افتتح عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي “سالم ثابت العولقي” تغريداته، الاثنين، في تويتر، بتأكيد أنه “صباح حزين باستشهاد خمسة من جنود الحزام الأمني بعملية إرهابية جبانة لتنظيم القاعدة في مدينة لودر أبين”.
وقال: “إن الهجمات الانتحارية والمفخخات والاغتيالات والتحشيد العسكري على عدن كلها أدوات لمشروع سياسي واحد.. رحم الله الشهداء وتعازينا لأهلهم وذويهم، ولعن الله الإرهاب وصنّاعه وأحزابه”.
الهجوم الإرهابي لتنظيم القاعدة على نقطة للحزام الأمني بمدينة لودر محافظة أبين، فجر الاثنين، والذي أدى إلى استشهاد 6 جنود، أعاد إلى الأذهان التنسيق بين السلطة والتنظيم الإرهابي على مدى سنوات للعبث بأبين والجنوب، وما دفعته مدن أبين، وبخاصة مدينة ”لودر” المدينة المحلية الوحيدة في الجنوب وفي اليمن التي حاربت “القاعدة” بجهود محلية اجتماعية عبر “اللجان الشعبية” التي بدأ عبرها جنود وقيادات شكلت لاحقاً “الحزام الأمني”.
وواصل الحزام الأمني، بدعم من دول التحالف العربي وعلى رأسها دولة الإمارات، تحقيق انتصارات على التنظيمات الإرهابية في أبين، وخاض معها معارك شديدة وحملات مداهمة وملاحقة العناصر الإرهابية في جميع مناطق ووديان وجبال أبين، وتككلت تلك الحملات بالنجاح وإشادات واسعة. في فعل مشابه لما حققته النخب في حضرموت وشبوة.
وعاود الإرهاب حضوره بعد أحداث أغسطس من العام الماضي بعد انسحاب القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي من شبوة وأجزاء من أبين إلى عدن إثر المواجهات الدامية مع مليشيات حزب الإصلاح الإخوانية.
وانسحبت قوات الحزام الأمني في أبين إلى زنجبار عاصمة المحافظة، وبقيت قوات رمزية من الحزام لتأمين مديريات لودر وأحور ومودية، مقابل نشاط من قيادات في الشرعية وقيادات إخوانية أعادت تنشيط بيئة التنظيمات الإرهابية ومحاولة تغذية ما تعتقده ثأرا ضد اللجان الشعبية والحزام الأمني والقوات الجنوبية.
ونبه المتحدث باسم محور القوات الجنوبية في أبين إلى أن “الإخوان شرعنت تحرك ونشاط تنظيماتها الإرهابية داعش والقاعدة والبستهم البزة العسكرية وسلمتهم زمام القيادة في جبهة أبين”، وقال “قبل ذلك اوكلتهم مهمة الانتقام من ابطال النخبة والحزام الأمني”.
حسين حنشي رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء، نبه إلى “سحب كل مقاتلي التنظيمات الارهابية من مارب والبيضاء وادخالهم الى جبهة ابين”، وقال انها “كانت صفقة من يعرفون احوال المنطقة الوسطى، وتمت قبل ايام وبعد ان كانت التنظيمات تقاتل في ابين بجزء من مقاتليها طلب منها ان تأتي بكل عناصرها”.
وأضاف الحنشي: بالمقابل هذه التنظيمات التي لم تنس صمود لودر وهزيمتها امام لودر في عز قوتها طلبت ان يسمح لها ويتم مساعدتها على الانتقام من لودر وخوض معركتها الاخيرة معها ثم تدخل كل قواتها الى شقرة.
وأكد الحنشي: قلناها وما زلنا نقولها كل أبناء أبين الرافضين للاخوان والارهاب في اي منطقة كانت سيكونون اهدافا آجلا اما عاجلا وحتى في شبوة سيبحثون عن كل فرد منتسب للنخبة سيصفون معاركهم السابقة ويصفون الطريق للحوثي القادم الى شبوة وابعد منها.
وتساءل الحنشي في ختام منشوره: متى تتحرك القيادة وتحرك كل فروع المجلس في شبوة وابين لجعل الحرب شاملة وعدم انتظار خلو الجو للاخوان وتركيزهم كل جهدهم على جبهة شقرة؟
ودفع أبناء أبين كوكبة كبيرة من الشهداء دفاعا عن المحافظة من التنظيمات الإرهابية منذ ما قبى عام 2010م التي سقطت المحافظة بيدها القاعدة التي تستخدمها قوى لأغراض سياسية.
وانتصر أبناء لودر على التنظيمات الإرهابية في عام 2012م بعد تشكيل لجان شعبية بجهود شخصية ورغم الحصار الذي دام اكثر من شهر.
ويرى مراقبون ان تنظيم القاعدة الذي اغتال عددا من قيادات اللجان الشعبية على رأسهم زعيم اللجان توفيق الجنيدي “حوس” لم ينس ثأره من أبناء لودر حتى اللحظة وما زال يرى في أبناء لودر ومقاومتها وحزامها الأمني عدواً.
جدير بالذكر أن أبناء لودر وقفوا إلى جانب الحزام الأمني ضد مليشيات الاخوان التي حاولت الهجوم على المدينة بقيادة القيادي في جيش الشرعية الإخوانية محمد العوبان قائد ما يسمى بالقوات الخاصة بأبين وفشلوا في ذلك.