اخبار الشرعيهالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرمحلياتملفات خاصة

حين يتاجر النافذون بمعاناة النازحين وبتواطؤ المنظمات “ذمار نوذجا”

فساد قائم.. وطرق ملتوية لإسقاط الاسماء

 تقرير / يمن الغد – خاص

في احيان كثيرة لا يحصل النازحون في محافظة ذمار على المساعدات المخصصة لهم سواء كإيجار للمنازل أو مساعدات مالية أخرى ويتعمد القائمون على المنظمات الداعمة للنازحين ننهب المساعدات دون رقيب او حسيب عليها.

 *  مصادرة المساعدات..

أنشطة القائمون على المنظمات في النهب ليست وليدة اللحظة في محافظة ذمار بل تمتد لسنوات أربع مضت ومن لم تصله رسالة من مصرف الكريمي فلن يحصل على مساعدة مالية.

عندما وصلت العديد من الرسائل عبر الهاتف لبعض النازحين عن أرقام الحوالات أعتقد جابر عبد العزيز وهو نازح منذ خمس سنوات في مدينة ذمار أنه من بين المستفيدين لكنه لم يحصل على تلك المساعدة ووجد في منظمة التنمية المستدامة من يقول له أنه لن يحصل على أي مبلغ إلا في حال وصلته رسالة من المنظمة.

في اليوم التالي حاول جابر معرفة لماذا لم يحصل على المساعدة؟ لكنه لم يجد اجابة شافية ولم يحصل على المساعدة.. فهذا هو عرف المنظمات في مدينة ذمار عندما تريد نهب مخصصات النازحين المالية وهو عدم تحويل المبلغ للكريمي أو عدم ارسال رقم الحوالات حتى تقوم بسحبها مرة أخرى.

في محافظة ذمار تمارس المنظمات أعمالا واسعة في حرمان مئات النازحين من المساعدات ومع غياب خيارات النازح ووجود سطوة المنظمات المحمية بشكل كبير بحائط من الفساد يصبح من الصعب على أي نازح مقاضاة أو مواجهة فساد مستشري في أعماق أنشطة منظمات لا تجد لها محاسب أو رقيب.

محمد سفيان وهو نازح أخر من محافظة تعز يعيش في مدينة ذمار في ظروف سيئة يقول لـ”يمن الغد” أن دور المنظمات في ذمار سيئ وأن ماتقوم به تلك المنظمات يقوم على نهب المساعدات والاغذية.

وأضاف محمد سفيان “أن عمال وموظفي المنظمات يتحدثون باستعلاء وفوقية على النازحين وكأنهم هم من يوزعون تلك المساعدات والأغذية من جيوبهم.

ويضيف محمد “لا توجد حلول لاي مشكلة لان مايجري هو أن موظفي المنظمات يقومون باقتطاع المساعدات لهم وهذا جوهر فساد المنظمات أو من يقوم بتوزيع المساعدات”.

* فساد كبير..

وتحدثت مصادر موثوقة عن مبالغ كبيرة تحصل عليها منظمات في محافظة ذمار وتتقاسمها مع شخصيات نافذة.

وقالت المصادر لـ”يمن الغد” أن عدم توزيع المساعدات يجري برضى من موظفي المنظمات وبعلم السلطات المحلية في المحافظة وأن المبررات التي يقدمها رؤساء المنظمات حول أن من لم تصل الرسائل اليهم من الكريمي فإنهم لن يحصلوا على المساعدات؛ حيث أن تلك سياسات تتكرر من حين لآخر.

وأضافت المصادر “أن مايجري هي سياسة متعمدة كما أن إسقاط الاسماء هو أيضا يتم بناء على توجيهات من قبل مسؤولي تلك المنظمات ومن بينها التنمية المستدامة التي مارست خلال الفترات الماضية حالة نهب وتخلل نشاطها فساد كبير”.

