برشلونة ينطلق في رحلة التعافي مع رونالد كومان
استهل برشلونة بداية الموسم الجديد بقيادة مدربه رونالد كومان كأحسن ما يكون وأمضى على رباعية كاملة في شباك منافسه فياريال ضمن الجولة الثالثة من مسابقة الدوري الإسباني.
وقياسا بمستوى خصمه المتواضع، فإن هذه النتيجة لا تعكس حقيقة التغييرات التي ربما يكون كومان قد أدخلها على الفريق وأيضا خططه التكتيكية، لكنها وفق محللين رياضيين تؤكد على البداية التي يحلم بها أي مدرب مع فريق جديد يتولى الإشراف عليه، وخصوصا إذا كان في حجم برشلونة.
وأعرب كومان عن سعادته بالانتصار برباعية نظيفة خلال مواجهة فياريال. وقال المدير الفني الهولندي في تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية “نحن سُعداء للغاية، وقدمنا شوطا أول جيدا جدا، وأعتقد أن وتيرة اللعب تراجعت في الشوط الثاني، لكنها مباراتنا الأولى، والانطباع بشكل عام جيد”.
وأضاف “الضغط الذي قمنا به في المباراة ساعدنا على تحقيق هذه النتيجة، ومن الجيد أن نحصل على الكرة ونصنع العديد من الفرص، وسعيد للغاية بالأهداف، وفياريال لديه لاعبون رائعون”.
وتابع “طريقة اللعب؟ لدينا لاعبون لهذه الطريقة، ومع ذلك فقدنا الكرات في الشوط الثاني، وما زلنا مطالبين بتحسين لياقتنا البدنية، فهذه كانت أول مباراة لنا في الموسم”.
وإثر سؤاله عن الدولي الفرنسي أنطوان غريزمان الذي لم تطله مقصلة الاستبعاد على غرار زميليه أرتورو فيدال ولويس سواريز، قال “غريزمان؟ إنه يلعب من الجناح الأيمن ويدخل إلى العمق، ويجب أن يلعب في المنطقة، ويمكنه تبادل مركزه مع ميسي، فهذا أكثر صعوبة على المنافسين، وأنا سعيد بأدائه”. وعن الصفقات، أوضح “من الجيد دائما أن يكون لديك مهاجم آخر، وخطة أخرى في الهجوم، لكن يمكننا اللعب دون مهاجم صريح”.
أشاد المدرب الهولندي بالنجم الواعد للنادي الكتالوني أنسو فاتي بعد مساهمته الفعالة في الفوز الكبير على فياريال. وفرض فاتي نفسه نجما للمباراة الأولى للبلوغرانا في الليغا هذا الموسم بتسجيله ثنائية واصطياده ركلة جزاء ترجمها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى هدف ثالث قبل أن يتسبب الأخير في الهدف الرابع الذي سجله المدافع باو عن طريق الخطأ في مرمى فريقه.
وبحسب شبكة “أوبتا” للإحصائيات، فإن فاتي بعمر 17 عاما و332 يوما هو أصغر لاعب في الدوريات الخمسة الكبرى يسجل 10 أهداف أو أكثر في مختلف المسابقات منذ بداية الموسم الماضي.
وقال النجم الشاب في تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية “أحاول استغلال كل فرصة أحصل عليها، بأفضل طريقة ممكنة.. وحين يسجل المهاجم، يرغب دائما في تسجيل المزيد”.
وأضاف “تمريرة ألبا لي خلال عملية الهدف الأول كانت جيدة جدا، لذلك كان علي أن أضع الكرة في الشباك”. وتابع “اللعب بجانب ميسي حلم.. كان ذلك حلمي منذ كنت طفلا، والآن أنا أعيشه”.
وأكد أن “ما أريده هو الاستمرار في التحسن كل يوم، ومواصلة التعلم من زملائي، فهم يبذلون قصارى جهدهم لمساعدتي”. وقال عنه مدرب الفريق كومان “إنه لاعب شاب يتعين عليه البحث عن الانتظام في أسلوب لعبه وأدائه”. وأضاف “لقد أثبت أن أمامه مستقبلا مبهرا، وأنا سعيد جدا به. توغلاته في الجهة اليسرى كانت هائلة، لقد عرفنا كيفية الاستفادة من مؤهلاته بشكل جيد جدا”.
ووجه كومان رسالة شديدة اللهجة إلى منتقديه ومنافسيه بالفوز الكبير على فياريال، مؤكدا استعداده لإعادة الفريق إلى منصات التتويج التي غاب عنها الموسم الماضي في جميع المسابقات.
ومن جهة أخرى، امتدح كومان نجمه الفرنسي أنطوان غريزمان الذي دفع به أساسيا إلى جانب ميسي وفاتي والبرازيلي فيليبو كوتينيو العائد إلى الفريق بعد أن كان معارا لبايرن ميونخ الألماني. وأضاف “أنا سعيد بعمله وأدائه (رغم أنه لم يسجل أي هدف)، وأنا أولي من يسجل (الأهداف) اهتماما قليلا”.
