مقالات

قاهر الحوثيين في الحديدة.. مخطوف في تعز

مجندون في جيش الشرعية أقدموا، يوم الجمعة 27 نوفمبر الماضي، على خطف العميد قائد الورد، من أمام منزله في مدينة التربة، بينما كان متجهاً إلى الجامع لأداء صلاة الجمعة.. إلى اليوم لا تعرف عائلته لماذا خطفه أولئك المجندون؟ وإلى أين ذهبوا به؟ كما لم يطلبوا- حتى الآن- فدية أو ما شابه، فحسب علمنا أن لا عائلة الورد، ولا المقاومة الوطنية – حراس الجمهورية، تلقت مثل هذا الطلب، ولا نعتقد أن قيادة المقاومة تقبل مثل هذه المساومة.

على الرغم من مضي أسبوعين على خطف العميد الورد من التربة إلى مدينة تعز، وعلى الرغم من أن المجندين الذين خطفوه مروا به على نحو عشرين حاجزاً أمنياً ونقطة تفتيش موزعة على طول طريق التربة – تعز، فإن قيادة المحور العسكري في تعز، وقيادات أجهزة الأمن في تعز، وقيادة اللواء الخامس حرس رئاسي، لم تبلغ المعنيين بأي معلومات تتعلق بمصير العميد الورد، أو تتعلق برغبتها في تحريره من أسر خاطفيه، وإعادته إلى عالته في التربة، أو تسليمه لقيادته في المخا.. وإلى جانب ذلك تكمن خيبة أمل في القيادات العليا للشرعية، التي قد أحيطت علماً بخطف الورد من قبل مجندين ينتمون إلى أهم الألوية العسكرية التابعة لها في محافظة تعز، ومع ذلك لم تلق بالاً لهذه القضية، وليتها سألت حتى عن المبرر أو الذريعة التي توسل بها الخاطفون لارتكاب جريمتهم.

إن العميد قائد الورد أحد الأحرار الذين أسهموا في تأسيس المقاومة الوطنية – حُرَّاس الجمهورية. ومنذ بدايات معركة تحرير الحديدة في يوليو2018، وإلى الأسبوع الذي سبق يوم خطفه، كان ورفاقه في اللواء الثالث، الذي يقوده، في طليعة المغاوير الذين أصلوا ميليشيا الجماعة الحوثية ناراً، ونكلوا بها في مدينة الحديدة، الأمر الذي يجعل دوافع خطفه في تعز مثار ريبة، في ظلال أسئلة من قبيل: لمصلحة من خطفه الخاطفون؟ ولماذا يستهدف ضباط المقاومة الوطنية؟ على الرغم من عدم وجود أي مشكلة بينها وبين ممثلي الشرعية في تعز، وعلى الرغم أيضاً من أن قائدها العميد طارق قد بح صوته من كثرة وتكرار التوكيد أن المقاومة الوطنية قد يممت وجهها منذ البداية نحو صنعاء، وأن معركتها مع الجماعة الحوثية لا سواها، وأنها لن تنجر إلى أي معركة جانبية.

لقد كنا نلوم من الشرعية تخليها عن محمد محمد عبد الله صالح، وعفاش طارق محمد عبد الله صالح، اللذين أسرتهما الجماعة الحوثية إبان انتفاضة اليوم الثاني من شهر ديسمبر2017، ثم حرمتهما من جميع الحقوق التي كفلتها لهما شريعة الإسلام، والقانون الوطني، والقانون الدولي الإنساني، والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بجريرة صلة القربى التي تربطهما بقيادة المقاومة الوطنية، وكنا نتوقع رؤيتهما بين مطلقي السراح في عملية تبادل الأسرى والمخطوفين التي تمت بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية منتصف شهر أكتوبر الماضي، بناء على اقتناعنا أنهما مواطنان أسيران مساويان لأقرانهما في الحقوق أمام الحكومة الشرعية، وكذلك بنا إلى تسليمنا بأن التفاوض الرسمي مع الجماعة الحوثية بشأن تحرير جميع الأسرى والمخطوفين، هو من اختصاص هذه الشرعية، وعلى رغم خيبة الأمل، نتطلع إلى تلافي التقصير في المفاوضات القادمة التي ستكون في المملكة الأردنية الهاشمية، إذ يجب على وفد الحكومة الشرعية وضع الأسيرين محمد محمد عبد الله صالح، وعفاش طارق محمد عبد الله صالح، بالحسبان في مفاوضات الأردن التي سيجريها مع وفد الجماعة الحوثية حول تبادل إطلاق الأسرى والمخطوفين.

إننا اليوم أمام مفارقة مروعة، ففي الوقت الذي نلح فيه على النظر في قضية أسرانا الذين ترتهنهم العصابة الحوثية الخؤونة الإرهابية، فأن أفرادا وجماعات محسوبة على الشرعية غدت تخطف وترتهن ضباطاً في المقاومة الوطنية.. المحزن والمروع أن أعداءنا الحوثيين يتذرعون بتهم الخيانة والارتزاق والعمالة، بينما يتذرع المحسوبين على الشرعية بتهمة الشعور بالمواطنة.. مواطن من المحويت يزور عائلته في تعز! فقد ذهب العميد قائد الورد إلى التربة لقضاء بضعة أيام مع عائلته التي نزحت من المحويت، فخطفه مجندون ينتمون للواء الخامس حرس رئاسي، الذي يقوده عدنان رزيق القميشي، بقرار رئاسي.

زر الذهاب إلى الأعلى