نشرت وكالة سبوتنيك الروسية مساء اليوم تقريرا حول مأرب وعنونته بتساؤل حول العقبات التي تحول دون سيطرة جماعة الحوثي على مأرب؟.
وأجابت الوكالة عن السئوال بتقرير مطول وتصريحات لسياسيين يمنيين أجمعوا على أن قبائل مأرب هي من تصد هجمات الحوثي وهي الصد والحاجز المنيع حتى الان.
وجاء في التقرير : شهدت الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات اخفاقات متتالية رغم ضخامة الدعم اللوجستي من التحالف في مواجهة جماعة “الحوثي” التي تقف الآن على أبواب أهم المحافظات الاستراتيجية الشمالية “مأرب” في ظل صراع مشتعل بين مكونات الشرعية وبينها وبين المجلس الانتقالي الجنوبي.. فهل يسلمها الطرفين لقوات صنعاء؟.
القبائل والدفاع عن مأرب
رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، الدكتور عبد الستار الشميري، قال إن الوضع العسكري لقوات الحكومة اليمنية اليوم مترهل وفي أسوأ حالاته، كما أن هناك تراجع في بعض الجبهات مثل مأرب والجوف وتقدم في جبهات أخرى وهذا هو الواقع، لكن رغم ذلك كله من المبكر أن نقول أن مأرب سوف تستسلم أو تسلم للحوثيين.
وأضاف الشميري في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك”: “دخول أنصار الله لمأرب لن يكون بالأمر الهين نظرا لأن هناك العديد من القبائل في تلك المحافظة تمتلك السلاح وهي التي تقوم بعملية الدفاع عن المحافظة، ويأتي الجيش في المرتبة الثانية”.
مصافي النفط
وتابع الشميري، “إن حجم التواجد الحوثي مع امتداد جغرافية المنطقة يجعل أمر الانقضاض على مأرب وبشكل خاص مدينة مأرب عاصمة المحافظة أمرا صعبا، ورغم ذلك هناك أجزاء من المحافظة بيد “أنصار الله” منذ فترة، أما المناطق المهمة مثل مصافي النفط والحقول وغيرها من المناطق الاستراتيجية، ورغم ترويج أنصار الله بأنهم أقتربوا من السيطرة على مأرب، إلا أن الأمر أصعب بكثير عليهم”.
وأشار رئيس مركز جهود إلى أن الأمر ليس مستحيلا ولكن من الصعب أن يأتي في أيام معدودة بل يحتاج إلى فترة طويلة جدا، وقد حاول “أنصار الله” قبل ذلك حوالي 9 مرات الدخول إلى قلب المحافظة والمناطق الاستراتيجية خلال السنوات الأربع الماضية، وفي كل مرة يحرزوا تقدما ولكن يتم إعادتهم من جديد إلى نقطة الصفر.
كر وفر
وأكد الشميري أن معركة مأرب هى معركة “كر وفر” نظرا لتوازن القوى فيها بين الأطراف المتحاربة سواء بعض القبائل البسيطة التي تنتمي إلى الحوثي، أو تلك القبائل الكثيرة التي تحاول الذود عن نفسها بغض النظر عن اقتناعها بالشرعية من عدمه، هناك تداخلات في مأرب في معسكر الشرعية، لكن هذا لا يجعلنا نتوقع أن مأرب على وشك السقوط بيد الحوثيين.
المسار الخاطىء
من جانبه، قال القيادي بالحراك الجنوبي عبد العزيز قاسم، منذ بداية الحرب بين المكونات الجنوبية كان المستفيد الأول هم الحوثيين، وطبيعة الاستفادة كانت من المسار الخاطىء أو الفاشل الذي انتهجته دول التحالف في تلك الحرب.
وأضاف في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك” أن الجهود المبعثرة للتحالف والشرعية اليمنية أسهمت بشكل كبير في سيطرة “أنصار الله” على الكثير من المناطق، كما أن احتدام الصراع اليوم بين الانتقالي والشرعية يخدمهم أيضا في هذا التوقيت الحساس من عمر الحرب وتطلعهم للسيطرة على باقي محافظات الشمال.
معسكر ماس
وأفاد مصدر في السلطة المحلية بمحافظة مأرب لوكالة “سبوتنيك” السبت الماضي بأن جماعة “الحوثي” اقتحمت معسكر ماس الاستراتيجي في مديرية مدغل شمال غربي مدينة مأرب، إثر هجوم شنته من عدة محاور دارت على إثره معارك أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
وأضاف أن “وحدات الجيش اليمني التي كانت متمركزة في معسكر ماس انسحبت عقب اختراق مقاتلي جماعة الحوثي خطوط دفاع المعسكر”.
الضغط العسكري
وأشار إلى أن استمرار الضغط العسكري لجماعة “الحوثي” على الجيش اليمني في مناطق باتجاه معسكر ماس، دفع القوات الحكومية، الأيام الماضية، إلى إفراغه من الآليات والعتاد الثقيل خاصة بعد سحب القوات السعودية عربات متنوعة ومدافع تابعة لها إلى معسكر تداوين شرق مدينة مأرب.
ومن شأن سيطرة جماعة “الحوثي” على المعسكر الاستراتيجي الذي يعد مقر قيادة المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني، إرباك القوات الحكومية خاصة أنه يمثل أحد أهم خطوط الدفاع عن مدينة مأرب، وسقوطه يمهد الطريق للجماعة في التقدم باتجاه المدينة التي تضم مقر وزارة الدفاع ومعسكرات تابعة للتحالف ومنشآت نفطية وأخرى حيوية.
التحالف والحرب في اليمن
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة “الحوثي” هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
اقرأ المزيد من يمن الغد :
صفحتنا على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/yemenalghadd/
تابعونا عبر قناتنا بالتليجرام