حذرت وزارة الصحة والسكان، من مخاطر الانجرار وراء التأويلات الغير علمية بشأن امتلاك اليمنيين “مناعة القطيع” في مواجهة فيروس كورونا.
وأهابت الوزارة في بلاغ صحفي، يوم الخميس، نشرته وكالة سبأ الحكومية، أهابت “بكل المواطنين عدم الانجرار وراء التأويلات غير العلمية بان اليمن امتلكت مناعة القطيع من هذه الجائحة التي يشهد العالم موجتها الثانية”.
وكانت صحف ومواقع غربية، تحدثت مطلع الأسبوع الجاري، عن انتصار اليمن على جائحة كورونا، مشيرة إلى أن المرض الذي يتسبب به فيروس كورونا المستجد “قد اختفى بشكل كبير من اليمن وبنفس السرعة التي ظهر فيها”.
ونسبت تلك الصحف والمواقع، لما اسمتهم “الخبراء والاطباء” قولهم “إن الشعب اليمني باتت عنده “مناعة القطيع”، حيث ساعد “غياب مرض السمنة وغلبة نسبة الشباب على عدم انتشار المرض بتلك الصورة المخيفة التي حذرت منها المنظمات الأممية”.
وقالت وزارة الصحة العامة التابعة للحكومة (المعترف بها) يوم الخميس، إن قطاع الرعاية الصحية الأولية، سينفذ “مسح مصلي لكوفيد 19 في العاصمة المؤقتة عدن، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية في اليمن، وبمشاركة فريق بحثي أكاديمي من أساتذة جامعتي عدن وحضرموت”.
وأضافت في بلاغها، أنها “ستنفذ هذا المسح بمنهجية علمية مستندة الى بروتوكول المسح المصلي المجتمعي للأجسام المضادة للكوفيد-19 والذي ينفذ في عدد من الدول”.
ويهدف المسح لقياس “مستوى الاجسام المضادة الناتجة عن عدوى فيروس الكورونا المستجد.”، في مدينة عدن، والتي سبق وأعلنتها الحكومة اليمنية منتصف العام الجاري مدينة موبوءة، بعد تسجيل العديد من حالات الوفاة بأعراض مشابه لكورونا، فضلاً عن تسجيل قرابة 300 إصابة مؤكدة بالفيروس.
ويكتسب المسح “أهمية علمية وصحية كونه أول دراسة تحدد مستوى التعرض السابق لفيروس الكورونا بمختلف الفئات العمرية ومن كلا الجنسين” في اليمن، بما يساعد في إعطاء “صورة وبائية واضحة للطيف الواسع للعدوى والمرض” في البلاد التي ظل ظهور فيروس كورونا وتلاشيه بأقل التكاليف لغزاً محيراً للمنظمات والجهات المعنية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه سيتم سحب دم من نحو 2000 يمني من مختلف الفئات، للتحقق من وجود أجسام مضادة لكورونا.
وكانت الحكومة اليمنية، والعديد من المنظمات الدولية، حذرت في أوقات سابقة من موجهة ثانية لفيروس كورونا في البلاد التي تشهد أسوأ أزمة إنسانية ومجاعة في العصر الحديث.
وحتى يوم الأربعاء 9 ديسمبر، أعلنت السلطات الصحية تسجيل 2079 إصابة مؤكدة بالفيروس، منها (606) حالة وفاة، و(1383) حالة شفاء، (89).
ولا تشمل هذه الإحصائيات مناطق سيطرة الحوثيين حيث اكتفت الجماعة بإعلان تسجيل 4 إصابات في مايو الماضي، وامتنعت بعد ذلك بكشف مدى تفشي الوباء بحجة الحفاظ على معنويات المواطنين.
وتقول الأمم المتحدة، إن هذه الارقام غير دقيقة، ولا تعكس واقع تفشي الوباء باليمن، في ظل نقص حاد في الامكانات عدم القدرة على التتبع العلمي للمصابين ومخالطيهم.
وتشير الأبحاث التي أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي البريطانية، إلى أن عدد الوفيات في اليمن وصلت إلى (2100) بنهاية سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن معظم هذه الوفيات حدثت في وقت مبكر من قدوم الجائحة لليمن.