تعز.. مرتع خصب لمافيا التهريب بحماية القادة وفوضى تعصف بالمدينة

يمن الغد – تقرير خاص

يتزايد انتشار العصابات المسلحة في محافظة تعز بالتزامن مع تصاعد لعمليات التهريب…

تتحول تعز؛ المدينة والريف الى مرتع خصب لـ”المافيا” تدر اموالا على سلطة الامر الواقع على حساب مواطن بات محاصرا بفوضى اضافت لتعاسته مزيدا من الويلات..

* اقرار رسمي..

يقول الناشط السياسي مبارك الحميدي في تصريح لـ”يمن الغد” انه وبعد ان ناضل ابناء تعز لفتح منافذ عبور لكسر بعضا من الحصار الجائر في المدينة.. استغلت مافيا الاخوان تلك المنافذ لاستخدامها ممرات لشبكات تهريب الوقود والأسلحة للمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.

الخميس الفائت أقرت سلطة الاخوان الحاكمة لمحافظة تعز رسميا بوجود عمليات تهريب للمشتقات النفطية إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي.

جاء ذلك في اجتماع اللجنة الأمنية ضم القيادات المدنية والعسكرية التابعة للإخوان برئاسة نائب رئيس اللجنة قائد المحور، اللواء الركن خالد فاضل، وحضور وكيل أول المحافظة الدكتور عبدالقوي المخلافي ومدير الامن العميد منصور الاكحلي، وقادة الأولوية العسكرية والأمنية.

اللافت في الخبر الرسمي الصادر عن الاجتماع، هو اقرار “اللجنة منع عملية التهريب بالمشتقات النفطية إلى خارج المحافظة، محملة الألوية والوحدات التي تقع النقاط في نطاقها المسؤولية الكاملة”.

ويرى مراقبون بأن هذا يعد اعترافا وإقرارا رسميا بعمليات التهريب التي تزايدت بشكل كبير وخاصة في مديرية جبل حبشي عقب قيام جماعة الاخوان بشن حملة عسكرية لإزاحة مدير أمن المديرية العقيد توفيق الوقار واستبداله بأحد الموالين لها وهو طه البركاني.

وفضح تزايد الحوادث المرورية في مديرية جبل حبشي عن تضاعف عمليات تهريب المشتقات النفطية الى مناطق الحوثي بحماية من سلطات الاخوان بتعز.

واكدت صور تداولها ناشطون من أبناء المديرية عن تزايد حوادث انقلاب الشاحنات التي تحمل المشتقات النفطية الى مناطق سيطرة جماعة الحوثي مرورا بالمديرية.

وقال مراقبون ان عمليات التهريب تأتي بإشراف من قبل مدير المديرية الاخواني فارس المليكي وطه البركاني احد عناصر الاخوان الذي تم تنصيبه مديرا لأمن المديرية بدلا عن الوقار، وكذلك قوات اللواء 17 الخاضع لسيطرة الاخوان.

وقبل نحو ثلاثة اسابيع كشفت شكوى لأهالي عزلة وادي بنى خولان بالمديرية عن قيام قوات عسكرية موالية للإخوان في تعز بحماية عمليات التهريب.

* تهريب بحماية القادة..

أربعة مصادر أمنية قالت إن المنافذ البرية التي فتحها السكان لكسر الحصار الحوثي، والتي تتجاوز الـ12 منفذا، تحولت بالفعل إلى ممرات لشبكات تهريب الوقود والأسلحة للمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية تحت حماية مشددة من قبل مسؤولين كبار يتبعون حزب الإصلاح، الجناح السياسي لتنظيم الإخوان الإرهابي.

وأكدت المصادر، أن تلك الشاحنات تهرب بشكل يومي، إلى جانب المشتقات النفطية والسجائر، الأسمدة ومواد يستخدمها الحوثيون في صناعة المتفجرات والألغام..

* ثراء البلاطجة..

الأيام الماضية، مصادر وسكان محليون في مديرية جبل حبشي، الواقعة إلى الغرب من محافظة تعز، أكدت لـ”يمن الغد” أن هناك تصاعداً كثيفاً لعمليات تهريب المشتقات النفطية والأسلحة تتم من المناطق المحررة في المحافظة إلى مناطق مليشيا الحوثي المتمردة.

وقال الناشط محمد الحسني لـ” يمن الغد” ان تصاعد عمليات التهريب عبر مديرية جبل حبشي بدأ يظهر جليا في ثراء فاعش لبعض كوادر حزب الاصلاح كانوا “قليل الدهل” قبل ان يتحولوا خلال اشهر الى نافذين محاطين بحراسات مدججة بالاسلحة وكأنهم مشايخ كبيرة..

واعتبر ان ذلك يتسبب بصراع بين قوى النفوذ السياسية والاجتماعية القديمة وقوي النفوذ الصاعدة الامر الذي سيؤول الى اذعان قوى مجتمعية لهذه العصابات او تفجر اشتباكات بين الاهالي، محذرا من مغبة هذه السياسة الاخوانية التي تهدف لجمع الاموال على حساب النسيج المجتمعي..

* رعب متواصل..

وبحسب مصادر محلية فإن قرى وادي بني خولان، ونقطة نقيل ذليمة، بمنطقة الأشروح، تحولت إلى ممرات لخطوط تهريب النفط والسلاح والمواد المهربة المشبوهة إلى مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، مؤكدة أنها (عمليات التهريب) تحظى بحماية من مدير المديرية المدعو “المليكي” وقائد الشرطة العسكرية بالمحافظة المدعو “محمد سالم الخولاني” ومن قيادات اللواء 17 مشاة.

ويتزعم احدى عصابات التهريب المدعو محمد هاشم حسن من ابناء جبل حبشي وفقا لمصادر “يمن الغد”..

وفي وثيقة شكوى مقدمة من أهالي ومشايخ قرى “وادي بني خولان” إلى مدير المديرية، ومدير الشرطة فيها، تقول إن “وايتات” ومقطورات المشتقات النفطية، يتم تهريبها إلى مليشيا الحوثي المتمردة عبر قراهم.

وثيقة الشكوى أكدت أن عمليات التهريب تلك تتم بمرافقة جنود محسوبين على ألوية عسكرية، مسيطرة على تلك المناطق المحررة، وهو ما يتحدث عنه سكان محليون أنه من ضمن عمليات الاستثمار الإخوانية التي تنتهجها قيادات عسكرية وأمنية نافذة تابعة لمليشيا الإصلاح.

وبيّنت الوثيقة، شكوى المواطنين من ما يسببه المهربون، من تخريب للطرق الترابية وإقلاق للسكينة العامة، جراء إطلاق النار الذي يتم بشكل يومي بين الجنود المرافقين للمهربين، وآخرين يأتون ليلاً للتقطع في الطريق العام في ذات المديرية.

* الاشروح لتهريب الممنوعات..

عمليات التهريب تلك للمشتقات النفطية والأسلحة من مناطق تعز المحررة إلى مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، تعتبره مصادر مطلعة ومراقبون دليلاً على تواطؤ قيادات عسكرية وأمنية محسوبة على الشرعية.

يؤكد سكان محليون أن قيادة مليشيا الإخوان الإرهابية العسكرية عمدت طوال الفترة الماضية على إبقاء جبهة تلك القرى الواقعة في منطقة الأشروح، جبهة راكدة دون قتال، وتحويلها إلى خط تهريب لكل الممنوعات إلى جانب النفط والسلاح.

وتشير المصادر إلى أن قيادة الإخوان العسكرية والنافذة التي تدير عمليات التهريب عبر تلك القرى، تقوم بشكل يومي إلى جانب النفط والسلاح بتهريب المواد المشبوهة إلى مليشيا الحوثي المتمردة، معبرة عن رفضها في أن تتحول مناطقهم تلك إلى خطوط تهريب وجسر عبور للمهربين.

وعمدت مليشيا الإخوان التي تدير عمليات التهريب في تلك المناطق -بحسب مصادر محلية- إلى سياسة الإرهاب على كل من يحاول اعتراض ما تقوم به، والتي كان آخر تلك ما قامت به من حملة عسكرية عصر يوم الجمعة، ومحاصرة منزل الصحفي “رامز الشارحي” الذي انتقد عمليات التهريب هذه.

يقول الشارحي، في بلاغ صحفي، إن حملة عسكرية تتبع اللواء 17 مشاة قامت باقتحام منزله في قرية الأشروح، واختطاف والده، وذلك على خلفية توجيه انتقادات إلى قيادة الكتيبة التي ترعى عملية تهريب مواد مشبوهة ومشتقات نفطية إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية مقابل أكثر من 70 مليون ريال تحصل عليها شهرياً.

وأضاف الشارحي “سكبنا الدماء، وسلكنا طريق الموت، واُصبت من أجل الانتصار للدولة وإسقاط الانقلاب، لا للتعاون مع الانقلاب مقابل الملايين وخيانة دماء الشهداء، وقبل ذلك الدولة والجمهورية، ومن هذا المنطلق، رفضنا عملية التهريب أنا وجميع أبناء الاشروح ومدهافة، ونحن الذين تذوقنا قسوة المعاناة من قبل هذه المليشيا التي قصفت مناطقنا بكافة أنواع الأسلحة وشردت مئات الأسر من منازلها، وقتلت وأصابت العشرات وما زالت الآثار ماثلة حتى اليوم”، مردفا “ونؤكد عدم سكوتنا عن أي عملية تهريب إلى المليشيا الانقلابية”.

Exit mobile version