تقاريرملفات خاصة

ألغام الحوثي في اليمن تحصد المدنيين والضحايا في تصاعد

الألآف من الألغام مازالت تمثل خطراً على اليمنيين، ففي السنوات السابقة تم وضع الكثير منها من قبل الحوثيين بالقرب من القرى والطرقات والمزارع، تنفجر الألغام عادة عندما يتم ملامستها أو الضغط عليها بشكل غير مقصود ومن دون معرفة مكانها لكنها تؤدي للموت أو الأعاقة ولم يعد الكثير قادرين على زراعة أرضهم خوفا من تلك الألغام.

يمن الغد – عبد الرب الفتاحي

تنفجر الألغام بين الحين والأخر في مدينة تعز وزاد عدد الضحايا بشكل كبير ولم يكن من بين  ضحايا الألغام  الرجال فقط  فقد تسببت خلال الفترات الماضية بمقتل الأطفال والنساء .

 الألغام صارت موجودة في مناطق الصراع وهي المناطق التي مازالت مهددة بإستمرار الحرب فيها سواء كانت قرى أو مدن وقام الحوثيين خلال الفترات الماضية بوضع عدد هائل منها في مناطق مختلفة في الأرياف وبالقرب من المدن ذاتها.

في مدينة كرش انفجر لغم خلال الشهر الماضي بإمرأة عندما قامت بالتحرك بعيداً عن منزلها وأنفحر لغما أخر بطفل بإيام معدودات في المنطقة ذاتها في منطقة الشريجة.

خلال القترة الماضية تسببت الألغام بقتل العديد من المواطنين في كرش حيث يضع الحوثيين الغاما تشبه الصخور وهناك الغام تتأثر بمستشعرات خاصة أو ضوائية وبمحرد أن يقترب الضحايا أو يقومون  بلمسها تنفجر .

تمثل منطقة كرش والشريجة مناطق خطرة وذلك لكمية الألغام المزروعة على مساحة كبيرة منها.

تكمن خطورة الألغام بإحتفاظها بخصائصها التي لاتتغير مع ظروف المنطقة والتضاريس والزمن، وبمحرد لمسها أو المرور من فوقها تكون حياة المواطن اليمني قد إنتهت والكثير يصاب بالإعاقة.

 ويُتهم الحوثيين على أنهم أكثر من أستخدمها على نطاق واسع في حربه ضد خصومه ،ولقى الكثير من المدنيين حتفهم في محافظات عدة سواء في تعز ولحج والبيضاء ومأرب والحديدة بسبب الألغام.

ماوية منطقة مليئة بالالغام

قبل عامين إنفجر لغم بدرجة نارية كان يستقلها قاسم احمد فارع ونجله عرفان قاسم أحمد وسائق الدرجة معين محمد صويلح كان إنفجار هائلا حول أجسادهم لإشلاء حدث ذلك في سيلة قطين حيث قام منتمون لجماعة الحوثيين بوضع الألغام على الطريق التي يمر بها المواطنين .

وضع الحوثيين عدد هائل على خط المواجهة في حبيل عرابي في مناطق ذابة حيث لم يعد الناس يمرون من الطرق التي إعتادوا المرور فيها كما أن مساحات زراعية لم تعد تزرع بعد أن أجبر السكان على تركها مخافة وجود الألغام فيها .

يؤكد عبد الله عثمان الحاج أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن مناطق متعددة من ماوية تكون مليئة بالألغام وأن الحوثيين لايهمهم أحد بقدر مايضعون الألغام في مناطق يسلكها الناس وفي مناطق زراعية وفي الطرقات.

وأضاف عبد الله عثمان وهو أحد أبناء المنطقة أن الناس خائفون على حياتهم وذلك بناء على طريقة وضع الحوثيين الألغام في مناطق تعود الناس من الأقتراب منها بشكل مستمر .

حياة المدنيين في خطر

تؤكد منظمة أطباء بلا حدود في اليمن أن الألآف من المتفجرات ستؤدي إلى تعريض حياة المدنيين للعديد من الأخطار  على مدى عقود.

أما المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن فقد أعلن  أن الجيش اليمني قام خلال الفترة بين 2016 و2018 بنزع 300 ألف لغم.

 التقرير الذي صدر  قبل عام عن منظمة Conflict Armament Research المعنية بالتسلح في النزاعات فأكد على  إنتاج أنصار الله للألغام والعبوات الناسفة يدوية الصنع على نطاق واسع واستخدامهم ألغاماً مضادة للأفراد والمركبات وألغاماً بحرية.

وقالت منطمة أطباء بلا  حدود أن الجهات المختصة بنزع الألغام التي يديرها الجيش اليمني  تقوم بإستخراج الألغام التي  تتركز على الطرقات والبنى التحتية الآستراتيجية ولا تولي اهتماماً بالمناطق المدنية إلا قليلاً.

تعز محافظة مكتظة بالألغام

في محافظة تعز والتي تقع إلى الجنوب من محافطة صنعاء لقى 484 من المواطنيين حتفهم جراء الألغام التي وضعتها جماعة الحوثيين هذا العدد من الضحايا بدأ منذ 2015.

وقال المرصد اليمني للألغام في إحصائية حديثة نشرها على حسابه في فيس بوك إن محافظة “تعز” أكثر منطقة يمنية مزروعة بالألغام، مما أدى لإعاقة المشاريع الإقتصادية والزراعية،  وتسببت بحالة  نزوح كبيرة للسكان.

وأضاف المرصد أن ضحايا الألغام في تعز  أدى لمقتل  162 طفلا و 117 من النساء و 205 قتلى من الرجال.

وأشار التقرير إلى تعرض 1245 آخرين لإصابات وتشوهات وإعاقات، منهم 287 طفلا و193 امرأة و 765 رجلا.

ووضح المركز إلى أن الحوثيين استخدموا في تعز تقنيات حديثة من الألغام ذات شظايا تعمل بالمتحسسات الضوئية والكهربائية الحرارية.

وقال المركز إن  18 مديرية من أصل 23 مديرية في محافظة تعز ملوثة بالألغام.

زر الذهاب إلى الأعلى