نازحو اليمن.. رحلة شتات لا تنتهي
يمن الغد – بديع سلطان
تواصل المليشيات الحوثية إشعال جبهات القتال في مختلف المحافظات اليمنية، بشكل دؤوبٍ ومستمر.
ونتيجة لتكرار المليشيات انتهاكاتها بحق المواطنين اليمنيين، ترتب على ذلك تفاقم مشكلات النزوح من المناطق التي يستهدفها الانقلابيون، حتى أضحت هذه المشكلة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق تقارير أممية ودولية.
وكشفت منظمة الهجرة الدولية، في تقرير حديث أنها وثقت منذ مطلع العام الجاري وحتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، نزوح 26 ألفا و915 أسرة، يمثلون 161 ألفا و490 فرداً نزحوا لمرة واحدة على الأقل، إضافةً إلى رصد نزوح ألف و300 أسرة نازحة للمرة الثانية بسبب تصاعد الصراع.
وأضافت المنظمة أنها رصدت نزوح 273 أسرة يمنية جراء تصاعد القتال في محافظات مأرب والجوف وتعز والحديدة.
وذكر التقرير الخاص حالات النزوح، أنه بين 8 و14 نوفمبر الجاري، تتبعت مصفوفة النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 273 أسرة (1.638 فرداً) نزحت مرة واحدة على الأقل.
وتم تسجيل أكبر عدد حالات النزوح المزدوجة في محافظات مأرب (162 أسرة)، وتعز (82 أسرة) والحديدة (26 أسرة)، وجميعها تشهد تصعيدا حوثيا واسعا.
تفاقم المأساة
ووسط هذه الأزمات الإنسانية التي تعد الأكبر على مستوى العالم، قال رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة شئون النازحين نجيب السعدي -وهي جهة حكومية رسمية-: إن الوحدة تواجه الكثير من المعضلات نتيجة تفاقم هذه المأساة، مع استمرار التصعيد الحوثي على مختلف الجبهات.
وأكد “السعدي” لـ”العين الإخبارية”، أن الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي أثرت بشكل عام على كثير من المواطنين اليمنيين، مما اضطرهم للنزوح من مناطقهم إلى مناطق أخرى بحثاً عن الأمان.
غير أن الأثر الأكبر والذي بلغ حدًا خطيرًا كان فيما يتعلق بالنازحين من مديريات مأرب والجوف، حيث نزحت قرابة 19 ألف أسرة خلال هذا العام فقط، من أطراف مأرب ونهم ومناطق مختلفة في الجوف، بحسب رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.
وأضاف “السعدي”، أن مأساة هؤلاء النازحين كانت كبيرة جدًا؛ نظرا لأنهم نزحوا للمرة الثالثة والرابعة، كما أن هؤلاء النازحين وصلوا إلى مجتمعٍ منهك، غير قادر على استقبال المزيد منهم، وهو ما ضاعف المأساة على نازحي مأرب والجوف.
أما فيما يتعلق بالنازحين من محافظة الحديدة، فتحدث “السعدي” عن أن هناك نزوحًا جديدًا، بسبب خروقات المليشيات الحوثية الأخيرة، بالإضافة إلى استمرار اضطهاد الحوثيين للأسر، مما اضطرهم إلى النزوح.
وأشار إلى أن هناك نزوحا لقرابة 900 أسرة خلال هذا العام، إلى مديرية الخوخة، جنوب محافظة الحديدة، بالإضافة إلى نزوح أكثر من ألف أسرة توجهت إلى محافظات عدن ولحج وتعز وأبين.
وأكد رئيس وحدة إدارة مخيمات النازحين أن أوضاع النازحين في عدن تتحسن يومًا بعد آخر؛ نظرا لأن هناك إدارة للنازحين تتابع العمل بشكل جيد ومستمر، كما تتعاون معنا السلطة المحلية بقيادة محافظ عدن أحمد لملس، بتوفير أراضٍ للنازحين.
“إضافة إلى وجود منظمات تعمل في مجال إدارة المخيمات، والآن بدأنا نتحول من المأوى الطارئ إلى المأوى المتنقل، وأوضاعهم حاليًا جيدة”.. يقول الدكتور السعدي.
يشار إلى أن عدد الأسر النازحة من كل المحافظات اليمنية إلى مدينة عدن وحدها، وفقاً للوحدة التنفيذية للنازحين، بلغ 7099 أسرة، بإجمالي 37961 فرداً.
ويمثل نازحو محافظة الحديدة ما نسبته 80% من هؤلاء النازحين، يتوزعون على مختلف مديريات محافظة عدن.