تقرير خاص
تحاول المليشيات الاخوانية بمحافظة تعز غربي اليمن تبرير انتهاكاتها عبر إدعاء فرض الأمن في المحافظة، لكنّ قصص مأساوية تنضح بالفوضى والعبث في الوقت نفسه تزيح الستار عن ارهاب يختمر في مدينة منكوبة بـ”الاخوان”..
هذه المليشيا الارهابية أفسحت المجال أمام فوضى امنية على صعيد واسع في محافظة تعز.
* ضياع 60 قضية..
يتحدث المواطن صدام عبدالغفور من مديرية جبل حبشي عن ضياع ملف قضيته في ادارة امن المديرية بدعوى الاشتباكات التي حصلت لازاحة العقيد توفيق الوقار ..
يتسائل صدام في حديثه لـ”يمن الغد”: من اين لي ان اتي بالشهود حاليا وقد كان الملف مكتملا باقول الشهود ومن سيدفع تكاليف خروج مكلفين لمعاينة المنطقة التي جرى فيها الاعتداء على ولدي واصيب في الواقعة..
ويشير الى ان الملف كان مكتملا الا ان فوضى الاخوان تسببت بضياع ملفات لـ 60 قضية..
* مداهمات مستمرة..
لم تهتم مليشيا الاخوان المغتصبة للسلطة في تعز بقضايا المواطنين بقدر ما يهمها ازاحة الخصوم وفرض قبضتها الامنية..
حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت منازل واغلقت متاجر في منطقة يفرس مركز مديرية جبل حبشي غرب تعز الاحد الماضي.
يقول مصدر محلي لـ”يمن الغد” ان حملة امنية لمليشيا الحشد الشعبي اعتقلت ستة مواطنين بعد اقتحام منازلهم وترويع النساء والاطفال الأمنين، واغلاق متاجر آخرين من ابناء منطقة يفرس، بذريعة جلساتهم و تعاطيهم القات مع العقيد توفيق الوقار خلال سنوات ادارته السابقة لشرطة أمن المديرية.
وفي السياق حذر الناشط السياسي محمد الحسني في حديثه لـ”يمن الغد” من تداعيات مغبة الاعتقالات ومداهمات المنازل في جبل حبشي وقال ان تلك الحملات من شأنها تمزيق النسيج الاجتماعي بالمنطقة كون المحرضين والقائمين عليها مكشوفين من ابناء المديرية نفسها، وما سيترتب علية من اثارة الاحقاد والثارات بين ابناء المديرية.
وكانت مليشيات الحشد الاخواني وقوة عسكرية مشتركة هاجمت في 9 اغسطس الجاري مركز مديرية جبل حبشي واستخدمت في حملتها الدبابات والمدرعات وعشرات الاطقم العسكرية واقتحمت نقط امنية في مفرق جبل حبشي ومبنى ادارة امن المديرية وقتلت العشرات من رجال الامن والمواطنين بهدف ازاحة مدير امن المديرية الوقار وتعين خلافا له من الموالين لها.
ونشرت عشرات النقط الأمنية من مدخل المديرية وحتى حدودها مع مليشيات الحوثي لتأمين صفقات تهريب المشتقات النفطية والسجائر المهربة لمناطق سيطرة الحوثي.
* الطريق الى كابول..
المليشيات الإخوانية دأبت على مدار السنوات الماضية على إفساح المجال أمام تفشي الفوضى الأمنية في محافظة تعز، من أجل العمل على تعزيز هيمنتها على المحافظة، التي يتقاسم فيها حزب الإصلاح سيطرتها مع المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
ونجحت المليشيات الإخوانية في مخططها الخبيث الذي عمد إلى التوسُّع في أعمال النهب والسطو في تعز عبر عصابات تقطع تابعة لحزب الإصلاح، تعيث في الأرض إفسادًا.
وفي الغضون حذر المحلل السياسي خالد بن طالب من تصاعد البلطجة والعنجهية الاخوانية بتعز بالتزامن مع افساح المجال لنشاط العناصر التخريبية والمتشددة دينيا..
واشار في تصريح لـ”يمن الغد” الى ان تعز في طريقها الى كابول بفعل التساهل مع سيطرة نفوذ الاخوان هناك..
* اقتحام مكتب الصحة..
وطوال الفترة الماضية، دأبت عناصر المليشيات الإخوانية، المنضوية تحت لواء ما يُسمى الجيش الوطني، على ارتكاب أعمال نهب وسطو على ممتلكات سكان تعز، ضمن فوضى أمنية ومجتمعية تعانيها المحافظة على صعيد واسع.
وفي أحدث حلقات هذا الواقع الغاشم، هاجم مسلحون مجهولون، السبت، إحدى الصيدليات بوسط مدينة تعز، على الرغم من المزاعم الإخوانية بضبط الأمن.
وأطلق المسلحون وابلًا من الرصاص على صيدلية الدكتور محمد عبد الرحمن الكمالي، الواقعة في شارع التحرير الأسفل وسط مدينة تعز، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
وهاجم المسلحون الصيدلية رغم الانتشار العسكري لما يسمى بالحملة الأمنية، التي أطلقتها مليشيا الإخوان قبل أيام، بحجة تعقب المطلوبين أمنيًا.
يأتي هذا فيما رجّحت المصادر، أن يكون الهجوم بمثابة رسالة للدكتور الكمالي، الذي اعتاد مؤخرًا على انتقاد مليشيا الإخوان، والوضع المزري الذي تعيشه المدينة الواقعة تحت سيطرة هذه المليشيات.
وفي تطور لاحق نهب مسلحون يتبعون مليشيا الإخوان الإرهابية، صباح الاثنين، سيارة إسعاف لمكتب الصحة في محافظة تعز، من حي الروضة.
وقالت مصادر محلية إن عملية نهب سيارة الإسعاف تزامنت مع اقتحام مسلحين مكتب الصحة في حي الأشبط، بالمحافظة وطرد موظفيه.
وأضافت أن المعتدين على مكتب الصحة، داهموا مخازنه وأغلقوها عنوة، تحت تهديد السلاح.
وفي الغضون كشف مكتب الصحة في محافظة تعز، كواليس واقعة الاعتداء على موظفيه، وسرقة سيارة إسعاف وإغلاق مخازن إمداداته.
وقال في بيان، إن المكتب تعرض لاعتداء غاشم من مسلحي وحدات عسكرية تتبع مليشيا الإخوان الإرهابية.
ولفت البيان إلى طرد الموظفين وإهانتهم في وجود ممثلي منظمات دولية ومحلية، بقوة السلاح، مشيرا إلى الاستيلاء على إحدى سيارات الإسعاف والطوارئ التابعة للمكتب أثناء تأديتها مهامها.
وأوضح أن العناصر الإرهابية اعتدت على مخازن الإمداد والتموين الطبي في الحصب، وطردت عامليها قبل إغلاقها.
وطالب بتشكيل لجنة حيادية من السلطة القضائية والعسكرية والأمنية والجهات الحقوقية والمعنية للتحقيق في الواقعة، واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المعتدين.
وأعلن مكتب الصحة في تعز، توقفه عن العمل إلى حين اتخاذ الإجراءات القانونية في الواقعة.