ثقافة وفنعدنمحليات

الراب اليمني.. وسيلة شباب عدن لمواجهة هموم الحرب “صور”

يمن الغد – بديع سلطان

اختار شباب مدينة عدن اليمنية مواجهة همومهم وقضاياهم الاجتماعية بطريقة مبتكرة خارجة عن المألوف تحوي الكثير من التميز والإبداع والتشويق.

بدا فن الراب منذ الوهلة الأولى لانتشاره في عدن غريباً بعض الشيء، لكنه شكّل الطريقة المثلى للتعبير عن قضايا الشباب العدني، بقالبٍ فني عصري.

وكسراً لحواجز انعزالهم وممارساتهم الفردية للراب، قرر بعض شباب عدن إطلاق مبادرة ذاتية وإعلان وجود “رابرز” جدد، عبر اجتماع مجموعة من ممارسي هذا الفن على كورنيش ضاحية “ريمي” بمديرية المنصورة، الأسبوع الماضي.

كانت أهداف التجمع عديدة؛ كما يقول الرابر نائف السونكي، منظم الفعالية، وهو من أبناء مدينة عدن، ومن أوائل ممارسي فن الراب في المدينة.

ويوضح السونكي لـ”العين الإخبارية” أن أول هذه الأهداف هو إحياء ليالي مدينة عدن وجذب المواطنين إلى مربعات الإبداع والفن، والتعبير عن هموم الشباب وأوضاعهم مستخدمين وسيلة “فن الراب”.

ويضيف: “أقمنا هذا التجمع سعياً منّا إلى تعريف أهالي المنطقة بتداعيات الحرب، وأن بإمكان هؤلاء الشباب التعبير عن همومهم، وأن الأوضاع الحالية لهذا البلد يمكن أن تتحسن وتتطور، وتتحول إلى عمل وتنمية ونهضة”.

وأعطى السونكي تقييمه الخاص لمستوى الشباب الممارس لفن الراب في عدن، معتبراً أن هناك الكثير من المحترفين، الذين يمكن لهم أن يقدموا فناً راقياً يخدم قضايا الشباب وهمومهم ويناقشها بعمق وجدية.

وحرص الرابر الشهير على ذكر أسماء أبرز محترفي الراب في عدن في الوقت الحاضر، وعلى رأسهم: “ديمكس”، “أرجاوي”، “بدر”، “ريان” “أسكانور”، “صبار”، “أحمد العسل” وفرقة “عنكلة تيم”، وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى “شمسان”، “آمسي عماد”، و”نيو فوكالوكا”.

فن الراب في عدن بدأ بالتوسع والانتشار مؤخراً، وتحديداً في العام الجاري، مقارنةً بالأعوام السابقة؛ وهو ما أشار إليه السونكي الذي علل ذلك بإقبال الشباب على مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، واطلاعهم على هذا الفن؛ مما دفعهم ليس فقط على الاستماع إليه، بل إلى التفاعل معه بالغناء.

ويرى أن الفعالية التي جرى تنظيمها مؤخراً ساهمت في إتاحة الفرصة للكثير من الممارسين الهواة، والاحتكاك بذوي الخبرة والاحتراف، والاستفادة منهم حتى يستطيعوا صقل مهاراتهم وتطويرها.

ويبدو أن هذا التجمع تحول إلى منصة مباشرة لتقديم أغاني الراب من قبل الفنانين الشباب، وأداءها بشكل كامل وليس مختصراً وهذا ما تميزت به الفعالية الفنية “فيري ستايل”.

ولفت السونكي إلى أن فناني الراب “قدموا أغانٍ هادفة ومعبرة عن تطلعات الشباب وآمالهم، وتسليط الضوء عليها ومعالجة بعض القضايا المجتمعية والطموحات المشتركة لشباب اليوم”.

واختتم السونكي تصريحاته بدعوة الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمنظمات الشبابية ومحبي فن الراب في عدن إلى دعم الشباب المبدعين؛ كون هذا الفن هادف وباستطاعة الشباب توظيفه إيجابياً لصقل مهاراتهم وعرض إبداعهم أمام الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى