تقارير

التعليم في اليمن.. ضحية الإخوان والفساد والحرب “صفقات ومقاولات”

خطط الإصلاح دمرت التعليم في اليمنواقع التعليم في اليمن أصبح معقد فالحرب والفساد الهائل الذي ظل ينخر المؤسسة التعليمية في اليمن منذ عقود تسبب بشل امكانيات المؤسسة التعليمية الخاضعة للدولة كما أن توسع دائرة السيطرة على التعليم وفق أهداف سياسية واستثمارية ومذهبية من قبل بعض الأطراف عزز أهدافها في تحقيق خططها لوضع يدها على الواقع التعلمي بكل تفرعاته.يمن الغد – عبد الرب الفتاحي / خاصيعتبر محمود قائد علي وهو استاذ متقاعد في الجانب التربوي أن وضع التعليم في اليمن زاد سوء خلال الحرب الحالية.ظل محمود قائد أكثر من أربعين عام في التدريس شعر خلالها بمدى الضعف الذي وصل إليه التعليم فليس هناك أي واقع تعليمي مهني حسب حديثه لـ”يمن الغد” بل يرى أن التعليم لوثته السياسة وهو ما جعل التعليم صفقات ومقاولات حسب رأيه.ويؤكد محمود قائد أن تدخل السياسة في التعليم جعله أداة تنظيمية لخدمة أطراف سياسية سعت لتغير الهدف التعليمي لخدمة أجندتها وأخترقت كافة هيكل العمل التعليمي مما أثر على التعليم وأفقده دوره وأهميته.معلمون مغتربونفي عام 2014 كشفت مصادر أن الكثير من المعلمين مغتربين ولم يكن أحد يعرف ذلك وأن عددهم تجاوز العشرين ألف بينما المدارس تفتقد للكثير منهم. ذهب المعلمون للاغتراب وتركوا مهنة التدريس بمساعدة جهات تحصل على موارد مالية كبيرة مقابل التغطية على الغياب وهي مشتركة في هذا الفساد.تسبب اغتراب المدرسين بنقص حاد في عدد المعلمين بينما هناك جهات تخترق وزارة التربية والتعليم مازالت تشكل الحماية للمعلمين في الخارج.يعتقد الكثير أن وجود هذا العدد الضخم من المعلمين الذين لا يقومون بواجبهم يكشف مدى التلاعب بالعمل التعليمي وكيف أصبح التعليم هو الخاسر من توسع مساحة الفساد في كافة هياكل المنظومة التعليمية؟.الإخلال بالواقع التعليميهناك عدد كبير من الشباب الخريجين من الكليات لم يحصلوا على وظائف، كان بإمكان الدولة تبديل المعلمين الذين لا يقومون بوظيفتهم وهم يعملون في الخارج بناء على تقصيرهم والإخلال بعملهم.ويعتبر عادل منصور عبد الله وهو مدرس إن مثل هذا العدد الكبير من المدرسين المغتربين والذين لا يقومون بتأدية عملهم هم في حكم القانون قد أخلوا بوظيفتهم وعملهم.ويرى عادل أثناء حديثه لـ”يمن الغد”: أن مثل هذه التجاوزات تمثل دليل على حالة الفساد والاستغلال التي تطغى على الواقع التعليمي في كافة مستوياته بدأ من المدرسة والمعلمين ومراكز المديريات ومكاتب المحافظات وكذلك الدور الذي تلعبه وزارة التربية والتعليم في تنامي هذا الاستغلال.سياسة التجهيل عمقت النظرة السياسية للتعليم التدهور العميق في شكل التعليم ومضمونه بشكل كلي رغم أن الواقع التعليمي في اليمن شهد تدهور ملحوظ منذ عقدين أو أكثر.في جانب المناهج تحولت طريقة وضع تلك المناهج لتكون سطحية في معالجتها وقواعدها وأخذت هذه المناهج لا تستوعب أي تحديث بقدر ماصارت لا تهتم بالأساليب الحديثة والعلمية حتى في المواد العلمية فإن تلك المناهج تغلغل فيه تعقيد عقلية الطالب حتى لا يصل للحلول وتمنعه من تكوين شخصيته التعليمية والمستقلة.يقول الأستاذ معاد عبد الله حيدرة وهو موجه تربوي لـ”يمن الغد”: التعليم صار غوغائي ويفرض شكل من تعزيز الأمية”.