فصائل الإصلاح تُدير شبكات تهريب وتحول المدينة لساحة حرب
تقرير خاص
أصبحت محافظة تعز غربي اليمن مرتعًا خصبا لفوضى صنعتها المليشيات الإخوانية لتعزيز هيمنتها على المحافظة، وتعزيز نفوذها…
* ورقة رابحة لاسرائيل..
يضع المحلل السياسي ياسين عبده يده على مكان الوجع، كاشفا عن جوهر المشكلة بمحافظة تعز؛ اذ يشير في حديثه لـ”يمن الغد”، الى ان سلطة جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة بحزب الإصلاح تنفذ قراراتها باسم الشرعية وليس للحكومة من سيادة في مؤسساتها سوى اوراق رسمية حبيسة الادراج فيما سلطة الامر الواقع تزداد قبضتها يوما بعد يوم.
ويقول المفكر المصري سامح عسكر في حديث لـ” يمن الغد” الى ان هناك قوى اقليمية حريصة على أن تظل ورقة الإخوان متاحة لهذه القوى ولاسرائيل في أي خلاف مستقبلي مع المملكة العربية السعودية ومصر..
يقول الناشط محمد الحسني ان سياسة جماعة الاخوان لاتختلف بخبثها كثيرًا عن مليشيات الحوثية.
واشار الحسني في حديث لـ” يمن الغد” الى ان انتهاكات الاخوان بتعز تُفسِح المجال أمام الفوضى الأمنية والمجتمعية..
* معارك جانبية..
يتحدث احد المواطنين بمديرية جبل حبشي عن فوضى الاصلاح بتعز، مشيرا الى اكثر من 300 منزل تم نهبه اكثرها منازل تجار بتعز.
وقال لـ” يمن الغد” ان كثير من المواطنين ضافوا ذرعا بانتهاكات مليشيا الاخوان.
ونفذ سكان بلدة “البيرين” والقرى المجاورة لها، جنوبي تعز، وقفة احتجاجية، أعلنوا فيها رفضهم المطلق للتحركات الإخوانية في نشر العنف والفوضى، والسطو على المحلات التجارية تحت قوة السلاح.
وقال بيان صادر عن الوقفة، إن المليشيا الإخوانية قامت أواخر الأسبوع الماضي، بإطلاق النيران والقنابل على محطة بنزين “البيرين” ونهب كافة محتوياتها.
واتهم البيان، مليشيا الحشد الشعبي الإخواني، بنهب الأموال في محطة البنزين والتي تقدر بملايين الريالات، وإطلاق الرصاص على كاميرات المراقبة في المستودعات التجارية قبل تنفيذ أعمال نهب واسعة.
واعتبر البيان، أن الأعمال التي تقوم بها العصابات المسلحة الموالية لحزب الإصلاح، تهدد مناطقهم الريفية الآمنة والسلم الاجتماعي.
وطالب سكان البلدات الريفية محافظ تعز نبيل شمسان، والجهات الأمنية بسرعة إلقاء القبض على العصابات الإخوانية وكافة المتهمين في أعمال النهب.
وخلال الفترة الماضية، سعت المليشيا الإخوانية لتفجير الوضع عسكريا في مدينة التربة وبلدات الحجرية، جنوبي تعز، ضمن مخطط ممول قطريا، لحرف مسار المعركة الأم مع المليشيا الحوثي، وفتح معارك جانبية ضد قوات اللواء 35 مدرع بالجيش الوطني.
* فوضى مستمرة..
وفي ظل الفوضى الامنية اندلعت اليوم الأحد، اشتباكات عنيفة بين فصيلين تابعين لمليشيا الإخوان وسط محافظة تعز.
وأوضحت مصادر محلية، أن الاشتباكات المُسلحة اندلعت بين عناصر تابعة للمدعو غزوان المخلافي، المُقرب من مرشد الإخوان في المحافظة المدعو عبده فرحان “سالم”، وعناصر تابعة للقيادي غدر الشرعبي.
وبّينت أن الاشتباكات اندلعت في شارع المُغتربين، وامتدت حتى جولة سنان، مشيرةً إلى أن أعداد القتلى والجرحى لم يتم حصرها؛ بسبب حدة الاشتباكات.
يشار إلى أن هذه الجولة من الاشتباكات بين الفصيلين هي الثالثة منذ فبراير الماضي، حيث تعود سببها إلى الكمين الذي تعرض له المدعو غزوان من قبل مُسلحين تابعين لـ غدر الشرعبي وتم على إثرها بتر أحد قدميه.
