معركة غير متكافئة مع المنهكون بمناطق سيطرة الانقلاب “معانأة قاسية ممزوجة بقرس الصقيع”
- اسرة كمال الحجري تعيش وسط حالة من البؤس في مدينة ذمار، حيث يحاصر البرد أجساد أفرادها الثمانية بينهم 5 اطفال لا تقوى اجسادهم على تحمل البرد ولا سيما انهم يقطنون في خيمة بعد ان تركوا منزلهم المدمر بفعل الحرب بمحافظة تعز. سلمى - ام لخمسة اطفال نازحة من الحديدة تقطن في بدروم عمارة في حي قاع القيضي جنوب العاصمة صنعاء لا تجد ما تواجه به صقيع الليالي القارسة سوى احراق بقايا كراتين كان ابنها سامي 7 سنوات قد عكف على جمعها في النهار.
يمن الغد/ تقرير – خاص
يستقبل النازحون والمواطنون المنهكون في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلاب، شتاء قارسا ليضيف الصقيع سلسلة جديدة من المعاناة في ظل عدم امتلاكهم لادوات تدفئة في ظل اوضاع الحرب التي تعيشها البلاد..
* الكراتين لمواجهة البرد..
سلمى – ام لخمسة اطفال نازحة من الحديدة تقطن في بدروم عمارة في حي قاع القيضي جنوب العاصمة صنعاء لا تجد ما تواجه به صقيع الليالي القارسة سوى احراق بقايا كراتين كان ابنها سامي 7 سنوات قد عكف على جمعها في النهار..
سلمى تؤكد لـ”يمن الغد” ان الدخان بسبب احراق الكراتين بات يسبب لهم مشاكل في التنفس..
* محاصرون في الخيام..
موجة من البرد القارس بدأت تضرب المناطق الشمالية من اليمن منذ عدة أسابيع.
اسرة كمال الحجري تعيش هي الأخرى وسط حالة من البؤس في مدينة ذمار، حيث يحاصر البرد أجساد أفرادها الثمانية بينهم 5 اطفال لا تقوى اجسادهم على تحمل البرد ولا سيما انهم يقطنون في خيمة بعد ان تركوا منزلهم المدمر بفعل الحرب بمحافظة تعز وهو ما قاله مقربون من الاسرة لـ”يمن الغد”..
* عصف مأكول..
أسر كثر بفعل الفقر والتشرد باتت عاجزة على توفير التدفئة لافرادها وسط حالة بؤس مزرية.
ويزداد الأمر قسوة مع الرضع والمواليد حيث تقول مصادر محلية لـ”يمن الغد” ان رضيعة نازحة مع أسرتها من الحديدة توفيت بسبب البرد بمدينة معبر التابعة لمحافظة ذمار وسط اليمن.
تشير غانية “ام لأربعة أطفال” تقطن في بدروم عمارة بالعاصمة صنعاء الى اطفالها الثلاثة وهي تخاطب محرر “يمن الغد”: انظر كيف اصبحوا يستقبلون اشعة الشمس بأجساد نحيلة ملتوية من البرد وكأنهم عصف مأكول..
ويشير فاروق سليم، يعمل بمبادرة ”شباب الخير“، إلى أن المئات من الأسر لا تستطيع مقاومة البرد لأنها تعيش في منازل خالية من الأثاث والبطانيات، وبعضهم يعيش في خيام مهترئة، والبعض الآخر في منازل لا تمتلك نوافد أو أبوابًا وليس لديهم المال الكافي لشراء البطانيات أو الملابس الشتوية.
وكانت منظمة اليونسيف قد وزعت قبل ايام لبعض اسر النازحين بصنعاء اغطية شتوية الا ان ذلك لم يشمل كافة النازحين فهناك اسر لازالت محرومة وهناك سكان بصنعاء انهكهم الفقر والبرد معا.
* تحت الصفر..
في ليالي الشتاء القارس والتي تصل درجة انخفاض الحرارة أحيانًا فيها إلى 10 درجات تحت الصفر في صنعاء وبعض المدن الجبلية، ينتظر الفقراء الفجر لاستقبال أشعة الشمس؛ لتعيد الحياة إلى أجسادهم التي بدأت ترتجف من شدة البرودة.
”يا أخي البرد قتلنا“، قالها ”مستور“ بحزن وأشار بيده إلى برميل قمامة، وتابع حديثه لـ”يمن الغد:“ نحرق القمامة على باب المنزل طوال الليل من شدة البرد علنا نحصل على دفء من النار، و“مستور“ رجل خمسيني نزح من منطقة محافظة حجة شمال اليمن إلى صنعاء، قبل 3 سنوات، ومنذ وطئها بأقدامه وهو يعاني مع عائلته من البرد“.
* معارك المنهكون..
معارك المنهكون مع ظروف الحياة تزداد في الشتاء ضراوة وقسوة؛ إذ تجبرهم ظروف الحياة المرة على الانزواء بعيدًا عن العيش الكريم.
“ فادي جمال” قال لـ”يمن الغد”:“ أنا وعائلتي السبعة نعاني من البرد كل يوم، وبعضنا اصيب بانفلونزا بسبب الصقيع القارس، ولا أحد يسمع أصواتنا، ولا وصلتنا مساعدات ولا إغاثة.