لأول مرة في اليمن: أكاديمية قُمرة.. مبادرة لتشجيع صناعة السينما
يسعى الشباب اليمني لإيجاد منفذ للهروب من المآسي التي جلبتها مليشيا الحوثي والحرب التي سيطرت على واقعهم منذ نحو 6 سنوات
غير أن الهروب من الحرب الحوثية لم يكن كاملاً، حيث أصبحت كارثة الانقلاب إحدى قضايا تطرقت إليها السينما اليمنية الشابة، في مشروع إبداعي هو الأول من نوعه في اليمن.
أكاديمية قُمرة، تبنت مشروعًا فنيًا لتطوير وتمويل إنتاج الأفلام اليمنية الوثائقية والروائية، لأول مرة في اليمن، أطلقت عليه (أيام السينما اليمنية)، يستمر على مدى أسبوع.
ويهدف المشروع، بحسب القائمين عليه، إلى تعزيز هوية اليمن الثقافية في ظل التجريف الحوثي لكل ما له صلة بالهوية اليمنية، ووسط هذه الظروف الأكثر تحديا، كما يهدف إلى الحفاظ على النسيج الاجتماعي للبلاد والذي مزقه الحوثيون، وذلك من خلال الأعمال السينمائية.
وقالت اللجنة المنظمة للمشروع، إن المهرجان الذي انطلق في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسيستمر حتى 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيتم من خلاله عرض عدة أفلام فنية لصناع أفلام يمنيين مستقلين، داخل وخارج اليمن، تُعرض عبر صفحة أكاديمية قمرة في منصة التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وأضاف البيان: “سنجري محادثات مع صناع الأفلام عن تجاربهم في هذا المجال، وسنقدم بعض الدروس المتقدمة والمحاضرات حول كيفية تطوير الأفلام المستقلة والحصول على الدعم”.
وأكدت الأكاديمية، أن هناك عدة جوائز سيتم تخصيصها للفائزين، من خلال تصويت يشارك فيه الجمهور ولجنة تحكيم، وهو ما يعتبر توجه نوعي لأكاديمية قمرة نحو دعم المبدعين من صناع الأفلام السينمائية المتنوعة، بحسب موقع الأكاديمية.
وسيتم اختيار 4 أفلام من المتقدمين، (فيلمين وثائقيين وفيلمين روائيين)؛ للحصول على دعم مادي لتطوير أفلامهم، بالإضافة إلى حصولهم على استشارات خاصة من خبراء إقليمين في صناعة الأفلام.
وبحسب بيان عن الأكاديمية، فقد قام فريق قُمرة بدعم ظهور عدد من مواهب الیمن الأكثر إثارة، وكذا جمع شبكة مزدهرة لا نظير لها من الإعلاميين المحترفين العاملين لحسابهم الخاص من كافة أنحاء البلاد.
يذكر أن أكاديمية قُمرة، تعتبر جهة تدريبية وتعليمية داعمة لإنتاج الأفلام في اليمن، وتتمتع بخبرة في الإنتاج والمحتوى الإعلامي، ولديها خبراء يعملون على دمج الدراية والرؤية بالمقدرة والخبرة، فيما يتعلق بالرسوم المتحركة، والقصص الخيالية، إلى جانب تقارير الأخبار والأفلام الوثائقية الطويلة.
ورغم أن اليمن عرفت السينما في بدايات القرن العشرين، من خلال إنشاء دور سينما في مدينة عدن؛ لعرض الأفلام الغربية إبان فترة الاحتلال البريطاني للمدينة، إلا أنها تعرضت منذ أواخر القرن الماضي لانتكاسة بسبب الفكر الديني المتشدد.
وضاعفت المليشيات الحوثية حرمان اليمنيين، من خلال التضييق على المبدعين الراغبين في إنتاج الأفلام، وتفجير دور السينما والمسارح في مدينة عدن أثناء سيطرتهم عليها.
غير أن السنوات الأخيرة، عرفت أشكالاً كثيرة من الإنتاج السينمائي للمواهب الشبابية، التي استغلت التقنيات الحديثة، واستثمرت مواقع التواصل الاجتماعي لعرض إنتاجاتها التي غلب عليها الطابع الوثائقي والتسجيلي.
ويفخر اليمنيون بفيلم (10 أيام قبل الزفة) الذي أنتج مؤخرًا، للمخرج اليمني الشاب عمرو جمال، والذي حقق نجاحات غير مسبوقة، وشارك في مهرجانات عربية وعالمية.