ثقافة وفنمحلياتمغتربون

فن تشكيلي يمني في القاهرة تحت عنوان “مصر بعيون يمنية”.. مَعرض حافل بالإبداع وتكريم يليق بالمكان

سجل افتتاح المعرض اليمني الأول للفن التشكيلي، في العاصمة المصرية القاهرة تحت عنوان “مصر بعيون يمنية” لحظات فارقة واستثنائية في تاريخ العلاقات الإنسانية والروحية والتاريخية بين شعبي مصر واليمن.

فقد أتى المعرض ليعبر عن عظمة البلدين ومتانة العلاقات بين الإنسان المصري واليمني طوال العقود والقرون الماضية من خلال 60 لوحة حاكت الواقع بجمال أخاذ وسيريالية مدهشة.

حيث برز التنافس بين المبدعين صغارًا وكباراً باعثين رسالة مختزلة وعميقة بأن مصر أم الدنيا وأرض الكنانة ومهد التاريخ وستظل شامخة وخالدة.

وتحدث الفنان الشاب ردفان المحمدي، حول المعرض والترتيب له وهو أحد أعضاء لجان التحكيم في المسابقة وأحد المشاركين بلوحة “نيلية” مصرية خالصة حملت جمال النهر وروح الفن.. قال ردفان أن الرسالة اليوم وصلت، وأن فكرة وعنوان المعرض خلقتها الظروف الحالية والاستثنائية، التي أتت لتعبر لهذا البلد عن عظمته وجماله ووقوفه إلى جانب اليمن أرضًا وإنسانًا.

وأضاف، الفكرة أتاحت للمبدعين من عمر 10 سنوات وحتى 50 عامًا لإخراج مكنون إبداعاتهم وإيصال رسالة مفادها مصر في عيون اليمنيين.

المحمدي أكد أن المشاركة جاءت مبهرة من خلال اللوحات التي رسمها أكثر من 20 فنانا وهي بطبيعة الحال من مدارس وخامات وأفكار مختلفة.

وحول ما إذا كانت اللجنة قد اختارت الفائزين حتى الآن أم لا، أفاد أن هناك مجموعة أسماء تصدرت القائمة وأنهم بحاجة لجلسة أخرى كلجنة للتقييم والاختيار، ليتم اختيار الثلاثة المراكز الأولى من الكبار ومثلها من الصغار، وأن الأمر تأجل حتى الخميس القادم.

علاقة وطيدة

الأستاذ والأديب عبد الله با كدادة، كان له رأي واضح حيث قال، يأتي المعرض بجهود الشباب ليجسد العلاقة الوطيدة بين الشعبين والبلدين التي لم تكن وليدة اللحظة بل امتدت إلى عمق التاريخ.

وأضاف، الجميع يعرف هذا التكامل بين الحضارة الفرعونية اليمنية والتي كان لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر في عهد عبد الناصر الأثر البالغ والكبير لإثبات توحد الرؤى والأهداف.

وأكد على أن الشعب اليمني يعي أهمية دعم مصر خاصة في هذه اللحظات الفارقة التي تعاني فيها (الجمهورية) من عودة الإمامة بكل مخالبها.

كما كشف عن أن المعرض بين استيعاب المبدع اليمني لهاتين الحضارتين وتجسيدهما في اللوحات التي تابعناها جميعًا.

وختم، نقول للشباب، مزيدا من الإبداع والتعبير عن مكانة هذا البلد الذي احتضن اليمنيين سواء الذين يأتون للعلاج أو نتيجة لخلافات سياسية.

الشعور بالفخر

وسام العنسي، فنان تشكيلي مميز وأحد الذين شاركوا في المعرض أوضح بقوله: مهما قدمنا لا يمكن أن نفي هذا البلد حقه سواء من خلال ما يقدمه لليمنيين أو من واقع تجسيد ما تمتلكه مصر من معالم سياحية سواء تاريخية أو دينية.

نحن فخورون بما قدمناه اليوم، فأنا قدمت لوحة تعبر عن جمال العمارة الإسلامية والعمرانية بشكل عام التي تزخر بها مساجد مصر إضافة إلى الحضارة الفرعونية.

وأضاف، كانت فترة التحضير وجيزة جدا حيث تسابق مجموعة من المبدعين مع الزمن وخرجوا بهذه الخلاصة المدهشة.

جمال وقواسم مشتركة

تامر عبد الوهاب إعلامي، المعرض جميل خصوصًا وأنه حمل هذا العنوان مصر بعيون يمنية، ولمصر مكانة عظيمة ليس من خلال هذا المعرض، وإنما من واقع الدعم التاريخي للثورات اليمنية حتى جلاء آخر جندي بريطاني في ال30 من نوفمبر 1967م.

وأضاف، بهذه اللوحات تم تجسيد كيف امتزج الدم اليمني والمصري من خلال الفرشاة وهناك سحر وجمال حملته اللوحات وقواسم مشتركة بين البلدين ممتدة منذ عقود طويلة وحضارات تتجاوز 7 آلاف سنة.

وحول ما إذا كانت لفتت نظره لوحة معينة قال، هناك بالتأكيد اختلافات من لوحة إلى أخرى لكن الحقيقة أن جميعها حملت مضمون تعبيري وتجسيدي رائع بين البلدين.

مبينا أن هناك لوحات تتحدث عن التراث الشعبي اليمني والمصري وكذلك التاريخي، من خلال الأعلام وطيور الجمهورية إن صح التعبير، بمعنى أن جميعها عبرت عن عمق الماضي وروح الحاضر، وأتمنى أن تستمر مثل هذه الفعاليات والمناسبات.

مشاركون صغار

سارة الظفري، من أصغر المشاركين ولها لوحات عديدة أرادت اليوم أن تمثل بلدها في هذه الفعالية واعتبرتها فرصة للظهور. كما تم التقاط صورة لها إلى جوار لوحتها وهو ما ظلت تقدمه أمام الضيوف والإعلاميين.

صدام العدلة، من المشاركين الشباب النشطين قال، شاركت بلوحة من خلال الفولاج القائمة على عملية القص واللصق وقمت بعملية الدمج بين الحضارتين اليمنية والمصرية.

وأضاف، استنبطت من عناصر الحضارة المصرية واليمنية أهم ما فيها وتم مزج ذلك بالخنجر اليمني التقليدي (الجنبية) ودفاع الحياة من الحضارة المصرية.

بعد ذلك اشتغلت على الألوان ورمزت لمصر باللون الأزرق الذي هو لون النيل، واللون الأخضر لليمن والذي هو لون الخنجر ولون الأرض أيضًا إضافة إلى تلك المثلثات الهرمية التي تعبر عن جزء من العمارة.

بدا المعرض وكأنه نسق واحد من النيل والتاريخ المترابط مع الأرض اليمنية والعمارة الإسلامية والفرعونية والتراث الشعبي.

الحضور شكل لوحة لم تكن متوقعة رغم أن التنظيم والدعوات جاءت في وقت وجيز، حيث كان هناك حضور نوعي ومتنوع للمرأة اليمنية المبدعة والأم والفتيات الصغار والشابات من المشاركات والضيوف.

لفيف من المهتمين والإعلاميين سواء الذين قاموا بتغطية الحدث أو الذين أتوا لمشاهدة اللوحات ورصد الحدث بعيونهم وتعبيراتهم.

رضوان الحميدي، مشارك خارجي يعيش في إثيوبيا، صرح بأنه شارك بلوحة “تحبير” باللون الأسود على كانسون خاص بالرسم، مشيرا أن اللوحة “سريالية” تعبر بشكل سريالي عن التاريخ والحضارة التي تزخر بها مصر منذ آلاف السنين مع ألوان خفيفة جدًا، كما تم إدخال “القمرية” اليمنية كرمزية لواحدية التاريخ بين الشعبين.

وختم حديثه بالقول، إن الهدف من اللوحة التعبير عن السلام الذي حافظت وتحافظ عليه مصر من خلال أمنها واستقرارها وكذلك مد يديها لكل أشقائها بالمنطقة العربية وإفريقيا.

المعرض شكل لوحة فريدة من خلال الإبداع الذي قدمه أكثر من 20 فنانًا، أو بالحضور غير المتوقع من قبل الجالية العريضة، وكذلك الحضور الرسمي للسفارة اليمنية والجهات المصرية المعنية والمركز الثقافي اليمني ووزارة الثقافة أيضًا.

زر الذهاب إلى الأعلى