وبخصوص التعاقد مع قلب هجوم جديد لتعويض رحيل الدولي الأوروغوياني لويس سواريز إلى أتلتيكو مدريد، قال كومان “من الجيد دائما أن يكون لديك قلب هجوم لكي تكون لديك خطة أخرى في الهجوم، ولكن يمكننا اللعب بشكل مثالي دون قلب هجوم أو المهاجم رقم 9”.
واستبعد كومان سواريز من تشكيلة برشلونة هذا الموسم وأبلغه بأنه خارج مخططاته مباشرة بعد استلام الهولندي منصبه في منتصف أغسطس الماضي خلفا لكيكي سيتيين المقال عقب الهزيمة المذلة أمام بايرن ميونخ الألماني 2 – 8 في ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وانتقل سواريز يوم الجمعة الماضي إلى صفوف أتلتيكو مدريد ولم يتأخر في الرد على كومان بتسجيله ثنائية مع تمريرة حاسمة في 24 دقيقة لعبها كبديل في المباراة ضد غرناطة والتي حسمها قطب العاصمة الثاني لصالحه 6 – 1.
ولم يكن سواريز اللاعب الوحيد المستبعد من مخططات كومان، حيث رحل التشيلي أرتورو فيدال إلى إنتر ميلان الإيطالي وعاد الكرواتي إيفان راكيتيتش إلى صفوف فريقه السابق إشبيلية وانضم البرتغالي نيلسون سيميدو إلى صفوف ولفرهامبتون الإنجليزي.
وضرب سواريز بقوة في أول مباراة له بألوان أتلتيكو مدريد المنتقل إلى صفوفه الجمعة قادما من برشلونة مقابل ستة ملايين يورو، فنجح في تسجيل هدفين مع تمريرة حاسمة فقط حيث دخل في الدقيقة 70 مكان دييغو كوستا.
وجه سواريز رسالة إلى مدرب برشلونة الهولندي رونالد كومان الذي أبلغه، بمجرد استلامه الإدارة الفنية للنادي الكتالوني منتصف أغسطس الماضي، بأنه لا يدخل ضمن خططه في الموسم الجديد وعليه أن يبحث عن فريق لإكمال مسيرته الكروية.
كما أكد سواريز أنه أفضل خليفة في هجوم القطب الثاني للعاصمة مدريد ألفارو موراتا المنتقل إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي.
وكان الأوروغوياني قد أفصح في مقابلة مع الموقع الرسمي عن سبب اختياره الانضمام إلى أتلتيكو مدريد قائلا “أتلتيكو نادٍ عظيم، ويضم لاعبين مميزين ورغبة شديدة في الصراع على القمة، بالإضافة إلى مدرب رائع مثل دييغو سيميوني”.
وأضاف “لا يمكن أن يفشل سيميوني وهذا الكم من المشجعين الودودين في ظهره”. وختم “مقابلتي مع سيميوني أولا كانت مهمة للغاية، لكنني قررت بالفعل قبول عرض أتلتيكو مدريد، لأن لديّ أفكارا واضحة، أنا متحمس حقا لهذه المغامرة الجديدة”.
واستهل إشبيلية موسمه في الليغا بفوز ثمين (3 – 1) على مضيفه قادش الوافد حديثا إلى دوري الأضواء. وقلب إشبيلية، بطل الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” ووصيف بطل الكأس السوبر الأوروبية الخميس أمام بايرن ميونخ بطل دوري الأبطال 1 – 2 بعد التمديد، الطاولة على مضيفه الذي افتتح التسجيل بواسطة سالفادور سانشيس بونسي وحول الهزيمة إلى فوز بنتيجة 3 – 1.
ولم يكن سواريز وحده الذي أراد توجيه رسالة إلى المدرب الجديد لبرشلونة رونالد كومان، فقد كان التألق أيضا من نصيب لاعبي إشبيلية منير الحدادي والكرواتي إيفان راكيتيتش العائد بقوة إلى فريقه الإسباني، واللذين انتفضا بهدفين مباغتين في غضون 6 دقائق من الوقت البديل (90 و90 + 6).
وبهذا الفوز العصيب يحقق إشبيلية أكثر من فائدة، ذلك أنه رفّع من معنويات الفريق بعد أيام من خسارة لقب السوبر الأوروبي على يد بايرن ميونخ الألماني (2 – 1)، كما أن الفوز منح كتيبة المدرب جولين لوبتيغي 3 نقاط ثمينة في بداية مشواره في الموسم الجديد بالمسابقة المحلية، ليحتل الفريق المركز العاشر مؤقتا، إلى حين خوض مواجهتيه المؤجلتين.