صحفي أسير مفرج عنه: كنتُ شاهداً على وفاة 3 مختطفين وإصابة11آخرين بالجنون بمركزي صنعاء بسبب وحشية التعذيب

الأسير مساوى: رفضت الكتابة لوسائل إعلام الميليشيا، أو المشاركة في فعالياتها الطائفية، فتم اختطافي وتعذيبي وسجني 40 شهراً

جرى نقلي إلى أكثر من سجن، بينها مسجد في مدينة زبيد حوّله الحوثة إلى سجن سري

كان الحوثة يأتون بأب وولده، ثم يبدؤون بتعذيب الولد أمام والده، بقسوة لا مثيل لها، ما يجعل الأب يبكي ويتوسلهم

تم استدعائي من منزلي واختطافي، ثم جرى الإفراج عني في صفقة تبادل الأسرى؛ مقابل مقاتل حوثي تم أسره في جبهات القتال

اختطفت مليشيا الحوثي الانقلابية الصحفي علي مساوى (30 عاماً)، الزوج والأب لطفلين، من مكان سكنه في مدينة الخوخة، في 4 ديسمبر 2016، وأفرجت عنه في 26 نوفمبر الماضي، في صفقة تبادل بمقاتل حوثي تم أسره في جبهات القتال؛ في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي تمت بين المليشيا والحكومة الشرعية، بإشراف الأمم المتحدة.

قضى “مساوي” 40 شهراً في سجون مليشيا الحوثي، دون أن يرتكب جرماً. وخلال تلك الفترة الطويلة، تم نقله من سجن إلى آخر؛ ابتداء بـ “سجن مضمار الفروسية والهجن” في “الحسينية”، ومروراً بسجون المليشيا في مدينة زبيد، وسجن القلعة في الحديدة، وصولاً إلى سجنه الأخير في السجن المركزي في صنعاء. وخلال ذلك، كان “مساوى” شاهداً على عدد من القصص والمآسي المروعة في سجون المليشيا.

بدأ علي مساوى في سرد قصته من لحظة أسره. يقول لصحيفة “البيان” الإماراتية: “استدعاني المشرف الحوثي في المنطقة للحديث معه حول موضوع ما، فذهبت إليه ولم أرجع إلا بعد 40 شهراً”.

يفيد “مساوى”، أنه رفض الكتابة لوسائل إعلام ميليشيا الحوثي، أو المشاركة في فعالياتها الطائفية، فاختطفه الحوثيون إلى “مضمار الفروسية والهجن” في منطقة “الحسينية”، الذي أصبح سجناً في عهد الميليشيا، وهناك مكث ستة أيام، تعرض خلالها لتعذيب وحشي، ثم نُقِلَ إلى مدينة زبيد التاريخية، حيث جرى سجنه، مع آخرين، في أحد مساجد هذه المدينة، حولته المليشيا، أيضاً، إلى سجن سري.

ويضيف “مساوي”: “كان الحوثة يضعون مع المختطف الجديد الذي يصل المسجد أول مرة، معتقلاً آخر بجسد شبه مشلول وغارق بالدم، بعد أن عذبوه لساعات طويلة، ثم يقولون له: تأمله جيداً واعلم أننا سنعذبك أكثر منه في الغد”.

يتابع: “وكانوا يأتون بمعتقليَن، أب وولده، ثم يبدؤون بتعذيب الولد أمام والده بقسوة لا مثيل لها، ما يجعل الأب يبكي متألماً ويتوسلهم أن يعذبوه هو بدلاً عن فلذة كبده، أو يبعدوه عن المشهد، لكنهم لا يفعلون سوى الاستمتاع بمواصلة التعذيب”.

بعد ذلك، تم نقل “مساوى” إلى سجن القلعة في مدينة الحديدة، وهناك كان على موعد مع فصل آخر من فصول التعذيب الوحشي، حيث قضى خمسة أشهر يرزح في سلاسل وقيود غليظة حتى تفطرت ساقاه وتقيحت.

يستطرد: “في 5 يوليو 2018، أخذونا إلى السجن المركزي في صنعاء، وهناك كنت شاهداً على وفاة ثلاثة مختطفين، وإصابة 11 آخرين بالجنون والحالات النفسية، بفعل جرائم التعذيب التي مارستها الميليشيا عليهم”.

يمضي في القول: “وبعد مرور عامين من الإخفاء القسري، استطعت أخيراً أن أقابل زوجتي وطفلاي، ولكن من وراء القضبان وتحت حراسة مشددة. وفي 26 نوفمبر الماضي أفرج عني بعد مبادلتي بأسير حوثي مقاتل ليجتمع شملي بعائلتي في مدينة الخوخة”.

Exit mobile version