يمن الغد / عبد الرب الفتاحي – خاص
يبرز التحشيد لحزب الاصلاح الاخواني للتغلغل داخل مناطق جنوبية الى؛ وذلك في محاولة لاستهداف مدينتي عدن ولحج.
مؤخرا ساد التوتر منطقة الصبيحة بعد أن حاول اللواء الرابع بقيادة أبو بكر الجبولي الانتشار في فيها وفي ظل الخطوة التي قام بها نائب الرئيس الجنرال علي محسن المحسوب على الاخوان بتشكيل محور في المنطقة بقيادة العطوي والذي عين قائداً للواء التاسع مشاة ..
* تطويق عدن ولحج..
بدأ حزب الإصلاح من خلال محوره العسكري في تعز بتنفيذ الخطة التي أعدت للسيطرة على منطقة الصبيحة في محافظة لحج ذات الأهمية الإستراتجية فهي تُحكم السيطرة على الخط الرئيسي نحو الساحل الغربي وهي تتحكم بكل من عدن ولحج والضالع فالقوة التي تمتلك نفوذا في الصبيحة تظل صاخبة اليد الطولى في الجولة الحاسمة من جوالات الصراع .
ويرى العقيد المتقاعد مهدي علي عطا أن خطط الأخوان في محاولة تمكين وجودها في الصبيحة لوضع يدها الطولى على جميع المناطق الجنوبية واسقاط عدن ولحج وقطع حركة أي امداد عسكري من مناطق محددة تدعم المجلس الانتقالي .
وأضاف العقيد مهدي لـ”يمن الغد” أن حركة الإخوان تنم عن نشاط ومحاولات كبيرة لفرض وجود خاص سواء على المستوى العسكري في جميع المناطق اليمنية وتحكمهم بكل القرارات العسكرية والسياسية وتنفيذ مشروعهم الخاص المعادي للمشروع الوطني والذي لا يختلف عن أي مشروع مليشياوي .
وفي المقابل تحرك المجلس الانتقالي وعزز التواجد العسكري في منطقة الصبيحة وبدأ الاستعداد لدى الانتقالي في المواجهة.
وحسب ما قاله الرائد ابراهيم عبد الله الصبيحي لـ”يمن الغد” فإن توجد الأخوان هو لخلق صراع اجتماعي داخل بنية المجتمع الصبيحي لفرض حالة من النزاعات الداخلية.
وأشار ابراهيم الى أن لحزب الاصلاح نفس المخطط الذي نفذه في مأرب وتعز من خلال خلق نوع من الصراعات والتفككات في الواقع والسياسي ووضع شخصيات تابعة لتوجهاته في اختراق المناطق المدنية والعسكرية.
* مواجهة الانتقالي..
الصبيحة هي بوابة المناطق الجنوبية وهي ليست تحت نفوذ حزب الاصلاح وهذا مايدركه قادة الحزب السياسيين والعسكريين حيث توجد للمجلس الانتقالي حضور عسكري في المنطقة وذلك لتأمين عدن ولحج.
أبو بكر الجبولي الرجل الذي كان يعمل في الجانب التربوي بدأ الزخف باتجاه الصبيحة من خلال اللواء الرابع وذلك بعد أن تم منحه رتبه عسكرية.
فكرة التوسع بلورها حزب الاصلاح وإحتفظ بها عندما استطاع السيطرة على مساحة كبيرة من محافظة تعز ونقطة الصراع التي عمقت ذلك هو حين شعر أن وجوده لن يتحقق مالم يرتب أوراقه للمواجهة وذلك منذ وقت مبكر فمع المواجهات التي كانت تندلع مع كتائب أبو العباس واللواء 35 مدرع بقيادة عدنان الحمادي وتمكن الاصلاح بعدها من حسم كل معاركه لينفرد بالسيطرة على تعز.
يوضح عصام عبد الكريم وهو ناشط سياسي أن تفكير الاصلاح ينصب حاليا في العبور من خلال الثغرات وأذكى الصراعات وشحن الناس للإقتتال وتحميل الأخريين كل الخطاء .
ورأى عصام أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن لدى حزب الاصلاح مخطط كبير يتضمن فرض وجوده من خلال الاقتتال القبلي لقبائل الصبيحة بينما سيكون هو الداعم والمتحكم بسير المعركة وتحقيق أهدافه من خلال طبيعة وحجم الخسائر .
* مواجهة القوات المشتركة..
العقيد مهدي على عطا يرى أن حزب الاصلاح متخوف كثيرا من وجود قوات تابعة للقيادي طارق عفاش على الساحل الغربي حيث يتصور أن تلك القوات ستقف أمام مشروعه المعادي.
ويربط مهدي تحركات الإصلاح بمحاولاته السيطرة على الصبيحة وذلك لمحاصرة تلك القوات المشتركة وإضعاف تحركاتها ومواجهتها.
ولعل وجود خط المواصلات ووجود الدعم للقوات المشتركة يمر من خلال مناطق تقع تحت نطاق منطقة الصبيحة وهو مايدفع الإصلاح في محاولته السيطرة على الصبيحة.
لكن السياسي عصام عبد الكريم تحدث لـ”يمن الغد” ويرى أن معركة حزب الاصلاح ومع عائلة علي عبد الله صالح قديمة حيث يتخوف حزب الاصلاح من أن يتمكن طارق من تعزيز وجوده بشكل كبير وهذا سيجعل هناك محاولات في المستقبل للمواجهة حيث يدرك الاصلاح ماقام به في اسقاط صالح من أجل تنفيذ مشروعه .
وأشار عصام الى أن علي محسن كشف في الماضي عن دور أبناء صالح والقريبين منه في تغير نهج صالح وعدم اعتماده على محسن وهذا ماجعل محسن يقوم بالانقلاب عليه وتركه .
وقال ” المعركة بين الاصلاح وعلي محسن من جهة وبين طارق عفاش والمجلس الانتقالي من جهو ثانية حيث يتخوف الاصلاح من أن يقف الانتقالي وطارق ضده وفي وقت واحد إذا أقتصت الضرورة .
* مابعد السيطرة على تعز..
كان الاصلاح يخفي مخططه في تعز من خلال ألة أعلامية كبيرة صورت الحرب في تعز على أنها بقيادة الحزب الذي يذود عن المدينة ويحميها لكن لم يكن لحزب الاصلاح أي دور في تحرير الكثير من المناطق وكان يعمل على تجنيد أعضاءه ووضعهم بعيدا عن المعارك التي كانت تدار لتحرير المناطق الشرقية والغربية .
وبينما كان السلفيون واللواء 35 يقودون المعركة فإن حزب الاصلاح كان يرسل شيخه حمود سعيد للمناطق التي تحررت بعيداً عن تدخل قيادات وأفراد حزب الاصلاح ليتم أخذ الصور بحضور قيادات اخوانية وذلك للتأثير على الجمهور وخداعه أن الاصلاح حاضراً وقوي بدرجة يختلف بها عن القيادات الموجودة..
كانت قيادات الاصلاح السياسية والعسكرية يحصلون على السلاح والأموال من التحالف ليتم وضعها تحت السيطرة الكلية لقياداته و التي توزعت في عدة ألوية وتم حرمان اللواء 35 من أي دعم وهذا ماجعل العميد عدنان الحمادي حسب بعض المصادر يطلب من الرئيس عبد ربه منصور معرفة أسباب الدعم المباشر الذي تقدمه السعودية لحزب الاصلاح بينما تحرم ألوية عسكرية منها اللواء 35.
بعد المعارك التي قام بها حزب الإصلاح بالويته العسكرية في تعز ضد كتائب أبو العباس وتصفيه العميد عدنان الحمادي من قبله وذلك لضمان السيطرة على الحجرية واخضاع اللواء 35 للسيطرة الكلية للحزب تغيرت المعادلة وبات هناك سيطرة الكلية له على تعز وريفها وصار يفكر بالإتجاه للصبيحة وذلك للتوسع نحو عدن ولحج وفرض سيطرته على معظم المناطق الجنوبية.
* معركة الإصلاح الأخيرة
تتصاعد تحذيرات من انه في حال تمكن حزب الاصلاح من السيطرة على الصبيحة وطوق عدن فإن ذلك يعني أنه تمكن من تجاوز كل خصومه.
الرائد ابراهيم عبد الله الصبيحي إعتبر أن حزب الاصلاح كان معد خطته للسيطرة على عدن من اتجاة الشرق وذلك بعد أن حاول الهجوم على القوات من شبوة وأبين .
وأضاف ابراهيم لـ”يمن الغد” هذا المخطط فشل وبذلك تعرض مشروع حزب الاصلاح للفشل .
وأشار الى أن مخطط حزب الاصلاح يقوم بمحاولة تفكيك منطقة الصبيحة لتكون ضمن مشروعه في مواجهة الانتقالي وطارق عفاس .
وقال ابراهيم” حزب الاصلاح فطن في الاعتماد على القبائل في مواجهة أي خصم فهو من كان يدعم اختطاف السواح وذلك للإضرار بنظام صالح واحراجه وهو من كان يدعم بعض القبائل في انطفاء الكهرباء في فترات صالح لسياسة معينة له ولذلك هو سيعتمد على الصبيحة في مواجهة خصومه”