الرعب يجتاح مدينة ذمار.. قتلى وجرحى في هجمات الكلاب المسعورة و”يمن الغد” تنشر التفاصيل

يمن الغد / عبد الرب الفتاحي – خاص

 توفى عدد من المواطنين في مدينة ذمار جنوبي صنعاء من قبل كلاب ضالة بعد إصابتهم بداء الكلب وتأخروا في تلقي العلاج.

 ويتعرض مواطنين لهجمات الكلاب في مناطق مختلفة من المدينة حيث تنتشر الكلاب بشكل كبير وتعد الكلاب الضالة من أخطر مايهدد الناس بمختلف فئاتهم العمرية في هذه المدينة .

* رعب قائم.. 

قد تتسبب عضة الكلب المصاب الى الوفاة خاصة في ظل اهمال البعض أنفسهم على اعتبار أن  ذلك لا يتعدى سوى الم العضة  حسب اعتقادهم  لكن كثيراً ماتسوء حالاتهم .

وتحدث مواطنون لـ”يمن الغد” عن أن وجود الكلاب بذلك الانتشار المخيف في المدينة يهدد قاطنيها؛ اذ تقوم الكلاب الضالة من حين لأخر في الإعتراض للمارة ومحاولة عضهم كما تتجمع حول أي شخص يقترب من بعض الأحياء توجد فيها .

خلال الثلاثة الأشهر الماضية توفى خمس أشخاص بينهم طفلين بعضات الكلاب المسعورة حراء التأخر في نقلهم الى المراكز الصحية في المحافظة لكن هناك من يعتقد أن العدد قد يكون أكثر بكثير من هذا العدد.

الإنتشار الكبير للكلاب في مدينة ذمار أصبح ظاهرة مقلقة ومزعجة وتهدد حياة الناس لما تمثله من خطر في حال كانت مصابة بداء الكلاب وتتسع عملية عضها للناس ومطاردتها لهم بحيث أصبح عددها الكبير أخطر مايعانيه الناس ويخوفون منه.

* ماهو داء الكلب..

داء الكلب هو مرض فيروسي يسبب التهاب حاد في الدماغ ويصيب الحيوانات ذات الدم الحار وهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من فصيلة إلى أخرى من الكلاب إلى لإنسان وينتقل غالباً عن طريق عضة من الحيوان المصاب.

يؤدي داء الكلب للوفاة عندما يصيب الإنسان بمجرد ظهور الأعراض إلا في حال تلقيه الوقاية اللازمة ضد المرض، وهو يصيب الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض ثم الوفاة.

ينتقل فيروس داء الكلب إلى الدماغ عبر الأعصاب المحيطية، وغالباً ما تستغرق فترة حضانة المرض عدة أشهر حسب مسافة وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي تبدأ الأعراض بالظهور بمجرد وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي ولا يمكن معالجة العدوى ويؤدي غالباً إلى الوفاة خلال بضعة أيام.

 يقول الدكتور محمد حسين ناصر لـ”يمن الغد” إن الأعراض المبكرة لداء الكلب هي الشعور بالضيق والصداع والحمى التي تتزايد لتتحول إلى ألم حاد وحركات عنيفة وتهيّج لا إرادي وكذلك  الاكتئاب ورهاب الماء أو الكلَب.

وأضاف الدكتور أن المريض ينتابه  في النهاية نوبات من الجنون والخمول و يؤدي ذلك إلى غيبوبة. وعادة ما يكون السبب الرئيسي للوفاة هو قصور التنفس.

وقال الدكتور ” داء الكلب خطير ووجود الكلب المصاب  دون القضاء عليه سيؤدي لقيامه بالعض وبذلك سيكون هناك ضحايا كثيرون .

وأضاف أن الكلب عندما يواجه كلب أخر ويعضه فهو ينقل هذا الفيروس الخطير وبذلك تتوسع عمليا انتشار الكلاب المصابة وهذا سيجعلها تمارس العض بشكل غير إرادي فهي مضطرة لذلك بناء على ماتعانيه.

تؤكد تقارير طبية أن داء الكلب يؤدي  لوفاة خمس وخمسين ألف 55,000 شخص تقريباً في جميع أنحاء العالم  95٪ منهم في آسيا وأفريقيا. تقريبا 97٪ منهم يتوفّون بسبب عض الكلاب

في بعض الدول تم مراقبة الحيوانات واجراء برامج التطعيم للقضاء على الكلاب المحلية الحاملة للمرض.

 وفي بعض الدول كأستراليا واليابان، تم القضاء على الحيوانات البرية الحاملة لداء الكلب بشكل تام  في حين تم القضاء على داء الكلب المعروف في المملكة المتحدة ، حيث تمّ العثور على خفافيش مصابة  بفيروس مشابه في البلد في حالات نادرة.

* الهلوسة..

عادةً تكون الفترة بين الإصابة وبداية ظهور الأعراض المشابهة للأنفلونزا ما بين ( 2-10) أسابيع، لكن فترة الحضانة حسب ما تم توثيقه فإنها يمكن أن تكون قصيرة بقدر 4 أيام أو أطول من 6 أعوام وذلك يعتمد على مكان وخطورة الجرح الملقّح وعلى كمية الفيروسات التي دخلت.

بعدها مباشرة تتوسع الأعراض لشلل طفيف أو جزئي و قلق وأرق وارتباك وهيجان وسلوك شاذ وزور (جنون الارتياب أوجنون العظمة) و رعب وهلوسة تتطور الى الهذيان.

 أطلق على داء الكلب أيضاً “رهاب الماء” وذلك لأن ضحاياه المصابون بالشلل الموضعي والغير قادرين على الابتلاع عُرف عنهم  بتهيّج عند رؤية الماء بعد ظهور أول الأعراض والوفاة تحدث في الفترة من ( 2-10) أيام، فما أن تظهر الأعراض تصبح إمكانية البقاء نادرة حتى مع تعاطي الدواء الخاص والعناية المركزة .

* انتشار مخيف..

يعلق المواطن زيد عبد الله علي في حديثه لـ”يمن الغد” بأن وجود الكلاب في المدينة على أنه مقلق وهناك من تعرض للاعتداء من الكلاب خلال سيره حيث تتحرك الكلاب حسب حديثه  بشكل جماعي وتحاصر بعض المارة والذين يكونون بمفردهم .

ويرى زيد عبد الله أن  هيجان الكلاب يكون غالبا غير مبرر فالناس لايعتدون عليها وهي موجودة وتتكاثر وصار وجودها منتشرا في معظم أحياء المدينة بطريقة مخيفة ومرعبة .

وحدد زيد مناطق انتشار الكلاب بإنه يشمل المدينة كلها حيث أنها توجد في داخل المدينة بشكل أقل لكنها في الأطراف وبعض المناطق تنتشر بشكل كبير خاصة في المناطق التي توجد بها بقايا الطعام وبراميل القمامة .

* الاطفال في خطر..

المواطن مروان سعيد أحمد أحد سكان ذمار تحدث لـ”يمن الغد” عن خطر الكلاب على الاطفال الذين يتعرضون كثيرا للمطاردة من قبلها واحيانا يتعرضون للعض.

وأفاد أن الاطفال هم الفئة الضعيفة وغير القادرة على مواجهة الكلاب التي صارت خطيرة في المدينة .

وحسب تعبيره فالكلاب تثير الخوف والرعب في نفوس الأطفال وتولد لديهم التوتر وتجعلهم غير قادرين على التحرك .

وأضاف أنه شهد أكثر من مرة أطفال يصرخون ويهربون وهم مذعورين من الكلاب وهي تطاودهم وأحيانا يسقطون من شدة خوفهم .

أما قحطان علي أنور فهو يرى أن الكلاب تهدد الجميع وهي تهاجم الناس في أي وقت وبعضها لن تستطيع مواجهته حتى ولو رميت عليه الأحجار .

وأشار الى أن الكلاب أحيانا تتحرك بالصمت وتقوم بعض الأشخاص من الخلف دون أن تصدر أي صوت وهذا وفق رأيه هو الأخطر .

وقال قحطان لـ”يمن الغد” أنه من الصعوبة أن يسير الناس في مدينة ذمار دون   خوف من الكلاب التي تتوزع في المدينة وهي بذلك الحجم الكبير والانتشار الكثيف .

* الحوثيون لادور لهم..

يتحدث بعض المواطنين أنهم لم يلاحظوا أي تحرك للحوثيين في مواجهة الكلاب أو يقومون بإتخاذ أي اجراء لوقف انتشار الكلاب بهذا الحجم .

وأفاد المواطنون أنه في فترة  نظام علي عبد الله صالح كانت السلطات المحلية والطبية تعمل على التقليل من عدد الكلاب من خلال تسميما ونقلها عبر الشاحنات لخارج المدينة

وكشف اشخاص رفضوا الكشف عن أسماءهم  أن دور جماعة الحوثيين في مواجهة الكلاب معدوم  وأنهم لايقومون بأي اجراء في مكافحة انتشار الكلاب الضالة وهم لايعنيهم مثل هذا الأمر.

Exit mobile version