تصعيد قطري مستمر والحكومة خارج السيطرة.. خلية تفكيك جبهة الساحل والخيارات القادمة للإخوان

سياسيون لـ"يمن الغد": استمرار التساهل مع رغبات تيار الدوحة داخل الشرعية يهدد بتفكك الشرعية ويضع جنوب السعودية تحت التهديد الايراني.

مخاوف من تحول كيانات الدوحة وايران الى ممر للتهريب.. اختراق قطري خطير لمؤسسات الشرعية

يمن الغد / تقرير – خاص

يتصاعد التصعيد الاخواني في اكثر من جبهة سيما في محافظة ابين حيث التصعيد عسكريا فيما تبدو الحكومة الشرعية وكأنها خارج السيطرة ما يشير الى اختراق قطري لمؤسسات الشرعية.

وتتصاعد المخاوف من تحول كيانات الدوحة وايران الى ممر لتهريب الاسلحة يشكل خطرا امنيا مرتقبا..

* صمت الحكومة..

ويعتبر المحلل السياسي جمال الخيلي خلال حديثه لـ”يمن الغد” ان ما يبرهن اختراق تيار الاخوان لحكومة الشرعية بدعم قطري هو موقف الحكومة الغائب من تصعيد الاخوان في محافظة أبين جنوب اليمن.

وباتت معركة أبين خارج دائرة السيطرة المباشرة للحكومة الشرعية، مع بروز مؤشرات عديدة على سيطرة التيار الرافض لاتفاق الرياض على مجريات المعركة.

 وتتلقى القيادات العسكرية دعما إقليميا لفرض خيارات من خارج دائرة التسويات السياسية التي يعمل التحالف على إنجاحها.

وحذر الناشط محمد الحسني من أن استمرار التساهل مع رغبات التيار الموالي للدوحة داخل “الشرعية” يهدد بتفكك الشرعية ويضع جنوب السعودية تحت التهديد الايراني.

* الاختراق العسكري..

وتراهن قيادات بارزة في الشرعية على إمكانية حدوث اختراق عسكري مفاجئ لصالح قواتها العسكرية في أبين، يزيح عن كاهلها أعباء الالتزام باستحقاقات اتفاق الرياض التي تعتبرها نصرا لصالح المجلس الانتقالي والاعتراف به كقوة سياسية في معادلة القوة اليمنية.

ووفقا لمصادر سياسية يمنية، تراوح جهود إخراج الحكومة الجديدة مكانها، مع انتهاء المشاورات واستنفاد التحالف العربي وسائله في حلحلة ملف التسوية بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وشددت الناشطة جميلة الخيلي وهي تتحدث لـ”يمن الغد” على ضرورة اتخاذ موقف قوي من قبل السعودية في حال استمر رفض الاخوان لتنفيذ اتفاق الرياض وعرقلة تشكيل الحكومة المنبثقة عن الاتفاق..

* خلية الازمة..

 ويتزايد القلق حول استخدام إيران وتيار قطر المحافظة كممر لتهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية، بما في ذلك تلك المستخدمة في تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تستهدف مصادر الطاقة وطريق الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

وتشكل المهرة مركزا متقدما للنشاط القطري والإيراني والتركي في اليمن، حيث نشط أحد فصائل الحراك الجنوبي المدعوم من إيران بقيادة حسن باعوم، وتزدهر فيها عمليات تهريب السلاح إلى الحوثي، إضافة إلى تزايد أنشطة تجنيد مسلحين، بتمويل قطري وإشراف قيادات من أبناء المهرة على رأسها وكيل المحافظة السابق علي سالم الحريزي الذي يقود الأنشطة المعادية للتحالف في المهرة.

ويعد تواجد الحكومة الشرعية رمزيا في المهرة، فيما ينحصر تواجد قوات التحالف في بعض المنافذ الخاصة بتهريب السلاح، غير أنها تتعرض بشكل مستمر لمحاولات استفزاز ممنهجة من قبل بعض التشكيلات المسلحة الممولة من قطر والتي تسيطر بشكل فعلي على المحافظة وتوسع مساحة انتشارها لحماية ممرات تهريب السلاح والمعدات العسكرية إلى الحوثيين وتأمين انتقال الضباط الأتراك والقيادات الموالية لقطر التي تتنقل بين اليمن وعمان قبل انتقالها إلى محطات أخرى.

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة تعد زيارة السفير الأميركي بمثابة تبنٍّ لمخاوف التحالف العربي بقيادة السعودية من تزايد الأنشطة المعادية ورسالة تهديد لأجندات إيران وتركيا وقطر في الملف اليمني.

وكانت نقلت العرب عن مصادر مطلعة أن خلية الأزمة التي أدارت ملف تفكيك واختراق جبهات صعدة منذ قرابة عامين، تولت مؤخرا ملف الساحل الغربي.

وتعمل هذه الخلية، التي تضم قيادات إخوانية يمنية أو موالية للدوحة، وضباط ارتباط قطريين وإيرانيين وأتراك، على قاعدة تفكيك العقبات العسكرية التي تهدد مشروع التمدد الحوثي أو تشكل خطرا على وجوده الإستراتيجي، كما هو الحال في جبهات محافظة صعدة التي نجحت الخلية في تفكيكها عبر عدة وسائل من بينها اختراقها بعناصر إخوانية أو استقطاب بعض قياداتها، وإرباكها سياسيا وإعلاميا.

وأشارت المصادر إلى أن مهمة تنفيذ مخططات استهداف القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني أوكلت إلى فرع الإخوان في تعز والقيادي الإخواني حمود المخلافي الذي يقود الآلاف من المسلحين الذين تم تجنيدهم خلال الفترة الماضية بتمويل قطري، وتم ضم الجزء الأكبر منهم إلى وحدات الجيش الوطني اليمني، أو أسست لهم ألوية خاصة.

واعتبرت المصادر أن إقدام عناصر مسلحة تابعة للإخوان على اختطاف العميد قايد الورد قائد اللواء الثالث حراس جمهورية في منطقة التربة بجنوب تعز بداية لتصعيد ممنهج من أجل استدراج العميد طارق صالح إلى مواجهة وشيكة مع ما يسمى بقوات “الحشد الشعبي”.

* الرهان الخاسر..

وحذر المحلل السياسي احمد قويدر من تصاعد النشاط الاخواني في الساحل الغربي وخصوصا في مدينة المخا..

وقال قويدر لـ”يمن الغد” بان حزب الاصلاح انشأ شبكة تهريب للاستفادة منها في استقبال الاسلحة وتكوين امبراطورية مالية لقياداته.. الامر الذي سيجعل المنطقة في مواجهة مع ارهاب جديد..

 التصعيد الاخواني الاخير تزامن مع معلومات نشرتها وسائل اعلامية تفيد بتزايد النشاط الإخواني في الساحل الغربي، من خلال تعيين محسوبين على تيار قطر في مناطق سيطرة القوات المشتركة ونشر عناصر استخبارية وخلايا اغتيالات، والعمل على إحداث الوقيعة بين فصائل القوات المشتركة عبر سياسة ممولة لاستمالة قادة بعض تلك الفصائل وخصوصا المحسوبة على ما يسمى “المقاومة التهامية”.

ودخل بعض قادة هذه الفصائل الموالين للإخوان في صدامات مسلحة واحتكاكات تحت ذرائع “مناطقية” مع قوات طارق صالح وخصوصا في الخوخة الساحلية، في الوقت الذي تتبنى فيه جماعة الإخوان بتعز خطابا تصعيديا عدائيا ضد تواجد قوات “المقاومة المشتركة” في مدينة المخا التي تتبع إداريا محافظة تعز التي يهيمن عليها جناح الإخوان الموالي للدوحة وتركيا بعد إحكام قبضته على المحافظة عقب اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي وإحلال قيادة جديدة لبقايا اللواء من الموالين للإخوان.

وتشير مصادر يمنية إلى أن السياسة التي ينتهجها الإعلام التابع للقوات المشتركة، والتي تحثّ على التقارب مع حزب الإصلاح، اتضح أنها رهان خاسر، بالنظر إلى تاريخ التحالفات السابقة بين الحزب ومكونات يمنية أخرى، انتهت بشكل دراماتيكي كما هو الحال مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والعميد عدنان الحمادي.

ويعد طارق صالح ابن شقيق الرئيس السابق عدوا إستراتيجيا لجماعة الإخوان في اليمن، التي تتعامل معه بوصفه تهديدا لمشروع الجماعة في الوصول إلى الساحل الغربي لليمن، وامتدادا لمشروع عمه الراحل الذي تخلى عن السلطة عام 2011 نتيجة احتجاجات قادها حزب الإصلاح، على عكس الحمادي الذي ينتمي أيديولوجيًّا إلى الحزب الناصري الذي تحالف مع حزب الإصلاح في مرحلة إسقاط صالح وانتهى بعملية اغتيال تشير أصابع الاتهام فيها إلى فرع الإخوان بتعز.

* خيارات جديدة..

ويأتي التصعيد في الساحل الغربي والمهرة بالتزامن مع تجدد المواجهات في جبهات محافظة أبين (شرق عدن). وتؤكد مصادر سياسية أن طرفا إقليميا معاديا للتحالف العربي يقف وراء ذلك، ويسعى لإفشال تشكيل الحكومة اليمنية المتعثر بسبب رفض حزب الإصلاح الإعلان عن الحكومة قبل تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.

وقالت المصادر إن التحالف العربي بات يفكر في قائمة من الخيارات للتعامل مع التصعيد والابتزاز الإخواني اللذين تمارسهما بعض القيادات النافذة في “الشرعية”.

Exit mobile version