تقارير

عام دراسي جديد.. الفاجعة التي تحل على الآباء في اليمن “لم يعد للهموم منتهى”

يمن الغد – تقرير خاصعام دراسي جديد يحل كالفاجعة في اليمن.. اذ لم يعد للهموم منتهى في ظل ازمات تتكالب على المواطنين وصار من الصعب الحاق ابنائهم للتعليم في المدارس..* النضال الشاق..يقلب المواطن ماهر السياني كفيه فيما يطلق سليم الوافي نهدة طويلة عند الحديث عن بدء العام الدراسي..يقول السياني لـ”يمن الغد”: لم يعد ابنائي متحمسين للالتحاق بالتعليم بعد ان ادركوا ان التعليم صار رعبا يحاصر ابائهم..ويعتبر الوافي مواصلة تعليم الابناء نضالا شاقآ بحد ذاته في ظل الاوصاع الراهنة وانهيار العملة..* صعوبات.. وتواجه العملية التعليمية باليمن صعوبات كثيرة منها انقطاع رواتب الموظفين وعدم قدرة الاباء على الحاق ابنائهم بالمدارس الاهلية..واعتبر التربوي عبده ناصر سهل تزايد فيها أعداد المتسربين من المدارس بسبب الفقر والنزوح وغيره يُشكل خطرا على مستقبل البلاد.وقال سهل في حديث لـ”يمن الغد” ان الاقبال على العملية التعليمية بمحافظة تعز شهد فتورآ غير مسبوق هذا العام..وتؤكد منظمة اليونيسف -في إحصائية سابقة لها- أن هناك مليوني طفل خارج المدارس في اليمن، و3.7 ملايين آخرين معرضون لخطر التسرب مع بدء العام الدراسي، مما يجعلهم عرضة إما للتجنيد أو ضحايا الزواج المبكر وغير ذلك من المشكلات.* مخاطر..ولعل اهم ابرز المخاطر التي تواجه التعليم استمرار انتشار وباء كورونا الذي بسببه تم إيقاف الدراسة منتصف مارس الماضي.وبرغم خطورة فيروس كورونا، إلا أنه ليس هو ما يثير مخاوف الطلاب وأولياء أمورهم وكل العاملين في حقل التعليم، فالكثيرون لم يعيروه أي اهتمام، ولم يتم فرض حظر صحي مثلما حدث في كثير من بلدان العالم.وتشير ندى سامي – طالبة في الصف التاسع خلال حديثها لـ”يمن الغد” انها لم تعد متحمسة لحضور المدرسة بحقيبتها وبقية المستلزمات الدراسية لانها باتت تشعر بحجم الضغوط التي تحاصر والدها.ويقول المواطن محمد الجنيد لـ”يمن الغد” ان لديه 5 ابناء في مدرسة اهلية ومازال على عاتقه دينا للمدرسة جراء تراكم المتبقي من رسوم السنوات الماضية لتأتي هذه السنة بعام دراسي هو الاخر اكثر ثقلآ على كاهله…ويضيف الجنيد أيضا “ان ابناءه ليس بتلك النشوة المعتادة عند بداية اية عام دراسي..* عجز في الكادر..ولعل كثير من أولياء الأمور، بات يشغلهم، غلاء الأسعار الذي جعل أغلبهم عاجزين عن توفير كل ما يحتاجه أبناؤهم من مستلزمات، كالدفاتر والأقلام وغيرها.تضيف سهى عبدالناصر من محافظة اب أثناء حديثها مع محرر “يمن الغد” أنها بالكاد اشترت بعض الدفاتر لأبنائها الاربعة الطلاب في المدارس، أما الزي المدرسي فجعلتهم يرتدون زيهم القديم برغم أن حجمه لم يعد ملائما لهم.وكانت المدارس تحرص سابقا على ارتداء الطلاب زيا موحدا، إلا أن أغلبها مع الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون، جعلت العديد منها لا يتدقق على لبس الطالب.وتلجأ كثير من المدارس للمتطوعين لسد العجز الحاصل في عدد المدرسين. كما أن أغلبها لا تتوفر فيها الكتب المدرسية، ويضطر الطلاب لشرائها، أو طباعتها، أو استعارة المنهج من طلاب سبقوهم.ومع تراجع العملية التعليمية، تضطر كثير من الأسر إلى تدريس أبنائها في معاهد خاصة ليتعلموا المواد المهمة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيره، ليضمنوا حصولهم على تعليم جيد، واليسورين من الاباء يدفعون مقابل ذلك مبالغ مالية تزيد أعباءهم المادية، الا ان انقطاعات الدراسة تجعلهم ايضا غير متحمسين ….* ولكورونا حكاية..وبرغم استئناف الدراسة، إلا أن ذلك اقتصر فقط على طلاب الثانوية العامة، أما التعليم الأساسي فظل متوقفا على أن يبدأ مطلع الشهر المقبل، بقرار من وزارة التربية والتعليم، التي استندت على توصيات اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا، وهو الأمر الذي لاقى استفسارات كثيرة عن مبرراته.ومن المتوقع أن يتم استئناف دراسة باقي المراحل في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ومن غير المستبعد أيضا أن تكون دراسة الطلاب على فترات، بسبب انتشار فيروس كورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى