شبكة أميركية: احتدام الجدل داخل الإدارة الاميركية حول تصنيف الحوثيين “منظمة ارهابية
كشفت شبكة امريكية عن أن مسؤولو إدارة ترامب يخوضون نقاشًا داخليًا حول ما إذا كان سيتم تصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية، وذلك بحسب أشخاص مطلعون على المناقشات، حيث تحذر مجموعات الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية.
وذكرت «NBC News» في تقرير لها في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية اعترضوا، في الأيام الأخيرة على خطة الوزير مايك بومبيو لتصنيف جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية، بحجة أنها قد تعطل بشدة تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطارئة الأخرى إلى المحتاجين.
وبحسب ما نقلت عن مسؤول كبير في الإدارة الامريكية ومسؤول سابق في وزارة الخارجية ومساعد في الكونجرس وعضو في منظمة مساعدات إنسانية دولية، والذين حذروا من أن اليمن تتأرجح بالفعل على شفا المجاعة..
وأظهرت بيانات حديثة أصدرتها الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن 17 ألف شخص يواجهون ظروفًا شبيهة بالمجاعة في اليمن، مما يوفر خلفية قاتمة للجدل. ومن المتوقع أن يصل حوالي 47000 آخرين إلى مستويات مماثلة بحلول منتصف عام 2021.
وكشفت الشبكة، نقلا عن أحد مساعدي الكونجرس، عن أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية صاغت تحليلًا مفصلاً للتأثير الضار المحتمل لهذه الخطوة، وناشد رئيس الوكالة جون بارسا شخصيًا بومبيو، هذا الأسبوع، عدم تنفيذ القرار، وذلك وفقًا لمسؤول سابق بوزارة الخارجية مطلع على الاجتماع.
وسافر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى المنطقة هذا الأسبوع وكان من المقرر أن يجري محادثات في عمان والسعودية. حيث قال مسؤول إداري كبير ومسؤول سابق في وزارة الخارجية وعامل إغاثة إنسانية دولية أطلع على المناقشات إن شنكر كان يستكشف البدائل الممكنة لتصنيف الحوثيين كإرهابيين، بما في ذلك وضع قادة أفراد أو شخصيات رئيسية في القائمة السوداء.
وقال المسؤول السابق بوزارة الخارجية: “على كل المستويات في وزارة الخارجية باستثناء بومبيو، يبذل الجميع قصارى جهدهم إما لإبطاء هذا الأمر أو على الأقل لضمان عدم تصنيف الحوثيين على أنهم منظمة إرهابية أجنبية”.
وقالت «NBC News» بأنه لايزال من غير الواضح ما إذا كان الوزير بومبيو سيتأثر بالاستئناف. إذ ينظر المؤيدون إلى تصنيف المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران على أنه جزء من حملة “الضغط الأقصى” لواشنطن ضد إيران، اضافة لكون ذلك سيمثل ضربة قادمة للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط والجهود المتوقعة من قبل إدارة بايدن المستقبلية لإعادة الدخول في اتفاق نووي.
الى ذلك، حذرت الأمم المتحدة ورئيس برنامج الغذاء العالمي والاتحاد الأوروبي ومشرعون من كلا الطرفين.. الجمهوريين والديمقراطيين ومنظمات إغاثة من أن وصف الحوثيين بالإرهابيين سيكون له آثار مدمرة وبعيدة المدى على الجهود الإنسانية..
وقالت أماندا كاتانزانو، كبيرة مديري السياسات والدفاع في لجنة الإنقاذ الدولية لشبكة “إن بي سي “، إن اليمن يعتمد بنسبة 90 في المائة على واردات الغذاء، ولن يكون الارتباك المحتمل حول التصنيف ضربة للاقتصاد فحسب، بل القدرة على شراء الغذاء من الخارج. كما أن التحويلات المالية أو الأموال المرسلة من أفراد الأسرة أو الأصدقاء في الخارج، والتي يعتمد عليها اليمنيون في كثير من الأحيان، ستتقلص بشدة.