الإمارات في اليمن.. عيادات الفقراء تهزم رصاصات الغدر
منذ عام 2018، وعيادات الإمارات المتنقلة تعمل على مدار الساعة كل يوم لتقديم العلاجات المنقذة للأرواح لآلاف اليمنيين.
ولا تتوانى العيادات المتنقلة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الذراع الإنسانية للإمارات في اليمن، عن المخاطرة في سبيل إنقاذ أرواح المعدمين من مخالب الأمراض في قرى الريف المنسية من بلاد تواجه ثالوث المجاعة والإرهاب والانقلاب الحوثي.
ويعد الهجوم الغادر لمسلحين متطرفين، الأربعاء الماضي، على إحدى العيادات المتنقلة للهلال الأحمر الإماراتي، أثناء عمل فريقها الطبي في علاج أهالي بلدة “المشقر” غربي محافظة تعز، أحدث مثال لرصاصات الغدر الرامية إلى إطفاء وهج الإنسانية في بلاد يفتقد الملايين فيها لإمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية.
ويعدّ اليمن واحدة من أخطر بيئات العمل غير المواتية في العالم، حيث لا يزال العاملون في المجال الإنساني يواجهون أعمال الاحتجاز والمضايقات من قبل مليشيات الحوثي والإخوان.
وكشف مصدر مسؤول في مكتب الهلال الأحمر الإماراتي بالساحل الغربي لليمن أن عيادة متنقلة مؤلفة من الطبيب اليمني عبده سيف، ومساعده، محمد عمر، تعرضت لهجوم مسلح مروع أثناء اختراقها أكثر من 20 كيلومترا شرق بلدة يختل غربي تعز من قبل مسلحين متطرفين يرجح انتمائهم لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وأوضح، أن مسلحين متطرفين حرضوا أهالي البلدة النائية إلى رشق العيادة المتنقلة بالأحجار قبيل قيامهم باعتراض ومحاولة اغتيال الطاقم الطبي في طريق رملي عبر إطلاق وابل من الرصاص.
ونجا الطاقم الطبي للعيادة الإماراتية بأعجوبة من 10 رصاصات غادرة اخترقت العيادة وأدت لإعطاب أحد الإطارات قبل أن تتدخل القوات اليمنية المشتركة وتنقذ الطاقم وتشرع في مطاردة وملاحقة المسلحين الذين لاذوا بالفرار على متن دارجة نارية، طبقا للمصدر.
وقوبل الهجوم الإرهابي ضد العاملين في المجال الإنساني بتنديد إماراتي ويمني وعربي وأممي واسع باعتباره تجاوزاً كبيراً للأعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية.
واعتبرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن الهجوم الجبان يستهدف إعاقة عمليات الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية مؤكدة تواصل جهودها في تقديم المعونات والمساعدات على الساحة اليمنية أينما كانت هناك حاجة رغم المخاطر التي تنطوي عليها، انطلاقاً من حرصها في استمرار أعمالها الإنسانية للتخفيف من معاناة المتضررين.
كما نددت مصر بالهجوم، مؤكدة استنكارها الشديد لمثل هذه الأعمال الإجرامية، ورفضها التام لكافة أشكال العنف والإرهاب.
ونددت الأمم المتحدة بمهاجمة عيادة طبية أثناء قيام طاقمها بتقديم خدمات طبية لأهالي قرية المشقر واخترق الرصاص السيارة بينما كان العاملون بداخلها.
وحث منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، السلطات على تحديد هوية مرتكبي الهجوم وتقديمهم بسرعة إلى العدالة، مشيرة إلى أن مهاجمة البعض من العاملين ف بالمجال الإنساني والذين يقدمون المساعدة للناس للبقاء على قيد الحياة هو انتهاك مر ّوع للقانون الإنساني الدولي.”
إلى ذلك، أكدت المقاومة الوطنية اليمنية أنها سوف تقوم بواجب ضبط الجناة، مشيرة إلى أن الإجماع على إدانة جريمة الاعتداء الآثم ومحاولة الاغتيال التي استهدفت طاقم العيادة المتنقلة للهلال الأحمر الإماراتي يؤكد المصلحة الجماعية التي تقدمها الهيئة الإنسانية في كافة برامجها على امتداد قرى وأرياف الساحل الغربي.
وتخفف العيادة الطبية المتنقلة التابعة للهلال الأحمر الإماراتي من معاناة آلاف اليمنيين في القرى والبلدات الريفية من خلال الرعاية الطبية والأدوية المجانية بمختلف المناطق المحررة أهمها الساحل الغربي من محافظتي الحديدة وتعز غربا ومحافظتي حضرموت وشبوة شرقا.
ومثل اطلاق العيادات المتنقلة ضمن حزمة مشاريع صحية للهلال الأحمر الإماراتي في اليمن في أغسطس 2018، بمثابة انقاذ لحياة أكثر من 105 آلاف مريض، بينهم 60 ألف طفل، و30 ألف امرأة، و15 ألف من كبار السن، استفادوا من خدماتها المجانية.
وبلغ عدد المرضى الذين تم علاجهم في النصف الأول من الشهر الجاري، أكثر من 1146 يمني، يستوطنون قرى فقيرة في ريف مديريات “التحيتا” و”بيت الفقية” و”الخوخة” بالحديدة و”الوازعية” و”موزع” و”ذوباب” بتعز، وفقا بيان لهيئة الهلال باليمن.
وتغطي 3 عيادات متنقلة أكثر من 130 قرية في الساحل الغربي، فيما تنقلت عيادات طبية آخرى في بلدات “الحرشيات” و”الطويلة” و”قصيعر” و”ظلومة” و”غيظة البيهش” و “حصيحصة” و”الخربة” و “عضد” و”العيون” و”عبدالله غريب” و”الخزانة”، في محافظة حضرموت وعالجت 1312 مريضا مجانا في الأسابيع الأخيرة.
وبخلاف الآلاف في القرى الريفية، فتشكل الخدمات التشخيصية والعلاجية من العيادات الإماراتية المتنقلة مصدر حياة لأكثر من 3 آلاف أسرة نازحة تقطن في 6 مخيمات بمحافظة الحديدة.
ويقول الأطباء في العيادات الإماراتية المتنقلة أنهم يكافحون في شكل يومي 9 أمراض تتفشى في هذه البلدات، أبرزها “الاسهال” و”الكوليرا” و “حمى الضنك” و”الملاريا”.
ويرى ناشطون ومنظمات وأحزاب سياسية يمنية إن الهجوم على عيادات الفقراء يأتي ضمن تحريض وإساءة مستمرة تستهدف الدور الإنساني للأشقاء الإماراتيين وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وطالبوا الحكومة اليمنية بمعاقبة ومحاسبة من يحرض ضدهم سواء كانوا أفرادا أو كيانات أو أحزاب أو جماعات، وذلك في إشارة للحملات الإخوانية المدعومة قطريا ضد طواقم الهيئة الإنسانية.
وقال رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أصيل السقلدي، إن الرصاصات الغادرة التي أطلقها الجبناء على العيادة المتنقلة عملية استهداف ممنهجة للإنسانية وجريمة قتل لكل المستفيدين من أدوية تحمل إلى قرى تشهد تردي مخيف وتعرضت لحرب تجويع حوثية منذ الانقلاب.
واعتبر الإعلامي اليمني، إعلان هلال إمارات الخير الاستمرار في مشواره الإنساني يعد مثال لتضحيات جسيمة قدمها الهلال الأحمر الإماراتي تجاه الشعب اليمني رغم العقبات والصِّعاب والمخاطر عند إيصال المساعدات للمحتاجين والنازحين، لافتا أن جهود كهذه “تستحق ورود السلام لا رصاصات الغدر”.