مناهج الحوثي التعليمية في اليمن.. مقررات إيرانية لصناعة “الإرهاب”

يمن الغد – تقرير

تحث مقررات دراسية أدرجها الحوثيون مؤخرا في مناهج التعليم، الأطفال على التطرف والكراهية لصناعة “إرهابيين صغار”.

وأصدرت إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم بصنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين بقيادة شقيق زعيم الجماعة الأكبر، يحيى الحوثي، مقررين دراسيين جديدين، بنهج إيراني متشدد، وذلك تحت اسم “التربية الوطنية” و”التربية الاجتماعية”.

وأقرت مليشيا الحوثي منهجا دراسيا للمراحل الدراسية الأساسية (مستوى 1- وحتى مستوى 9)، وذلك ضمن مخطط لتغيير أيديولوجي فكري للأجيال المقبلة في مناطق سيطرتها.

ويهدد تفخيخ مليشيات الحوثي للمناهج التعليمية في مختلف الصفوف الدراسية بتسميم عقول الآلاف من الأطفال وظهور جيل جديد من “الإرهابيين الصغار”، إثر دس الانقلابيين ثقافة تحرض على العنف والقتل والتطرف والإرهاب المجتمعي والدولي.

ويعتقد الحوثيون ومخابرات إيران أن الرهان على أدلجة الأجيال المقبلة ضمن ما تسميه بـ”معركة الوعي” سوف يضمن لهما الولاء الدائم شمال اليمن حتى في حال جرت تسوية سياسية بضغط دولي.

واتجهت مليشيا الحوثي في السنوات الثلاث الأخيرة لتصميم برنامج تنظيمي مشدد على تعليم الأطفال الصغار، وأوكلت لأبرز أذرعها الأمنية مهمة الإشراف وتشيد “حواضن معزولة” عن أي اتصالات وتواصل واختلاط، وفقا لمصادر تربوية وخبراء.

وأوضحت المصادر أن مليشيا الحوثي ترى أن الجامعات والمدارس والمعاهد والمقرات التعليمية أوكار لأجهزة أمنية غير مرئية، وسعت للسيطرة عليها وتغير كادرها ومناهجها تمهيدا لتحويلها إلى “حواضن ملغومة” تصدر الإرهابيين الصغار والمتطرفين في المستقبل في سياسة لإطالة أمد الحرب.

 مناهج للتطرف والعنف

ويحث محتوى المقررات الحوثية بشكل علني على تفخيخ الوطن والدولة وعلى الاقتتال الداخلي وخطاب التطرف والعنف والكراهية كنوع من أنواع “الصمود اليمني”، حسب هذه المناهج.

ولا تختلف المناهج الحوثية عن الخطاب الحماسي والتحريضي الذي تنتهجه المليشيات في إعلامها الحربي ومناهجها الطائفية التي تقرها في الدورات الثقافية لغسل أدمغة النشئ وتحويلهم إلى مقاتلين.

ففي (ص16) من مقرر “التربية الوطنية” للمستوى التعليمي 5، يضع الحوثيون للطلاب تعريفا عقائديا لمفهوم وعوامل “الصمود”، في طلب غير مباشر للاستعداد النفسي المتعاظم والانتقال بالأطفال من مجرد”طلاب علم” إلى “عناصر في مليشيا عقائدية مسلحة”.

و”الصمود” هو مسمى”تعبوي عسكري” لمقاومة الجوع والعطش، ودرج في المجتمع اليمني منذ حرب الحوثيين والذين يعرفونه بمقاومة “المناهضين” ويعدون أحد عوامله “التحصن في القلاع والجبال”، كشحذ نفسي للصغار للاستعداد للقتال والحرب.

أما المقرر الآخر والذي يحمل اسم “التربية الاجتماعية”، فلا يعدو أكثر من كتيب ديني مستنسخ من المحاضرات الدينية للجماعة والتي تدعو للاحتشاد في المناسبات الطائفية كـ”المولد النبوي” ويوم “الولاية” و”الإمام زيد”.

وفي المقررين، اعتمدت مليشيا الحوثي التكرار في كل الدروس للترسيخ في ذهنية الأطفال الصغار أنها تخوض الحرب ضد أمريكا وإسرائيل وبالنيابة عن الأمة وأن الله يؤيدهم بمعجزات وكرامات في حال ما تزعم أنه “الجهاد في سبيل الله”.

كما حرضت بوحشية على كراهية اليمنيين المناهضين لمشروعها وعلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فيما حذفت كل الشخصيات والرموز الوطنية اليمنية، واستبدلتها بقياداتها ومرجعياتها الدينية الإرهابية. 

 أفكار مستوردة

ونددت الحكومة اليمنية بالعبث الحوثي بالمناهج التعليمية في مناطق سيطرتها ودس المعلومات المضللة والأفكار الإرهابية المتطرفة المستوردة من إيران.

واعتبر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، مواصلة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران العبث بالمناهج التعليمية في مختلف الصفوف الدراسية وتسميم عقول الآلاف من أطفالنا في مناطق سيطرتها بالأفكار المستوردة تستهدف ثقافة اليمنيين وهويتهم التاريخية والحضارية.

وحذر الوزير اليمني في سلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر”، من خطورة هذه الممارسات التي تحرف العملية التعليمية عن مسارها ودورها البناء ورسالتها النبيلة وتوظيفها لصالح فئة دخيلة على ثقافة وهوية المجتمع.

كما حذر من انعكاساتها الكارثية على سلامة النسيج الاجتماعي وقيم العيش المشترك بين اليمنيين ومكانتهم المستقبلية بين شعوب ودول المنطقة والعالم

وطالب المسؤول اليمني المجتمع الدولي والمبعوث الخاص لليمن، مارتن جريفيث، للقيام بدورهم إزاء هذه الظاهرة الخطيرة التي تتناقض مع جهود إحلال السلام، وتؤكد مضي مليشيا الحوثي في مخططها الانقلابي.

كما “تنذر بجيل قادم من المؤدلجين والمعبأين بثقافة الموت والكراهية لن تقتصر مخاطرهم على اليمن بل ستمتد لتشمل المنطقة والعالم”، على حد تعبيره.

Exit mobile version