يمن الغد/ تقرير- خاص
رسّخت المليشيات الإخوانية فوضى تتسع باضطراد وتهدد بانتشارها المرعب السكان في محافظة تعز جنوب غربي البلاد..
* قهر لا ينتهي..
سطو.. اغتيالات.. اختطافات.. نهب للاراضي والمتاجر.. والجيش والامن منشغلا بتنفيذ اوامر تصيغها المصالح والمكايدات..
ما تشهد محافظة تعز من جرائم سطو للاراضي وفقا للناشط محمد الحسني أثناء حديثه لـ”يمن الغد” يبرهن على أنّ الشرعية باتت مخترقة من فصيل الاخوان الاكثر ارهابا فمليشيا الاخوان لا تختلف مطلقًا عن المليشيات الحوثية التي تجيد هي الأخرى ارتكاب جرائم النهب والسطو على صعيد واسع.
وفي السياق اعتبر خالد بن طالب خلال حديثه لـ”يمن الغد” قضايا نهب الاراضي بتعز سواء اراضي الدولة والاوقاف او اراضي المواطنين في المدينة، اعتبرها قصة ظلم وقهر لا تنتهي في ظل حكم المليشيا..
وبات واضحًا أنّ سيطرة المليشيات الإخوانية على تعز تبقى مصحوبة بفوضى أمنية تصنعها المليشيات الإخوانية بغية تعزيز هيمنتها على الأرض وهو ما يُكبّد كلفة دموية، والأمر هنا لا يقتصر على جرائم واعتداءات لكن يصل كذلك إلى حد القتل والتصفية الجسدية.
* الصراع المحموم..
العصابات الاخوانية التابعة للشرعية تخوض صراعا محمومآ في السيطرة على الأراضي بالمحافظة..
الاربعاء الفارط لقيت امرأة ثلاثينية مصرعها، تصادف مرورها خلال وقوع اشتباكات عصابات إخوانية على قطعة أرض بالقرب من نقطة الهنجر بمدخل تعز الغربي.
مصادر اكدت اختراق عيار ناري طائش رأس الضحية وداد عبدالقادر (30 سنة)، خلال اصطحابها والدتها – على متن سيارة صالون – من الريف إلى المدينة لاستلام مكافأة مالية لوالدها المتوفي.
المصادر قالت إنّ الرصاصة التي هشمت رأس الفتاة نفذت إلى ظهر سائق السيارة (توفيق بجاش) من ابناء جبل حبشي، مشيرة إلى إسعافه الى مستشفى البريهي.
هذه الواقعة الدموية ليست الأولى من نوعها، ففي كثيرٍ من الأحيان اندلعت اقتتالات وصراعات بين عناصر هذه العصابات في تصارع على كسب الأموال والسيطرة على الأراضي.
وفي وقت سابق اندلعت اشتباكات، بين عصابتين تابعتين لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، في حي الجامعة بمحافظة تعز في خلافات على الاراضي المنهوبة.
كما جرت اشتباكات في حي الحصب وبيرباشا على نهب الاراضي..
* نهب بالقوة..
وتصب قيادات وعناصر إخوان الشرعية جم اهتمامها على استغلال الحالة العبثية الناجمة عن الحرب في العمل على تكوين ثروات ضخمة، ما يعني تربحًا على أكتاف الفقراء، ومن تحت أنقاض الحرب.
وروى المواطن عدنان الشرفي قصة نهب ارض يمتلكها عن طريق وراثته لها من إحدى أقاربه وهي بالجوار من منزله المتواضع وفقا للقصة المأساوية التي نشرها ”نافذة اليمن”.
الشرفي البالغ من العمر 50 عاماً أظهر لنا وثيقة رسمية “بصيرة” تثبت ملكيته لقطعة الأرض وقام بتسديد سند القبض الخاص بوزارة الأوقاف والارشاد.
وأشار الشوافي بأنه وفي إحدى الأيام تهجمت عصابة مسلحة تابعة لقيادي في حزب الإصلاح الاخواني وحاولت البسط على قطعة الأرض الخاصة به ورغم قلة حيلته قام بمحاولة الدفاع عن حقه وذهب للإبلاغ عن القيادي المدعو “خ هـ ح م “وعصابته المسلحة الى مكتب الأرشاد والأوقاف بالمحافظة ممثلاً بمديره خالد عبد النور البركاني والذي قام بتوجيه طلب الى مدير عام شرطة محافظة تعز للقيام بالحماية الكاملة لقطعة الأرض الخاصة بعدنان الشرفي وضبط المعتدين.
وأفاد الشرفي بأن شرطة تعز لم تلب الطلب السابق وأنه فور ماعلمت العصابة المسلحة التابعة للقيادي الإخواني بأنه حاول الدفاع عن حقه قامت في اليوم التالي بالتهجم عليه الى منزله وضربه بأعقاب البنادق وسحبه الى الطقم التابع لها أمام مرأى أهالي الحي الذين لم يتمكنوا من فعل شي أمام العصابة المسلحة الذي تستخدم طقومات عسكرية تابعة للدولة.
وأضاف بأنه ذهبوا به الى احد السجون التابعة لهم وتم سجنه بضعة أيام دون أي مصيغ قانوني.
وقال عدنان بأن المزرعة أصبحت بعد حفرها بالمعدات الثقيلة التابعة للمليشيات المسلحة مزروعة بقواعد البناء مشيرا بأن عصابات مسلحة كهذه تستغل نفوذها كونها تتبع قيادات سلطة الامر الواقع في المدينة في ظل غياب سلطة القضاء.
ووجه الشوافي دعوة للحكومة الشرعية لإنصافه وإنصاف المتضررين مثله وانقاذهم من أيدي هذه المليشيات المسلحة وإحالتهم الى القضاء لنيل جزائهم الرادع.
* مليشيا المقلوع..
الاثنين الفائت اعتقلت قوات أمنية – مواطناً في محافظة تعز بسبب رفضه دفع إتاوات مالية، وتم نهب ما بحوزته من ممتلكات.
وقالت مصادر محلية إن مُسلحين من اللواء 17 مشاة تابعين للقيادي في حزب الإصلاح صدام المقلوع؛ قاموا باختطاف المواطن بلال قاسم الدبعي من مقر عمله في سوق الزُّنقل بمدينة التربة، غربي تعز.
واشارت إلى أن اعتقال الدبعي نتيجة رفضه دفع إتاوات فرضها المقلوع وعصابته الذين اقتادوه إلى أحد سجون اللواء، غربي المدينة.
وأكدت المصادر أن مسلحي المقلوع صادروا سيارة الدبعي ومبلغ مليون ريال كان بحوزته، كما أغلقوا “المنياس” التابع له وطردوا كل العاملين هناك.
لافتة إلى أنه تم إطلاق سراح الدبعي لاحقا – بدون إعادة ممتلكاته، ما جعله يعتصم أمام مقر السجن مُطالباً بإعادة ممتلكاته..
ويُعتبر صدام المقلوع أحد القيادات العسكرية البارزة المُقرّبة من قائد محور تعز خالد فاضل، وقائد عصابات تقوم بالاستيلاء على الأراضي بقوة السلاح.
الجدير بالذكر، أن هذه الحادثة جاءت بعد أسبوع من اقتحام مكتب نائب رئيس جامعة تعز فرع التُّربة، الدكتور أحمد الرباصي، والاعتداء عليه من قبل نديم المقطري ومُسلحين يتبعون القوات الخاصة في المحافظة.
* سرطان الاخوان..
وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.
وتهدف الفوضى الأمنية في المقام الأول، أن تضمن مثل هذه الفصائل الإرهابية تعزيز سيطرتها وهيمنتها على هذه المناطق، كما تتستر وراءها من أجل شن الاعتداءات على المدنيين.