تقاريرملفات خاصة

سياسيون لـ”يمن الغد”: تعز تتعرض لمؤامرة خطيرة وهادي والتحالف شركاء فيها

الإصلاح حول تعز إلى قرية ويفرض السيطرة لصالح المشروع القطري الإيراني التركي

  • المال والدعم الذي قدمه التحالف لبعض الاطراف في تعز لمواجهة الحوثيين غير توازن القوى لصالح الإخوان
  • أصبحت المدينة منفصلة يعيش فيها مجتمعين مختلفين وتحت سلطتين كليهما تمارس نفوذها وفق ترتيبات خارجية ودعم ايراني وقطري وتركي

انعكست الحرب الدائرة منذ 6سنوات سلبا على تعز، منذ هذه الفترة غرقت المدينة بصراعات متعددة واغتيالات وتوسع نفوذ وسطوة وسيطرة حزب الاصلاح من خلال الاموال والسلاح المقدم له من التحالف وكرس كل الاهداف لتحقيق سيطرة متكاملة على نواحي الحياة في المدنية واضعا مصالحه وخططه أولوية.

يمن الغد – عبد الرب الفتاحي – خاص

تعز المنقسمة

منذ 2011 تعيش مدينة تعز التي تقع إلى الجنوب من صنعاء وضعا زاد من عزلها وفرض عليها أن تكون مسرح لصراعات متعددة.

صارت المدينة منقسمة لجزء شرقي يخضع لسيطرة الحوثيين وجزء غربي يحكمه حزب الاصلاح وذلك منذ أن بدأت الحرب في مطلع 2015.

 تبلورت طبيعة مختلفة لمدينة كانت موحدة والتنقل منها وأليها كان سهلا لكن في الوقت الحالي أصبح شارع القصر منطقة لفصل المدينة حيث يعيش فيها مجتمعين مختلفين وتحت سلطتين كليهما تمارس نفوذها وتوجهات وفق ترتيبات خارجية ودعم ايراني وقطري وتركي.

تعز تدفع الثمن

يؤكد الصحفي مرزوق ياسين في حديثه لـ”يمن الغد” أن تعز خرجت من الحرب أشبه بكعكة جرى تقاسمها بين أطراف متعددة.

وأضاف ياسين: تعز تدفع تمن مقاولات الحرب التي قبضتها القوى السياسية بدرجة رئيسة جماعة الاخوان التي اتجهت الى حروب عبثية جانبية.

خلال الفترة الماضية شنت جماعة الاخوان حربها على شركائها الذين واجهوا الحوثيين وطردتهم لخارج المدينة.

يرى مرزوق أنه ومن خلال هذا السلوك فإن جماعة الاخوان كشفت عن وجهها القبيح لإقصاء خصومها.

المال الذي أُعطي لبعض الاطراف من التحالف في تعز لمواجهة الحوثيين عمل على تغير توازن القوى لصالح حزب الإصلاح.

وهذا ماتطرق اليه مرزوق وأعتبره أنه السبب الرئيسي لما تعانيه المدينة حاليا.

من وجه نظر مرزوق فتعز دفعت ثمن كبير بعد سنوات من الحرب وتحولت إلى قرية وانتقلت منها الوكالات التجارية والشركات وهرول رأس المال للخارج.

اضطراب

سيطر حزب الاصلاح على المناطق التي حررها أبو العباس قبل عامين والتي شملت جامعة تعز والقاهرة والمدينة القديم وحي الجمهوري وكلية الأداب والجحملية.

يصف الكاتب بشير عثمان الوضع في تعز بالمضطرب ولم تتعايش مع الوضع.

ورأى بشير عثمان خلال حديثه لـ”يمن الغد”: أن مشكلة تعز ستظل قائمة مالم يتم اصلاح وضع الدولة وعلاقتها بالجنوب وتحرير ماتبقى من تعز”.

يعتقد الكاتب بشير عثمان أن الاخوان عامل صراع لان المجتمع حسب وجة نظره لم يعد يتقبلهم في اي مكان.

وأرجع ذلك نتيجة لاقصائهم الاخرين “الاخوان” وافتعال الصراعات البينية وتحكمهم بكل شيء وتأمرهم على الجميع.

السيطرة على باب المندب

فهد العميري أحد الناشطين السياسيين والذي تعرض لاعتداء وفقد أحد عيناه نتيجة نقده لممارسة حزب الإصلاح، يقول أن ما يحدث في تعز عبر عنه مستشار قائد المحور صراحة بانضمام الإخوان إلى المشروع التركي الذي تموله قطر بسخاء.

ويرى فهد العميري اثناء حديثه لمحرر “يمن الغد” أن هذا المشروع يسعى لزعزعة أمن واستقرار السعودية ودول الخليج وابتزازهم وتهديد الأمن القومي العربي والملاحة الدولية في باب المندب.

واضاف العميري “هناك مؤامرة وعقاب جماعي لتعز من قبل التحالف والشرعية ممثلة بهادي والاخوان والحوثيين”.

وأتهم العميري أن هذه القوى أفرغوا تعز من واقعها لما تمثله من حامل للتغير الثوري والوطني ولدورها في قيادة عمليات التغيير.