* خطر حقيقي..
وقال البرلماني المصري المعروف مصطفى بكري ان الأمن القومي العربي بات مهدداً بتدخل تركي قطري ومدعوم إيراني بالتأكيد لأن الثلاثة دول باتت لها قواسم مشتركة…
وأضاف بكري في تصريحات نشرتها وسائل اعلامية: “لدينا ثلاثة مشاريع: المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف العربي، والمشروع الإيراني الداعم للحوثيين بوضوح، ولدينا المشروع الجديد القديم، المشروع القطري التركي والذي يطمح بإعادة الدور التركي إلى هذه المنطقة بالتحديد”.. مشدداً على أن “المخطط التركي القطري للسيطرة على تعز ومنطقة الحجرية ومضيق باب المندب هو الخطر الحقيقي الموجود”.
وحذر من خطورة المشروع القطري التركي في اليمن وعلى وجه الخصوص في منطقة الحجرية بمحافظة تعز والذي يهدف إلى تمكين تركيا وقطر من السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي وتعريض الأمن القومي المصري والعربي للخطر عبر مليشيات الإخوان المسلمين والحشد الشعبي التابع للقيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي.
* فصائل الارهاب..
يؤكّد مراقبون أنّ الفوضى الأمنية تهدف إلى ضمان هذه الفصائل الإرهابية تعزيز سيطرتها وهيمنتها على مناطق هامة بتعز.
وتدير قيادات الإخوان في تعز العديد من شبكات التهريب سواء الأسلحة أو المخدرات، وهو ما يدر عليهم ثروات مالية ضخمة، مستغلين الفوضى الأمنية الحادة التي ضربت المحافظة.
وتعتبر محافظة تعز من أكثر المناطق التي تدفع كلفة باهظة جرّاء خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية، وكثيرًا ما تشهد اعتداءات وجرائم إخوانية تعمد إلى تقوية هذه الفوضى.
هذه السياسة الإخوانية الخبيثة ترتكبها وتتقاسمها معه المليشيات الحوثية الموالية لإيران التي تحرص هي الأخرى على إفساح المجال أمام الفوضى الأمنية لتُسجِّل حضورًا طاغيًّا يستهدف المدنيين في المقام الأول.
* عظمة في الحلق..
يتسائل المفكر المصري سامح عسكر: هل رأيتم مرة دولة إسرائيل تنتقد حركة الإخوان المسلمين؟..هل رأيتم نتنياهو يعترض على إخوان ليبيا ويحذر من خطورتهم؟..هل رأيتم إسرائيل تتدخل في الصراع التركي المصري؟..في المقابل كم مرة ضبطت إسرائيل وهي تتعاون مع إخوان سوريا ضد الجيش ومع مسلحي جبهة النصرة في القنيطرة ودرعا؟
ويقول: إسرائيل يهمها أن يبقى الإخوان (عَظمة في حلق) مصر وسوريا، كي نحتاج إليهم باستمرار، وأن تظل ورقة الإخوان متاحة في أي خلاف مستقبلي بين الدولتين..
ويضيف: هل رأيتم روسيا تنتقد حزب نصر الله؟..هل رأيتم بوتين يعترض على الحزب ويحذر من خطورته؟..هل رأيتم روسيا تتدخل في الصراع بين إيران وإسرائيل أو بين لبنان وإسرائيل؟..في المقابل كم مرة ضبطت روسيا وهي تتعاون مع حزب نصر الله ومديح خاص من لافروف لزعيمه؟..وكم مرة أعلن الحزب عن سلاح روسي بيديه يهدد إسرائيل المفترض أنها صديق لروسيا والشعب الأرثوذكسي بكنيسته الشرقية؟
موضحا بان روسيا يهمها أن يبقى الحزب اللبناني قويا كي يظل نتنياهو بحاجة إلى بوتين دوما، وأن تظل ورقة شيعة لبنان متاحة في يد الروس للتنسيق مع إسرائيل وإجبارها على عدم تهديد نفوذها في سوريا..
ويشير الى النموذج الثالث وهو أمريكا مشهور للعلن وكيف أنها توظف حركات الإسلام السياسي ضد خصومها من أفغانستان لسوريا لتركستان وليبيا حسب تعبيره.