يمن الغد / عبد الرب الفتاحي – خاص
أرسلت ايران ما اسمته سفيرا لها الى صنعاء هو بالأساس قائدا عسكريا في فيلق القدس أحد أجنحة الحرس الثوري والذي صنع الخراب والفوضى في المنطقة العربية مما عزز وجود ايران المفكك لواقع الدول لصالح فئات مسلحة تنهب ثروات الدول ومؤسساتها لفرض ثقافة الفيد والنهب وبذلك تكون ايران إحدى الدول المثيرة للنزاعات في اليمن والمتسببة بهذه الحرب الطويلة.
* أخطبوط الحرب المذهبية..
مالم يتوقعه أحداً صار واقعا؛ فمن عملية نقل قيادات حوثية ظلت عالقة في عمان بسبب الحصار المطبق الذي يفرضه التحالف جواُ وبحراً وبراً منذ ست سنوات إلى ايصال السفير الايراني حسن ايرلو لصنعاء في طائرة الأمم المتحدة كما يعتقد الكثير من المراقبين وان كانت الاخيرة نفت ذلك.
بعد وصول السفير الإيراني أعلنت ايران عن تعينه فيما ظل الخطاب الايراني كالعادة متشدد فيما يخص الوضع اليمني سياسيا وعسكريا فإيران أعلنت أنها ستقدم كافة أنواع الدعم لجماعة الحوثيين الأقرب اليها مذهبا وتعتبر ايران الداعم الرئيسي للجماعة على مدى ظهورها كحركة تميل للمذهب الشيعي المتشدد المعادي لكافة الحركة الدينية والسياسية.
* ايرلو الحاكم الفعلي لصنعاء..
عندما وصل حسن ايرلو اختار الوقوف بين جموع من احتفل بالمولد النبوي من انصار جماعة الحوثي حيث كان مرتديا رداء أخضر كما أن الحراسة كانت تحيط به بشكل ملفت مما يثبت تخوف الجماعة من استهدافه.
وبعد عدة أيام من وصوله قدم حسن ايرلوا ورقة اعتماده كسفير لرئيس المجلس السياسي للجماعة مهدي المشاط ليكون السفير الوحيد لدى الحوثيين.
أرادت ايران من خلال تعين سفير لها في اليمن وضع يدها على مناطق سيطرة الحوثيين وتعزيز هذا الحضور وفق خطط استراتيجية على المستوى السياسي والعسكري فايران ترغب بحضور واسع لها في المنطقة تكرس فيها مطامعها كما أن الدور الأكبر الذي تعمل ايران عليه هو ابراز حجم وجودها ورغبتها في اعادة تشكيل المنطقة بناء على تشكيل الجماعات الشيعية واتاحة المجال لها في الحكم واسقاط الدول العربية.
يرى كثير من المراقبين أن ايرلو هو الحاكم الفعلي لمناطق سيطرة الحوثي وهو من سيرسم الاجندة التي تخدم بلاده في العديد من الساحات الدولية حيث أصبحت اليمن ورقة ضغط ايرانية لخدمة مشروعها السياسي والعسكري والاقتصادي وتعزيز رغبتها في أن تكون اليمن كرت في يدها تلوح به في الكثير من الحوارات.
* جنرال ببزة سفير..
حسن ايرلو قائد عسكري جنرال في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني هو من المتخصصين في الأسلحة المضادة للطائرات وشارك في الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت في عام 1980 وانتهت في عام 1988.
علي البخيتي أحد القيادات التي أيدت سيطرة الجماعة على صنعاء ثم معارضته لها فيما بعد أكد أن حسن ايرلو والمعين لدى ميليشيات الحوثي كسفير لا علاقة له بوزارة الخارجية ولا يرتبط بها إطلاقاً.
وقال البخيتي “أن حسن ايرلو هو المسؤول عن الملف اليمن عموماً، وأن ارتباطه مباشر مع مكتب المرشد الأعلى للثورة في إيران”.
البخيتي حذر من تواجد السفير الإيراني لدى الحوثيين وهذا حسب وصفه يحمل دلالات خطيرة جداً، لاسيما وأنه كان من ضمن الكوادر القيادية في الحرس الثوري الإيراني.