أزمة ثقة

الصحفي مجيد الضبابي هو الأخر أعتبر أن مايجري في تعز هو في عدم ثقة المواطن بالسلطة المحلية.

ويرى مجيد أن هذه السلطة تقول مالا تفعل وتقر بالشيئ وتعطي نقيضه.

يقول مجيد لمحرر “يمن الغد”: المحافظ ظل مغترب لفترة طويلة وعندما عاد الى تعز خاطبهم بأنه كان بعيداً عن تعز من أجل التنمية والمشاريع.

تابع مجيد حديثه قائلاً “المحافظ برر غيابه على أنه من أجل الامن ورواتب الموظفين واصلاح طريق هيجة العبد, ومشروع اصلاح وسفلتة خط تعز -التربة لكنها كلها كانت سراب ولا وجود لها”.

الاغتيالات والتصفيات

يعتبر فهد العميري أن صمت التحالف العربي هو الذي مكن الإخوان من ممارسة كل عمليات الاغتيالات والتصفيات والاقصاء والنفي لكل قادة الرأي وحملة مشاعل التغيير.

واضاف العميري لـ”يمن الغد” أن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على الجميع بما فيه الأمن القومي العربي والملاحة الدولية والاستقرار الأمني والسياسي في اليمن.

سيطرة الاخوان على الجيش

أما مرزوق ياسين فتحدث لـ”يمن الغد” عن سيطرة جماعة الاخوان على الجيش معتبراً ذلك الأمر الذي زاد الطين بلة وضاعف من معاناة أبناء تعز ومخاوف السعودية والامارت من التنظيم الدولي لجماعة الاخوان”.

من ناحية أخرى يحدد الكاتب فهد العميري العديد من المخاطر المهددة لتعز وأعتبر أن آثار ذلك ستمتد لتهدد استقرار السعودية وامن الملاحة الدولية.

وتطرق فهد لسيطرة الإخوان على المشهد ومهادنة الحوثيين ومن ثم عدم تحقيق أهداف التحالف العربي واليمنيين باستعادة الشرعية.

يقول العميري “يظل الحوثيون خنجر ايراني في خاصرة السعودية كما أن أمن الملاحة الدولية يظل تحت رحمة الإخوان وإيران وتركيا”.

انقسام مناطقي خطير

يرى الصحفي مرزوق أن جماعة الاخوان سعت للسيطرة على المناطق التي يطلق عليها محررة قبل التوجه نحو الحوثي.

وحدد مرزوق مايجري في تعز بالقول “مؤخرا انشأت حركة الاخوان المسلمين مليشيات ودربتها بتمويل قطري داخل معسكرات مايطلق عليه الجيش الوطني”.

وأضاف “بعد معارك أبو العباس اتجهت الجماعة الأن الى الحجرية للسيطرة عليها”.

وحذر من أن ذلك قد يؤدي الى انقسام مناطقي خطير وقد يدفع بالحجرية الى التمرد على هيمنة مناطقية يكرسها محور تعز والالوية التابعة له كما يقول عسكريون.ِ

 فهد العميري هو الأخر عاد ليؤكد مساعي حزب الاصلاح لإتمام السيطرة على تعز لصالح المشروع القطري الإيراني التركي.

وأضاف “الاصلاح يهدف للأضرار بالسعودية وبقية دول النفط وتجريف الوعي الوطني والثوري ونشر الجهل في مدينة الثقافة اليمنية وافراغها من كل الكفاءات”.

وأعترف العميري بأن الاخوان سيطروا على قطاعات مهمة كالصحة والتعليم بعد أن أصبح الجيش مجرد ذراع عسكري لهم.

المواطن يخاف من المسلحين

يؤكد الصحفي مجيد الضبابي أن الناس في تعز ليسوا راضين عن الواقع المعيشي ولا الوضع الامني الذي انعكس سلباً على حياة المواطن.

ويرى مجيد أن الناس في تعز أصبحوا مشغولين في حالاتهم وتوفير الاشياء الضرورية لأسرهم ولا يفكرون في الاعتراض أو الخروج في مظاهرات لانهم اصبحوا يخافون ان تلصق فيهم اي تهمة”.

واضاف “البعض يعتبر ذلك تحريض على السلطة وضد استقرار تعز أو أنه ينفذ اجنده خارجية”.

الخوف من انتقام المسلحين

حسب ما تحدث عنه الصحفي مجيد الضبابي فأن ما يجري في تعز دفع المواطن ليتغاضى عن بعض الجرائم والانتهاكات خوفاً من انتقام صاحبها ومرتكبيها الذين هم في الاساس منفلتين واستغلوا الوضع الامني لتنفيذ اطماعهم واعمالهم الخبيثة.

واضاف “هناك قيادات في تعز لديها جماعات مسلحة وهي تفعل ماتشاء بحجه ان هؤلاء كانوا في المقاومة وشاركوا في محاربة الحوثي”.

وأشار إلى أن هناك من يستحدث نقطة ويأخذ جبايات بمزاجه والمبرر انه ضحى وقاتل ويجب الان ان يأخذ الثمن”.

التقرير خاص لـ”يمن الغد”

زر الذهاب إلى الأعلى