وأشارت المصادر إلى أنها ـ أي “التنمية المستدامة” ـ تمارس اقتطاعات كبيرة من المبالع المالية المخصصة للنازحين وتحرمهم من تلك المخصصات؛ حيث تحرم تحويل المساعدات المالية لمصرف الكريمي مما يمنع وصولها للنازحين واحيانا تقوم بإرسالها للكريمي دون أن تصل بناء على تعليماتها ويتم اعطاء مصارف الكريمي مبالغ مالية حين استرجاع تلك المبالغ لصالح مسؤولي المنظمات.

*  تعمد في الحرمان..

يشعر عبد اللطيف حسن بمرارة جراء طرق وأساليب المنظمات في محافظة ذمار؛ جراء العبث بحقوق النازحين والاستيلاء على المساعدات المالية التي تكاد تكون عمل منظم ويدل على حالة السيطرة والتفرد من قبل المنظمات في سرقة المخصصات”.

ويشير عبد اللطيف أثناء حديثه لـ”يمن الغد” الى أن نهب المنظمات لتلك المساعدات ما كان له ان يحدث مالم تكون هناك شخصيات نافذة هي من تملك القدرة في التغطية على فساد واسع يتم نهب الملايين من المساعدات المالية دون أن تتحرك أي جهة لمعرفة مصير تلك الأموال”.

ويعتقد عبد اللطيف أن مايجري هو وجود شبكة من الفاسدين في المنظمات والسلطات المحلية والذين يمارسون كل هذا النهب مع أن المنظمات ومنها التنمية المستدامة هي التي تنهب المخصصات المالية دون وجود أي جهة تعيد تلك المخصصات للنازحين.

* اسقاط الأسماء..

يقول وليد محمد العزي وهو أحد المتضررين “أن منظمة التنمية المستدامة تفتعل أساليب متعددة لحرمان النازح من حقوقه ومنها الادعاء الكاذب”.

ويتطرق وليد أثناء حديثه لـ”يمن الغد” لمثل هذه السياسة وهي تقوم على اسقاط أسماء النازحين والإدعاء أنهم يملكون منازل وليسوا مستأجرين وعندما يعمل المستأجر على تكذيب تلك الاساليب التي تقوم به المنظمات يرد أحد العاملين أنه سيتم المسح والمراجعة بعد ثلاثة أشهر.

ويؤكد وليد أن المنظمات في ذمار أصبحت لا تخضع لاي قانون غير ماتمارسه من عبث ونهب .

وأضاف “أن النازح ليس لديه القدرة على الابلاغ عن فساد المنظمات لأن السلطات المحلية وشخصيات نافذة في المدينة هي من تغطي على هذا الفساد والعبث”.

وأشار الى أن المنظمات والعاملين فيها يتحدثون بنوع من الرعونة وبلغة فوقية دون احترام للنازح حيث بعض الارقام المخصصة للشكاوي لاترد والبعض يرد عليك أنه لا يوجد لديك أي مساعدة مع أن هناك مخصص كبير من المساعدات لكل النازحين لكن اغلبهم لا يصل اليهم أي شيء”.

* استثمار المعاناة..

يرى ناظم العسلي أن المنظمات في محافظة ذمار استثمرت ظروف النازحين من أجل نهب المساعدات.

وأضاف ناظم لـ”يمن الغد” أن المنظمات في ذمار صارت شبكة من المصالح والفساد وهذا ما وضع تلك المنظمات لتقوم بالنهب دون أن تخاف من أحد”.

وأشار الى أن منظمة المستدامة تنهب وتتحكم بالمال الذي هو مخصص للنازح لتنفيذ نشاط تجويع واذلال للناس بينما موظفيها يفتقدون للأخلاق والمسؤلية .

وأعتبر أن فساد السلطات المحلية في ذمار ومشركتها في تقاسم أموال النازحين هو الذي جعل منظمة التنمية المستدامة تقوم بهذا النهب دون خوف.

زر الذهاب إلى الأعلى