دراسة بريطانية الأولى من نوعها.. هكذا فعل “كورونا” باليمن
وجدت دراسة بريطانية جديدة، هي الأولى من نوعها تستخدم صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لتحليل المقابر أن الوفيات تضاعفت تقريبًا في عدن، مركز تفشي فيروس كورونا في اليمن.
وقالت الدراسة التي قام بها باحثون من كلية لندن للصحة وطب المناطق الاستوائية –وأطلع عليها “يمن مونيتور”- إن صور الأقمار الصناعية رصدت 2100 وفاة إضافية في مدينة عدن اليمنية الساحلية خلال فترة تفشي وباء كورونا.
يعطي هذا الكشف صورة للحجم الحقيقي للخراب الذي أحدثه الوباء في اليمن.
وتمكن الباحثون باستخدام صور عالية الجودة التقطت بالأقمار الصناعية من تحليل أنشطة الدفن بمعظم المقابر المعروفة في منطقة عدن (11 مقبرة) وأحصوا ما يقدر بنحو 2100 وفاة إضافية خلال فترة تفشي جائحة كورونا في الفترة من ابريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول.
وقالوا “هذا المجموع يفسر على أفضل تقدير بأنه الوفيات الناتجة عن (كورونا) كوفيد-19 والوفيات المرتبطة بشكل غير مباشر بالجائحة”. وأضافوا أن الوفيات غير المباشرة بالمرض هي الناتجة عن تعطل الخدمات الصحية أو الإجراءات التي ربما تسببت في صعوبة الحصول على الغذاء.
استخدم الباحثون إلى جانب صور الأقمار الصناعية، مصادر البيانات الرسمية والمقابلات مع باحثين في مدينة عدن لتحديد نشاط الدفن في جميع المقابر التي يمكن تحديدها داخل محافظة عدن.
وقالت الكاتبة الرئيسية للدراسة إميلي كوم بيسون (Emilie Koum Besson) من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: “في سياق مثل اليمن، فإن الإحصاءات غير موثوقة أو مجرد توقعات، وحتى الجهات الفاعلة على الأرض تواجه صعوبة في جمع بيانات دقيقة”.
وأضافت “يمكنك أن تقول أي شيء عن الوباء، لكن إذا لم تكن هناك بيانات عنه، فلا يمكنك معرفة تأثيره حقًا. يعد استخدام صور الأقمار الصناعية لإنشاء بيانات الصحة العامة علمًا جديدًا للغاية ونأمل أن يثبت فائدته في الأماكن المتأثرة بالنزاع “.
وقال البروفيسور فرانسيسكو تشيتشي الذي قاد دراسة إحصاء القبور إن الحصول على صورة دقيقة لأثر كورونا “ضروري من أجل مكافحة حكومية وإنسانية فعالة”.
وأضاف تشيتشي: “نعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام صور الأقمار الصناعية للمساعدة في نمذجة تأثير تفشي الأمراض المعدية. هذه التقنية الجديدة مثيرة للغاية للصحة العالمية. إذ يمكن أن يمهد التحليل عن بعد الطريق لتطوير بيانات صحية دقيقة في المناطق التي لا يكون فيها ذلك ممكنًا حاليًا، مما يوفر للمنظمات وصانعي السياسات أدلة جديدة لاتخاذ قرارات قد تنقذ الأرواح “.
لكن حتى يوم الثلاثاء، قالت الحكومة اليمنية إن إجمالي الحالات المؤكد إصابتها بكورونا –في مناطق سيطرتها ومنها عدن- (2060) حالة، منها (599) وفاة، و(1364) حالة تعاف. ويرفض الحوثيون نشر الإحصاءات.
وتوقع خبراء الشؤون الإنسانية والصحة العالمية أن يكون أثر الجائحة على اليمن كبيرا، فيما يرجع ضمن أسباب أخرى إلى الحرب المستمرة منذ خمس سنوات التي عطلت الخدمات الصحية الضعيفة أصلا بالبلاد وأدت إلى تزاحم ونقص في الأمن الغذائي وعطلت وصول المساعدات.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب في البلاد المستمرة منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء أواخر2014، وتشير تقديرات غربية إلى مقتل أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.