مقالات

الانتقالي الجنوبي بين الانفتاح والامتحان

التحديّ الأبرز الذي يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي هو الضغوطات الخارجية، وافتقاره لموارد مالية مستقلة تُمكنهُ مِــن الإفلات من قبضة الإملاءات الخارجية، بالإضافة الى تخلفه عن الرَكْـب الإعلامي بالساحة، بعد أن سجّــلَ بادرة أكثر من ممتازة في الانفتاح على الآخر بإشراكه لكل القوى بالجنوب في إدارة العاصمة عدن، وآثر التخلي عن استئثاره بنسبة نصف الوزارات المخصصة للجنوب بالحكومة المقبلة بعكس ما كان يتوقعه منه خصومه الذين اخذتهم المفاجأة من موقفه الناضج هذا.

ومع ذلك يظل الانتقالي مُـطالبا بمزيدٍ من الانفتاح على القوى والشخصيات الجنوبية – في الداخل والخارج- القوى والشخصيات التي لديها استعداد لمد جسور التواصل ومقتنعة فعلاً بوجود قضية جنوبية يجب الانتصار لها وليس الانتصار بها لتحقيق المكاسب الحزبية والشخصية النفعية.

بل والانفتاح على كل قوى الشمال وبالذات التي لا تمانع بهكذا تواصل وتنسيق وتخلت بالفعل عن خرافة الأصل والفرع، وركلتْ أكذوبة هزمناكم هزمناكم.

فلا جنوب مستقر بشمال منهار تلتهمه الحرائق وتنهشه العصبيات، ولا شمال مزدهر بجنوب مسلوب القرار، ليتنسى له أي الانتقالي من كسب مزيد من الشركاء المحليين أو تحييد مواقفهم المناوئة والتفرغ للامتحان العصيب القابع له خلف الباب، بعد أن أصبح مستقبله ومستقبل الجنوب على المحك.

زر الذهاب إلى الأعلى