يبدو أن تصفية حسن زيد جاءت ضمن التخلص من قادة “حوثيي صنعاء” الذين قد يحظون بدعم إيراني للعب دور رئيسي خلال “العملية السياسية” المقبلة في اليمن
تعمل إيران حالياً على تهيئة مليشيا الحوثي للمرحلة السياسية المقبلة، و”حوثيو صعدة” يخشون أن يكون ذلك على حسابهم
قتل أمين عام حزب الحق، استمراراً لعمليات حوثية سابقة تخلصت من “المتوكل” و”شرف الدين” و”الخيواني”
صنعاء- تقرير
أعلنت مليشيا الحوثي الانقلابية، السبت، مقتل الشخص الثالث في قائمة المتهمين باغتيال حسن زيد، وزير الشباب والرياضة في الحكومة الانقلابية، الذي قُتِلَ، الثلاثاء، برصاص مسلحين مجهولين، وسط مدينة صنعاء، في ظل إجراءات أمنية حوثية مشددة واستثنائية فيها.
وقالت وكالة “سبأ” للأنباء في نسختها الحوثية، إن “العنصر الرئيسي في خلية اغتيال حسن زيد يدعى محمد علي أحمد حنش، قتل في مديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار”.
وأفادت المليشيا، أن “حنش” قُتِلَ “بعد مقاومته الحملة الأمنية، بالتعاون مع جهاز الأمن والمخابرات، في منطقة حور ور بمديرية ميفعة عنس”. إلا أن مصادر محلية في “عنس” قالت، إنه لم تجرِ، السبت، وطوال الأيام الماضية، أي اشتباكات في منطقة “ميفعة”.
ويعد محمد حنش، ثالث شخص تكشف المليشيا عن تورطه في اغتيال حسن زيد، وتعلن أنه قُتِلَ أثناء مقاومته لعملية اعتقاله؛ إذ كانت المليشيا أعلنت، الأربعاء الماضي، الوصول إلى منفذي عملية اغتيال حسن زيد، أثناء محاولتهما الفرار من محافظة ذمار، وقالت إنه تم قتل أحدهما، والقبض على الآخر بعد إصابته، جراء اشتباكهما مع “قوات الأمن”.
وكانت مصادر توقعت أن تقوم مليشيا الحوثي، لاحقاً، بإعلان مقتل الشخص المصاب، بهدف دفن قضية مقتل حسن زيد، في ظل معلومات تفيد أنه تعرض للتصفية بسبب خلافات داخلية في الجماعة.
ونفت مصادر محلية في ذمار حدوث أي اشتباكات مسلحة في منطقة “حور ور”، الأربعاء الماضي، ما يؤكد أن الرواية الرسمية التي قدمتها مليشيا الحوثي غير صحيحة، والهدف منها دفن جريمة تصفية حسن زيد، الذي يتقلد، أيضاً، موقع الأمين العام لحزب الحق.
وأمس، اعتبرت ذات المصادر إعلان مليشيا الحوثي عن قتل “حنش” خطوة حوثية أخرى لدفن الجريمة، عبر تقييدها ضد أشخاص تعمل المليشيا على التخلص منهم، لا سيما بعد أن أعلن أولاد أحدهم، يدعى “الجباء”، أن والدهم معتقل لدى الحوثيين منذ عامين.
وقال أولاد “الجباء” إنهم تفاجأوا بالإعلان عن اسمه كمتهم في قضية مقتل حسن زيد، رغم أنه معتقل لدى الحوثة منذ عامين.
والثلاثاء الماضي، قتل حسن زيد، وزير الشباب والرياضة في حكومة المليشيا غير المعترف بها دولياً، برصاص مسلحين يستقلان دراجة نارية، بينما كان يستقل سيارته مع ابنته” سلمى”، في أحد شوارع منطقة “حَدَّة”، وسط مدينة صنعاء، فيما ابنته لا تزال تتلقى العلاج في المستشفى جراء تعرضها للإصابة برصاصتين في ذراعها.
وذكرت المعلومات، إن حسن زيد أصيب بـ 21 رصاصة، أدت إلى مقتله على الفور.
وقال مصدر سياسي مطلع لـ “الشارع”: “الأرجح أن مليشيا الحوثي صفت حسن زيد، لأسباب كثيرة، يبدو أن أهمها التخلص من الشخصيات غير الموثوقة داخل الجماعة، أو من قادة حوثيي صنعاء الذين قد يحظون، خلال الفترة القادمة، بدعم إيراني للعب دور رئيسي في المرحلة السياسية المقبلة في اليمن، على حساب تيار حوثيي صعدة، داخل مليشيا الحوثي”.
وأوضح المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه: “يجري حالياً، بشكل غير معلن، الترتيب لمرحلة سياسية جديدة في اليمن يعتقد أنها قد تتم إذا ما تم التوقيع على الإعلان المشترك الذي يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن لإقناع مليشيا الحوثي والحكومة الشرعية التوقيع عليه لإيقاف الحرب، وبدء عملية سياسية انتقالية في البلاد”.
وتابع: “المعلومات تقول إن إيران تعمل على تهيئة مليشيا الحوثي للمرحلة السياسية المقبلة في اليمن، وجاء إعلان طهران عن وصول سفيرها الجديد إلى صنعاء ضمن عملية الترتيب تلك. ويبدو أن هناك جناحاً داخل مليشيا الحوثي (حوثيي صعدة) يخشى من أن تؤدي المرحلة السياسية إلى إعادته إلى الظل، ودفع قادة المليشيا المنتمين إلى مدينة صنعاء للعب دور سياسي على حسابهم.. ضمن هذا السياق يمكن فهم سبب تصفية حسن زيد والتخلص منه بهذه الطريقة، ويبدو أنه سيتم، أيضاً، التخلص من شخصيات سياسية أخرى في المليشيا من حوثيي صنعاء غير الموثوق بهم، أو الساعين إلى السلطة ولعب أدوار سياسية”.
وأستطرد: “قتل أمين عام حزب الحق، حسن زيد، استمراراً لعمليات حوثية سابقة تخلصت من محمد عبدالملك المتوكل، وأحمد شرف الدين وعبدالكريم الخيواني”.