من الغد/ عبد الرب الفتاحي – يمن الغد
بعد السيطرة على الحجرية واسقاط اللواء 35 .. تحركت قوات محور تعز العسكرية لإجبار سكان مديرية حبل حبشي على الضاحية الغربية للمدينة لمنعهم من اعتراض عمليات التهريب التي توسعت في منطقتهم..
وحدات عسكرية تابعة للمحور قامت بمحاصرة العديد من القرى في مديرية جبل حبشي غرب تعز ومطاردة الناشطين وتنفيذ حملة اعتقالات طالت كل من اعترض على النشاط المتنامي لتهريب الوقود لمناطق سيطرة الحوثيين ..
* ماذا بعد اسقاط الحجرية؟..
من حين لاخر تقوم قوات عسكرية تابعة لمحور تعز بتنفيذ هجمات في ريف المدينة وفقا لاجندات ترسمها قيادات جماعة الاخوان، فبعد أن تمكنت تلك القوات من اسقاط الحجرية إتجهت لشن حملة عسكرية على بعض قرى جبل حبشي والتي شهدت في الايام الماضية تصعيدا غير مسبوق وذلك لمواجهة السكان الذين اعترضوا للدور الذي تلعبه الالوية العسكرية الخاضعة للمحور في تسهيل عملية التهريب .
قوات تتبع اللواء 17 نفذت في الايام الماضية هجمات على المناطق والقرى المطلة على طرق التهريب وقامت بجرح أحد المواطنين من الذين حاولوا منع المهربين من العبور من منطقته.
مصادر قالت لـ”يمن الغد” أن أفراد من جنود محور تعز أطلقوا النار عليه بعدما طالبوه بتسليم سلاحه وسلمهم ولكنهم قاموا بإطلاق الرصاص عليه.
كما نفذت تلك القوات حملة اعتقالات طالت ثمانية من المواطنين بينهم مواطن مصاب في العمود الفقري وأخر جريح ومعاق حركيا أصيب في مقدمة جبهة صرواح بمحافظة مأرب.
وكشف رامز الشارحي ـ وهو أحد الناشطين المناوئين للتهريب ـ لـ”يمن الغد” أن منزله تعرض للاقتحام وتم اعتقال والده المسن المريض بالفشل الكلوي الذي افرج عنه لاحقا لينقل الى المستشفى لتلقي العلاج.
* انتهاكات مستمرة..
ماهر أبو المجد- إعلامي إعتبر أن مايحدث في عزلة بني بكاري في جبل حبشي دليل على فشل الشرعية.
ووصف مايحدث من الإنتهاكات التي تمارس بحق المواطنين وهي وفق قوله “عيب أسود “
وأضاف تتحمل السلطة المحلية وقيادات المحور تبعات مايحدث في تعز .
* ترويع السكان..
يؤكد فاروق عبد الباقي وهو من سكان المنطقة عن قيام اطقم بإطلاق الرصاص واقتحام المنازل كما حصل للعديد من المواطنين والشباب.
وأشار فاروق أثناء حديثه لـ”يمن الغد” الى أن الأطقم التابعة لمحور تعز مازالت تحاصر القرى المطلة على طرق التهريب وبدأت بإطلاق النار على القرى.
وأكدت مصادر محلية أن تلك القوات كانت مصرة على اعتقال من اتخذ موقف ضد عملية التهريب.
وقال فاروق عبد القوي أن هناك انتهاكات حدثت بحق الناس من اقتحام للبيوت واجبارهم على توفير الغداء والقات للجنود الذين ينتهكون حرمات القرى.
ووصف فاروق الحملة العسكرية لمحور تعز على أنها دليل اضافي على نشاط المحور في دعم واسناد المهربين .
* الهيكلة في خدمة المهربين..
تعود أسباب المشكلة وفق ماتحدثت عنه مصادر مطلعة خلال الشهور الماضية حين طلب السكان من الإدارة المحلية التي تم تغيرها من سلطة حزب الاصلاح المتحكمة بقرارات التغير وكذلك و إدارة الأمن السابقة والتي تعرضت هي الأخرى لتبديل من قبل القيادة الأمنية التابعة لحزب الاصلاح وذلك لمنع التهريب وتم الاستجابة لذلك الاقتراح من قبلهم.
واتخذت إدارة الأمن في ذلك الوقت سياسة المواجهة مع المهربين وحدثت اشتباكات بين اطراف تدعم المهربين وإدارة الأمن والسلطة المحلية في المديرية.
يقول السكان أن المهربين يتمتعون بشبكة واسعة تعمل على توفير كل التسهيلات لهم وبذلك حاولت القيادات العسكرية المتعاونة مع المهربين إلى مواجهة أي طرف يمنع حركة التهريب النشطة للسلع والوقود للحوثيين.
وكشف السكان أن هناك جبايات تتقاضها الكتيبة التابعة للواء 17 من المهربين والبالغة ما يقارب خمسة مليون يوميا.
مصادر مطلعة كشفت لـ”يمن الغد” أن قيادات عسكرية وأمنية ضغطت من أجل عزل مدير الأمن السابق والذي تصادم مع وحدات عسكرية تحمي المهربين وعينت مدير أمن أخر.
تقول مصادر محلية أن قيادات السلطة المحلية في المحافظة تعرقل أي خطوات لايقاف اعمال التهريب .
ويتهم المواطنون السلطات المحلية والعسكرية في المحافظة أنها هي من سهلت التهريب وهي مستفيدة من ذلك حيث قامت في الفترة الماضية منو السيطرة على المكاتب المحلية والأمنية وفرضت شخصيات مقربة منها في مديرية جبل حبشي .
* نافذون يفتحون طرق التهريب..
تصعيد التوتر بين المواطنين وقوات عسكرية تسهل مرور المهربين في مديرية جبل حبشي حينها قام مشائخ المنطقة لوضع نقطة تابعة لسكان المنطقة لمنع المهربين من العبور من مناطقهم .
إتجهت قوات عسكرية للتصدي للخطوة التي قام بها سكان المنطقة وقامت بعدها قوات تابعة للمحور بمهاجمة مناطق في جبل حبشي واستهداف المنازل.
فاروق عثمان وهو من سكان المنطقة أكد لـ”يمن الغد” أن الناس عملوا على مواجهة التهريب بطريقتهم البسيطة وذلك بعد فشل السلطات المحلية في الوقوف أمام التهريب ونصبوا نقطة بمنع عبور سيارات التهريب.
يقول فاروق عثمان أن كل الجهود الأمنية التي نسق فيها المواطنين مع الجهات الأمنية في المديرية فشلت بعد أن تدخلت جهات نافذة في المحافظة لفتح المنطقة للتهريب.
يعترف المواطنين بمرور عدد كبير من شحنات التهريب محمية بقوات تتبع محور تعز بينما سلطات تعز المحلية تتغاضى عن مكافحة التهريب التي أصبحت يومية خاصة بعد السيطرة على الحجرية والقضاء على تكوين اللواء 35 مدرع.
* فوضى الاشروح..
قبل أن يتخذ المشائخ قرار ايقاف التهريب حسب ما أكدته المصادر لنا فإن السكان قاموا بمخاطبة الجهات الأمنية والمحلية والقادة العسكريين لكن تلك الجهات تقاعست ولم تقوم بأي نشاط لايقاف التهريب .
حاول المواطنين وقتها منع حركة التهريب لكن المهربون فتحوا خطوط فرعية للتهريب تمر عبر قرية الأشروح المحادة لمديرية مقبنة والمعافر .
تقول مصادر إن طقم عسكري باشر بإطلاق النار على المواطنين وسماح بمرور الشاحنات واشتباكات بين المعترضين من أبناء المنطقة والقوات التابعة للواء 17 وذلك بعد أن حاول السكان فرض المنع .
وقال رامز الشارحي كان طلب الناس هو في منع التهريب والحفاظ على الطرقات ومنع التقطعات التي تقوم بها جماعات منتمية للمؤسسة العسكرية بعد ان اقلقت السكينة وخلقت نوع من الفوضى.
* تضرر الطرقات..
خلال السنتين الماضيتين قام سكان مديرية جبل حبشي بجهد كبير في إصلاح بعض الطرقات ورصها بالأحجار وتبرع المغتربين والمواطنين بالكثير من المال لتنفيذ هذا المشروع.
جهود السكان ذهبت سدى بعد أن أستغلت أطراف نافذه تقوم بالتهريب تلك الطرقات لكي تقوم بحرمان تعز من الوقود وتبيعه لمناطق أخرى .
وقال الشارحي ” المديرية شهدت ثورة تنموية عرف بها الجميع، وتم شق الجبال الشاهقة لبناء الطرقات ورصف أبناء جبل حبشي الطرقات بالإحجار لعبور السيارات.
وأضاف إن أحد الطرقات التي صارت اليوم خرابة بسبب مرور المهربين كلفت ما يقارب 200 مليون جمعها المغتربون وأبناء المنطقة.
محمد أحمد القاضي وهو سكان جبل حبشي يرى أن تحول جبل حبشي لمنطقة تهريب أمر مزعج وربما خلق لدى السكان نوع من القلق خاصة وأن الأطراف المهربة شخصيات نافذة.
ويعتقد محمد أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن سلطات تعز هي من تهرب السلاح والوقود للحوثيين وتريد تحويل تعز لمنطقة تعزز إستثمارها الغير المشروع فيها.
ويتهم محمد القاضي سلطات تعز على أنها تواجه المجتمع رغم أحقية الناس في الوقوف ضد المهربين الذين استغلوا وجود سلطة محلية وعسكرية ضعيفة تقوم بممارسة التهريب بشكل كبير ومنظم وهي مستفيدة ومشاركة في ذلك .
* السكان يرفضون التهريب..
يرى عبد المعطي منصور أن السلطات في تعز هي من تهرب وهي من تغطي وتحمي المهربون.
وأشار عبد المعطي أن السلطة المحلية هي من تروع الناس في جبل حبشي وتستخدم القوة لزيادة ثراها المالي وتوسيع تجارتها بينما في الواقع الناس هم المتضررون منها.
يعتقد عبد المعطي منصور أن اجبار الناس على الخضوع لسلطات تخالف القانون وتنفذ خططها وفق عمل غير مشروع في مديرية جبل حبشي هو الجريمة التي يعاقب بها السكان من قبل سلطات تعز الحاكمة.