـ 23 يوليو الجاري.

في السياق، بعث قائد محور تعز العسكري، اللواء خالد فاضل، برقية موسومة بـ “سري جداً”، إلى محافظ المحافظة، أمس السبت، تطالبه بتنفيذ قرارات اللجنة المشكلة من قبله، برئاسة عبد الكريم الصبري، وكيل المحافظة للدفاع والأمن، ورفع النقاط التي استحدثها اللواء 35 مدرع، أمس، بعد إعلانه لحالة الطوارئ في مديرية المواسط، الواقعة ضمن مسرح عملياته العسكري.

ورأى مراقبون أن برقية قائد المحور تتضمن رفضاً صريحاً لقرار المحافظ، الذي أصدره بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الأركان العامة، باعتبار الحجرية مسرح عمليات اللواء٣٥، وإخلائها من جميع المسلحين وأي قوات غير قوات اللواء٣٥ مدرع.

ووفقاً للمراقبين، فإن بقاء القوات التابعة لمحور تعز العسكري، الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح والمليشيا التابعة له، حتى الآن في مدينة التربة ومناطق الحجرية، تؤكد عدم التزام حزب الإصلاح وقيادة المحور بقرار المحافظ.

نقلا عن الشارع

زر الذهاب إلى الأعلى