عُرض فيلم “ماذا بقي مني” للمخرجة الأردنية نسرين الصبيحي، في مهرجان شمال أوروبا للأفلام في العاصمة البريطانية لندن، والذي يدور حول ضحايا الألغام والقذائف في مدينة تعز جنوب غرب اليمن.
وقالت المخرجة الصبيحي في تصريحات للصحف، أن “الفيلم يركز على ضحايا الألغام والقذائف في تعز، والجميع يعلم أن من يزرع تلك الألغام هم الحوثيون”، حسب قولها.
وأوضحت أنها وثقت بنفسها عملية زرع الألغام في المدارس والمستشفيات والأماكن السكنية، لافتة إلى أن “بعض المدارس حولها الحوثيون إلى ثكنات عسكرية”.
وقالت “من الطبيعي ونتيجة هذا العنف والتصرفات اللاإنسانية، أن يسقط ضحايا كثر وأغلبهم من النساء والأطفال وكل هذا موثق”.
مصير قاس
في تعز، جنوب غربي البلاد، التي كانت حتى وقت قريب مسرحاً للحرب بين قوات الجيش اليمني وميليشيات الحوثي، تبدو تفاصيل مأساة مصائد الألغام واضحة على جسد الشابة اليمنية دليلة مقبل (28 سنة)، التي مزق لغم أرضي أطرافها السفلية وأصابت شظاياه العديد من المجاورين لها.
وتختزل قصة دليلة مآسي أكثر من 10 آلاف ضحية في مناطق الصراع اليمنية ممن فقدوا حياتهم أو عادوا إلى أهلهم عاجزين من دون أطراف، جراء تعرضهم لانفجار أحد الألغام، المقدر عددها بنحو 15 ألفاً زرعتها الميليشيات، بحسب تقارير صحافية، ولم تنزع بالكامل حتى الآن.
ووثّق الفلم عشرات الشهادات والصور لضحايا الألغام في المنطقة، من بينهم دليلة التي تقول إن سبب إصابتها كان لغماً أرضياً زرعه الحوثي، وانفجر فيها حين كانت تجلب الماء من البئر المجاورة لمنزلها، في منطقة مدنية تخلو تماماً من أي وجود عسكري. وأكدت أنها لم تكن الضحية الأولى، فقد سبقها العديد من النساء والأطفال غير البعيدين عن منزلها المتهالك.
مصائد الموت
وقسّمت المخرجة الأردنية في توثيقها مشاهد ضحايا الألغام، بالفيلم إلى جزءين: في الأول “ماذا بقي مني؟”، تناولت حصار الحوثي لتعز وزرعه الألغام فيها، والقذائف التي تطلقها ميليشياته وقناصوها واستخدامها ألغاماً أرضية محظورة دولياً.
ووثّق الفيلم أيضاً خلافات بين مركز الأطراف التابع لمستشفى الثورة الحكومي في تعز ومؤسسة رعاية محلية، نتج عنها إهمال في معالجة بعض الضحايا، بما في ذلك الانتقائية في توزيع العلاج، الذي يخضع “للفساد المنتشر داخل المحافظة”.
ووثّق فلم “ماذا بقي مني؟” تحويل ميليشيات الحوثي عدداً من مدارس المدينة ومستشفياتها إلى مواقع عسكرية وسجون، مثل المستشفى السويدي للأمومة والطفولة الذي تحول إلى موقع عسكري ومخزن للسلاح. ما يفسر، بحسب الفيلم، تحول هذه الأماكن إلى أهداف لقوات دعم الشرعية، بعدما أُفرغت من صبغتها المدنية.
وحاز فيلم “ماذا بقي مني؟” على جائزة من مهرجان شمال أوروبا الدولي للأفلام في العاصمة البريطانية لندن.