ويضيف “دور المدارس تحولت لتكون إطار تنظيمي سياسي يتم فيها بث طريقة جذب الطلاب لممارسة العمل السياسي في سن مبكر كما أن المدارس عززت التوجه السياسي أكثر من كونها عمقت التعليم والمعرفة.ويؤكد الاستاذ معاد عبد الله أن سلبية الإحزاب السياسية ذات بعض التوجهات المتشددة أنها أخترقت التعليم بشكل عام ووضعت معايير وقواعد متخلفة وكانت سياساتها مضرة ومفككة للتعليم. جماعة الحوثي وسياسة التمذهبسعت جماعة الحوثي منذ سيطرتها على المؤسسات التعليمية والمدارس في 21 سبتمبر عام 2014 لفرض رؤية مذهبية تعمق الخلاف كما أن الحوثيين أرادوا توسيع طريقة تحريفهم للمناهج وكرسوا تعزيز حضورهم المذهبي من خلال التحريف في بنية التعليم .يصف الأستاذ محمود قائد علي الحوثيين على أنهم كرسوا كل شيئ لخدمة هدفهم السياسي وهذا جعلهم يفرضون نهج سياسي غير واقعي فيه تمحيد للصراعات القديمة ومحاولة لتبرير وجودهم .يعتقد الاستاذ محمود أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن الدور الذي وضعه الحوثيين هو في إفشال التعليم وتدمير كافة جوانبهويستمر الاستاذ محمود في كشف دور الحوثيين في تدمير التعليم قائلاً ” الحوثيين أثروا على الطلبة ليكونوا جزء من ضحايا الحرب تم تجنيدهم وهناك عدد هائل من القتلى في صفوف الطلبة والذين شاركوا في معظم معاركها ومنهم صغار السن .بينما يرى الاستاذ عادل منصور عبد الله أن الحوثيين غيروا كل الحقائق وجعلوا من المؤسسة التعليمبة جسر لإستكمال مشروعهم المذهبي وغيروا أفكار وتصورات الأخريين عنهم .ولفت الأستاذ عادل وهو يتحدث لـ”يمن الغد” أن الحوثيين غيروا شكل التعليم واستقلاليته ليكون أحد أسلحتهم في تعزيز لغة الحرب ونشر الكراهية وتعميق الخلاف وتغير الولاء ليكون محدد في أسرة معينة تتمثل بالحوثيين.ودعا الأستاذ عادل لضرورة إدراك خطورة الحوثيين وأهدافهم وإختراقهم للتعليم لإن التخلص من إرث الحوثيين سيكون صعب ومستحيل مالم يعي الكثير خططم وخياراتهم في هذا المجال .خصخصة التعليم والعبث بمقدراتهفي تعز تكشفت أشكال من العبث الذي تعيشه هذه المدينة فالكثير من المدراس تم نهب محتوياتها كما أن مدارس أخرى تتمركز فيها قيادات عسكرية تتبع حزب الإصلاح ومنعت عودتها لطبيعتها.تتعزز الإستثمار في المدارس الخاصة في تعز بشكل واسع وهناك من يرى أن المدارس الأهلية تقع تحت هيمنة الإصلاح وهو ما فرض اتخاذ عدة سياسات لتعطيل العمل التعليمي في المدارس الحكومية.يؤكد الإستاذ معاد عبد الله حيدرة لـ”يمن الغد” أن الإصلاح تمدد في داخل عمق المؤسسة التعليمية وساهم في فشلها وإفشالها.وأشار الأستاذ معاد أن مايجري في تعز هو كشف سياسات انتهجها الإصلاح منذ أكثر من عقدين في توسيع وجوده داخل المؤسسة التعليمية وهذا ساهم في تدمير العمل التعليمي نتيجة هذا التوغل المالي والإستثماري .وأعتبر الإستاذ معاد أن حزب الاصلاح من خلال ما يمارسه في تعز كشف عن الهدف الحقيقي والمشروع الذي وضعه لتنفيذ سيطرة متكاملة على الواقع التعليمي وتحويله ليكون ضمن أهدافه.وأشار الأستاذ معاد إن خطط حزب الإصلاح دمرت العمل التعليمي وأفشلته بل أن التعليم تدمر منذ أمد بعيد نتيجة اختراقه من حزب الاصلاح والذي صنع تعليم يفتقر للتجديد والمعرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى