ذمار.. الغاز المنزلي كابوسا تفتعله سياسة التسلط

مواطنون يعلنون انعدام الثقة بالحوثيين ويؤكدون ان المليشيا ليست مؤتمنة على حياتهم وادارة الاقتصاد

اختفاء الاسطوانات وارتفاع الاسعار بالسوق السوداء وانقطاع الرواتب احال حياة المواطن الى جحيم

يمن الغد / عبدالرب الفتاحي – خاص

صار من الصعب على المواطن في محافظة ذمار أن يحصل على اسطوانة الغاز التي صار ثمنها باهضا ولا تتوفر في محلات البيع.

وتخضع تجارة الغاز لرغبات المتحكمين في السوق السوداء بحيث ارتفعت أسعار هذه المادة باضطراد ما خلق واقعا جعل حياة الناس مليئة بالضغوطات حيث صار المواطن لا يجد ما يساعده على توفير طعامه.

* الحطب الكراتين..

محمد هاشم حسان مواطن في عقده الخامس من سكان محافظة ذمار بالكاد يوفر اسطوانة غاز في كل ثلاثة أشهر.. ذلك وضعه أمام حالة يرثى لها من حيث واقع أسرته التي صارت تعاني أزمة في طهي الطعام.

الازمة دفعت محمد لشراء الحطب واحراق الكراتين لتحضير وجباته الغذائية.

انعدام الغاز لفترة طويلة جعل حياة محمد هاشم صعبة حيث سبب ذلك الكثير من الجهد على زوجته حسب تعبير محمد هاشم اثناء حديثه لـ”يمن الغد”.

يقول محمد “الغار لا يتوفر بشكل كبير وسعره مرتفع ولا يمكننا أن نحصل عليه بسهولة كما أن حياتنا لم تعد كما كانت نتيجة زيادة اسعار السلع وعدم حصولنا على الرواتب.

ويضيف لـ”يمن الغد”: أن جميع الناس في ذمار صاروا يجدون صعوبة في الحصول على الغاز باستمرار حتى محلات الغاز لا توفرها إلا بعد مرور وقت طويل قد تصل لثلاثة الأشهر.

وأرجع صعوبة الحصول على هذه المادة بسهولة هو في عدم توفرها وإذا ما أراد البعض شرائها من السوق السوداء فإن ثمنها مرتفعا وعبوة الاسطوانة ناقصة بخمسة لترات.

* سوق سوداء..

وجود سوق سوداء في محافظة ذمار هي من  تتحكم بإحتكار الغاز وتتبع هذه السوق  لقيادات تتبع جماعة الحوثي  تسبب في  جعل الغاز معدوماً وصعباً وهذا ما يتحدث عنه الناس في هذه المدينة   .

وضع سكان محافظة ذمار جراء انعدام الغاز جعلهم لا يستطيعون توفير خيار سهل للطبخ وهذا ما خلق وضع معقد أمامهم فهم لم يعد لديهم الثقة بإدارة الحوثيين لواقعهم الاقتصادي بل تعقدت حياتهم بشكل كبير مع غياب الرواتب وعدم قدرتهم في توفير الغاز.

هذا جعل عبد اللطيف عثمان يطلب من الحوثيين أن يعملوا على مراقبة تعبئة غاز.

وقال عثمان لـ”يمن الغد”: طالما وقد أصبحت السوق السوداء أمر واقع على الأقل قولوا لمكتب الصناعة يراقب التعبئة حق اسطوانات الغاز حرام يشتريها المواطن ب ٩ الف وتكمل عليه بعد اربعة أيام.

 محللين اقتصاديين رأوا أن الحوثيين يسعون لتعزيز وجودهم من خلال فرض سياسات لا توفر ماهو ضروريا وصار وجودهم يرتبط بممارسة دور كبير في التحكم بجميع المواد الضرورية ومنها المشتقات النفطية والغاز التي انعدمت لاسباب ترتبط بإحتكار هذه الجماعة لكميات كبيرة من هذه المواد ليستفيدوا من أهميتها وزيادة الطلب عليها ليحصلوا على أموال هائلة.

 جميل أحمد البحرني وهو متخصص اقتصادي أكد لـ”يمن الغد” أن السبب في تحكم الجماعة بالغاز والمشتقات النفطية هو ناتج عن وجود كميات هائلة منها خاضعة للتسعيرة التي يضعها الحوثيين.

وأعتبر أن الحوثيين هم من يمارسون تغيب الغاز لاسباب ترتبط بإدراكهم بمدى أهمية هذه المادة للأسر والناس حيث يزيد الطلب عليها بإستمرار ولكن مع وجود كميات ضخمة تخضع للاحتكار فإن ذلك حسب رأيه يؤدي لانعدامها ولا يستطيع أي فرد توفير الغاز إلا فئة قليلة ومسيطرة هي القادرة على شرائه.

* طوابير طويلة..

تصف المواطنة أم عبد الله مايجري جراء انعدام الغاز حيث وصفت ذلك بأنه متعب وشاق.

وقال أم عبدالله لـ”يمن الغد”: انهم يعانون من تأخر موعد تسليم اسطوانات الغاز من قبل عقال الحارات؛ حيث ينتهي الغاز من الدبة الاولى ولا يحصلون على الأخرى مما يجعلهم  بدون غاز نهائيا.

وأضافت أنهم عند انتهاء اسطوانة الغاز فإنهم يعانون من غلاء الاسعار والذي يجعلهم غير قادرين على شراء الطعام من السوق.

وقالت” نحن نعاني من الطابور الطويل عند الحصول الغاز لان الوقت طويل جدا والبعض منا يخرج قبل صلاة الفجر لكي يحجز مكان لاسطوانة الغاز لان الدباب المتاخرات في الطابور لم يتم قبولهن”.

* غياب المراقبة..

مروان عبد الرشيد هو الأخر تطرق لحياة الناس في ذمار وهي  ليست بالسهلة حسب وصفه وهذا يأتي  مع أزمة الغاز وتعقد حياة الناس في المدينة .

ورأى أن غياب الرقابة على مايقوم به بائعين الغاز في محلاتهم مقصود من الطرف الذي يدير المدينة فهو لايقوم بتوفير المادة بالشكل المطلوبة ويعمل على حرمان الناس منها.

وأضاف عبدالرشيد لـ”يمن الغد” أن عقال الحارات هم أيضا يعملون على التوزيع بشكل محدود وغير عادل ثم يتم إخفاء الكثير من الكميات ولذلك يجد المواطنين أنفسهم محرمون من الحصول على هذه المدة.

أما جبران أنور فقد وصف حياة الناس على أنها تحمل مأساة لإن عدم قدرتهم في توفير الغاز فهذا يعني أنهم لن يجدون طعامهم.

وأشار جبران أن انقطاع المرتبات كان له تأثير على حياة معظم الأسر التي قد تجد صعوبة في توفير طعامها بينما ارتفاع اسعار الغاز هو من المشاكل المستمرة عند معظم الناس .

وأضاف لـ”يمن الغد” أن المدينة تختلف عن الريف فالمدينة تقوم حياة الناس على العمل والاستهلاك ولا تتوفر المواد الأولية لطهي الطعام كالحطب ولذلك يعيش الناس في مدينة ذمار أسوأ ظروفهم في ظل الغلاء وانعدام الغاز.

* سياسة التسلط..

يدرك المجتمع في محافظة ذمار أن جماعة الحوثي هي من تدير واقع المدينة وهي من تتحكم بمادة الغاز.

ولذا يرون أن توجهات الحوثيين في توفير المادة لايقوم إلا بما سيحصلون عليه من فوارق مالية هائلة وهم لايعنهيم خدمة الناس والقيام بواجبهم حيال ظروفهم الصعبة منذ سيطرتهم على واقع السلطة في الشمال.

يتهم الكثير في ذمار جماعة الحوثي على أنها تحكمت بكل الخدمات لتعزيز تحصيلها للمال ولذا صارت مادة الغاز هي الأخرى ترتبط بمدى الفائدة التي يتحصلها الحوثيين من رفع أسعار الغاز وعدم توفيرها بشكل سهل وهذا ما زاد الطلب عليها وجعلها معدومة .

Exit mobile version