وأفاد البخيتي أن إيرلو” كان المسؤول عن إيصال المخصصات المالية للميليشيات في اليمن ولبنان ورأى في تعيينه سفير على أنه غطاء للدور الحقيقي الذي سيقوم به في اليمن، وهو وسيط بين الميليشيات الحوثية والنظام الإيراني.
* تفعيل الخطط..
كانت ايران تعمل جاهدة على أن يكون لها حضور قوي في العديد من البلدان العربية منذ أن أعلنت عن دولتها الإسلامية ودخلت في حرب مع الحرب لمدة ثمان سنوات.
وجود العراق كدولة إقليمية قوية بعد خروجه منتصر على ايران في عام 1988 وبقوة عسكرية هائلة عزل ايران عن تحقيق أهدافها وفرض عليها الإنكفاء في سياسة التدخل الخارجي والعسكري.
مع غزو العراق للكويت وتشكل تحالف دولي لمواجهة العراق وما أصاب العراق من ضعف سياسي وعسكري فقد اعاد ذلك تفعيل ايران لخططها السياسية والعسكرية وذلك في دعم جماعات مختلفة في سوريا والعراق ولبنان واليمن لكن مع الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 وإسقاط نظام صدام حسين سارعت ايران بتنفيذ مخططها بشكل أكبر وبحرية أوسع حيث أحكمت السيطرة على العراق بعد هذه الفترة واستطاعت المليشيات الموالية لها اختراق المؤسسات السياسية والعسكرية والدينية واغتالت القيادات العسكرية التي شاركت في الحرب عليها وفرضت نظام سياسي طائفي يحتكر القرار وفق الرغبة الايرانية.
* وكيل ايران في اليمن..
يرى الكاتب الصحفي سامي نعمان ان ايران تتعامل مع حركة الحوثيين الإرهابية باعتبارها وكيل لها في اليمن وهي عندما أرسلت سفيرها فهي أرادت إدارة الأمر بشكل مباشر عن طريق قيادتها العسكرية.
ويستبعد سامي نعمان أن تكون لدى الحوثي أي أرث وطني فهذه الجماعة من وجه نظره مليشيات لا تعمل بالسياسة بل تعمل في الحرب وهي أداة حربية تخريبية.
أما عن دور السفير الايراني حسن ايرلو والدور الذي سيقوم به في اليمن فاعتبر نعمان أن الايرانيين كان لديهم قائد عسكري كان في اليمن من قبل أن يأتي ايرلو وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه.
يقول نعمان “الترتيبات الأخيرة أتت لاستعادة واستبدال شهلاي بإيرلو مع الاحتفاء بدخوله على أنه سفير وذلك لرفع الحرج هذا من ناحية ومن ناحية أخرى حتى يؤمنوا تحركاته بشكل أفضل.
وتابع نعمان حديثه أن شهلاي لم يعلن الايرانيين أو الحوثيين عن وجوده في اليمن لكن طالما وقد فضح فقد أتوا ببديل عنه وبصفة سفير وهو حسن ايرلو وسيؤدي نفس المهمة التدميرية والتخريبية والإرهابية والتي كان يؤديها سلفه شهلاي والذي قد يكون موجوداً في اليمن أو غادر على متن نفس الطائرة وبالطريقة التي قدم به حسن ايرلو.
* دولة لاتحترم السيادة..
يصف سامي نعمان ايران على أنها دولة إرهابية ولديها نظام متخلف لا يعترف بالقوانين والمواثيق الدولية التي تحرم التجاوز للسقف الدبلوماسي وتجاوز الحكومات المعترف بها.
وأستدرك نعمان أنه لا يوجد دولة في العالم تتعامل بهذه الطريقة الفجة والوقحة مع الدول الأخرى مثل ما تتعامل ايران فالدول المتقدمة وفق ما يراه نعمان تتعامل مع حكومات تمتلك شرعية بينما ايران هي من قادت لاسقاط دول وتخريبها واضعافها وإدخالها في حروب وهي من أشعلت الفتن الطائفية بالمنطقة.
وأشار نعمان إلى أن ايرلو هو قائد عسكري مجرم أتى لليمن بطريقة غير قانونية ولدعم مليشيات إرهابية تقتل اليمنيين وينبغي التعامل معه على هذا الأسس.