يمن الغد/ عبد الرب الفتاحي – خاص
فاقم إنقطاع المرتبات من معاناة الجنود في مؤسستي الجيش والامن التابعتا للحكومة الشرعية والذين لم يحصلوا عليها منذ سبعة أشهر.
وتهدد انقطاع المرتبات حياة الكثير من الأسر فاستمرار الانقطاع لصرف المرتبات جعل حياة تلك الأسر على المحك خاصة إذا كان الجندي هو من يعيل اسرته في ظل تمادي الحكومة في تنفيذ سياسة التجويع..
* اغلاق الميناء..
أتهمت اللجنة المنظمة للاعتصام المفتوح للعسكريين والأمنيين الجنوبيين في العاصمة عدن الحكومة بالمماطلة في صرف مرتباتهم رغم وجود اتفاق سابق لحل قضيتهم.
ويعد هذا الاتهام هو الأول لها بعد أن كانت قد صعدت من موقفها وذلك لثني الحكومة والزامها بدفع الرواتب..
وقام جنود محتجين بإغلاق الميناء مما دفع المحافظ للتدخل لإيجاد حل يتضمن صرف المرتبات المتراكمة على الحكومة خلال السنوات السابقة.
العسكريون والامنيون الجنوبيون أكدوا أن الحكومة استدعت نائب محافظ البنك المركزي شكيب الحبيشي، في الفترات الماضية من عدن إلى الرياض، ومن ثم رفضت صرف المرتبات وعرقلت الاتفاق السابق.
ولجأت اللجنة المنظمة للإعتصام لعقد اجتماعات بين قيادتها والهيئة العسكرية لبحث تنصل الشرعية من الاتفاق، وكذا دراسة الخطوات القادمة.
* خلق الأزمات..
سياسات الحكومات المتعاقبة والتي شكلها الرئيس عبد ربه منصور هادي أفرزت ازمات اقتصادية ومعيشية ومن ضمنها انقطاع المرتبات التي كانت تتعمد فيه حكومة أحمد أبن دغر وكذلك حكومة معين عبد الملك عدم صرفها بشكل شهري.
كما تعمدت بعض القيادات العسكرية التمادي بقطع الرواتب وخصم مايقارب من 20% إلى مستوى 40% وتأخيرها حتى تستطيع تلك القيادات نهب المرتبات وفرض أمر واقع للخضوع لسياسات الخصم والسيطرة على المرتبات.
تراكمت أخطاء الحكومات السابقة في ممارسة قطع رواتب العسكريين كسياسة عقابية أكثر منه عجز مالي والسماح للقادة العسكريين بتحويل المعسكرات والمرتبات كحالة من جمع الأموال وحرمان الجنود من مرتباتهم.
* سياسة التجويع..
يعتقد العقيد المتقاعد رمزي عبد الوهاب أن الحرب الأخيرة خلقت مؤسسات فساد عسكرية أكثر ما خلقت مؤسسة تخضع للضوابط.
ويفترض العقيد رمزي خلال حديثه لـ”يمن الغد” بأنه لو أن الجيش كان مؤسسة حقيقة فإن ذلك ربما سيؤدي على إنهاء تحويل الجندي ليكون هو الضحية من عملية قطع المرتبات لعدة شهور والتي ظلت مستمرة.
ويقارن رمزي عن مدى التأثير الذي أصبح يعانيه الجندي من استمرار انقطاع المرتبات وبين تمادي الحكومة في استمرار سياسات القتل والتجويع.
وأعتبر ذلك على أنها جريمة حرب وتغطرس تمارسها الشرعية عندما تنفذ سياسات القتل الممنهج ضد العسكريين فهي حسب وصفه عينت قادة فاسدين نهيوا المرتبات بشكل كبير ثم انتقل الأمر للحكومة ذاتها التي تنفذ نفس السلوك من الاعتماد على فرض سياسة التحويع والإذلال.
* نهج المليشيا..
يرى النقيب سالم لطف المحمود أن الشرعية اختارت نهج الحوثيين في قطع المرتبات وحرمان الجنود من حقوقهم.
وأضاف سالم لـ”يمن الغد” أن الشرعية باتت مصممة على تحقيق نفس النهج الذي تعتمده مليشيا الحوثيين وهنا يظهر جليا في انقطاع الرواتب كشكل ربما سيفرض نوع من الاستسلام عند الضباط و الجنود وسيدفعهم ذلك للصمت حيال هذا السياسة التي تقتل الناس وأولادهم دون رحمة.
يسوق سالم أمثلة على هذا العبث الذي وصل لاستخدام الجندي كأداة في الحرب وكذلك فرض التجويع عليه وتركه منتظر وصول الراتب بينما تعمل الحكومة على عرقلة وضع حل جذري لانقطاع المرتبات والاعتماد على عمل مؤسسي وليست ممارسات العصابات.
ويضيف سالم أن صمت الجنود والموظفين المدنيين في الشمال والخاضعين للحوثي وفرض الحوثيين لسياسات التجويع مع قدرة الناس على مواجهة الحوثيين وضع بعض القيادات والشخصيات لممارسة نفس الدور والسياسة وتطبيقها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية.
* أولادنا جياع..
الجندي عرفات أحمد عثمان قال لـ”يمن الغد”: انه لم يعد بمقدوره توفير الطعام لأولاده وأن ظروفه تزداد سوأ.
تكاد العبرة تخنق عرفات الذي أضاف بوجع برزت من خلال حديثه لـ”يمن الغد” حول تأثير المرتب عليه والذي أصبح ينتظر الموت وليس لديه ما يجعله قادرا على الشعور بالأمن في ظل اعتماد الحكومة على وضع العراقيل لصرف المرتبات .
يتساءل عرفات عن ماذا تريد الحكومة وماذا يريد الرئيس هادي؟.
ويصف الجندي عرفات حياته بأنها في غاية التعقيد فمنزله خالي من المواد الضرورية وأولاده يمرضون ولا يجد قيمة الدواء والشهور الاخيرة اتسع دينه للتجار.
وقال عرفات:” ليس أمامنا من أمل أصبحنا ننتظر صرف المرتبات وهناك وعود كاذبة حول قرب صرف المرتبات لكن لا شيء تحقق لقد صارت الحكومة هي من تنقذ سياسة تجويع الجنود وهي ترى في ذلك على أنها سياسة مجدية لزيادة معاناة وظروف الناس وايصالهم للمجاعة والموت.
* طمس الهوية..
يرى عبد الكريم توفيق وهو ناشط سياسي أن الاستمرار في معاقبة الجنود وإذلالهم سيكون له نتائج وخيارات سلبية على الحكومة نفسها.
وأعتبر عبد الكريم أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن سياسة التجويع وانقطاع المرتبات هي من جرائم الحرب وهي من الانتهاكات الكبرى وستتحمل شرعية الرئيس هادي ذلك وسوف تعاقب عليها لانها تجاوز على حق دستوري وقانوني.
ورأى عبد الكريم أن هناك أطراف في شرعية الرئيس هادي لها أجندة تقوم بها وتنقذها من خلال قتل الناس عن طريق التجويع وقطع المرتبات وهذا ماجعلها تستميت في الاستمرار في تطبيق مثل هذه السياسات.
وحذر عبد الكريم من انعكاس السياسات التي تمارسها الحكومة وربما ستفرض واقع مختلف ربما سيكون له تأثير على ماتبقى من الشرعية.
وأتهم عبد الكريم شرعية الرئيس هادي بإنها تصادر حياة الناس وفق رغبات وتوجهات ضيقة لأنها ظلت تستهدف مختلف المؤسسات بتعينات غير موفقة ومنها مؤسسة الجيش حيث يوجد الفساد الهائل داخل هذه المؤسسة.